الحتمية السببية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الحتمية السببية في علم النفس هي الفكرة القائلة بأن كل واقعة تقتضي المواقف والظروف السابقة مرتبطة مع قوانين الطبيعة، لكنها خضعت لأول مرة للتوضيح والتحليل في القرن الثامن عشر، حيث ترتبط الحتمية السببية في علم النفس ارتباطًا وثيقًا بفهمنا للعلوم الفيزيائية وطموحاتها التفسيرية، وبآرائنا حول العمل البشري الحر أو السلوك الإنساني غير المقيّد.

الحتمية السببية في علم النفس

تتبع الحتمية السببية في علم النفس في التمييز الحاد بين الآراء والنظريات حول ماهية السببية من أي استنتاجات حول نجاح أو فشل الحتمية، بالنسبة للجزء الأكبر يعد فك الارتباط بين المفهومين مناسبًا ولكن تعتبر فكرة السبب مقابل النتيجة لا يمكن فصلها بسهولة عن الكثير مما يهمنا بشأن الحتمية، تم إعطاء الحتمية تقليديا تعريفات مختلفة وعادة ما تكون غير دقيقة، هذا يمثل مشكلة فقط إذا كان المرء يحقق في الحتمية في سياق نظري محدد ومحدّد جيدًا، ولكن من المهم تجنب بعض الأخطاء الجسيمة في التعريف من أجل البدء بتوضيح الحتمية السببية في علم النفس.

تعبر الحتمية السببية في علم النفس عن أن العالم محكوم أو تحت سيطرة الحتمية بالنظر إلى الطريقة المحددة للأشياء في وقت ما، فإن الطريقة التي تسير بها الأمور بعد ذلك تكون ثابتة على أنها مسألة قانون طبيعي، حيث أن العبارات المائلة هي عناصر تتطلب مزيدًا من الشرح والتحقيق حتى نتمكن من الحصول على فهم واضح لمفهوم الحتمية السببية في علم النفس.

يكمن أساس وخلفية الحتمية السببية في علم النفس من خلال وجهة نظر شائعة بشكل واسع أنه يمكن توضيح كل شيء من حيث المبدأ أو أن كل شيء له سبب كاف للوجود والوجود كما هو وليس غير ذلك، بعبارة أخرى تتمثل القاعدة الأساسية للحتمية السببية في علم النفس في ما يعرف بمبدأ العقل الكافي، ولكن منذ أن بدأت صياغة النظريات النفسية الدقيقة بطابع حتمي ظاهريًا، أصبح المفهوم قابلاً للفصل عن هذه القواعد.

منذ التعابير الأولى الواضحة للمفهوم كان هناك ميل بين البعض للإيمان بحقيقة نوع من العقيدة الحتمية، كان هناك أيضًا ميل إلى الخلط بين الحتمية المناسبة ومفهومين مرتبطين القدرة على التنبؤ والمصير، حيث أن القدرية هي المصطلحات القائلة بأن جميع الأحداث مقدر لها أن تحدث بغض النظر عما نفعله، ومنها يقع مصدر ضمان حدوث تلك الأحداث في إرادة واحدة ثابتة، أو المعرفة السابقة، أو بعض الجوانب الغائية الجوهرية، وليس في كشف الأحداث تحت تأثير القوانين الطبيعية أو السبب والنتيجة.

تعتبر معادلة الحتمية السببية في علم النفس مع القدرة على التنبؤ هي نتيجة حوار توضح في أحسن الأحوال ما هو على المحك في الحتمية من مخاوفنا بشأن مكانتنا كفاعلين أحرار في العالم.

القضايا المفاهيمية في الحتمية السببية في علم النفس

لماذا يجب أن نبدأ عالميًا بالحديث عن العالم بكل أحداثه التي لا تعد ولا تحصى باعتباره من القضايا المفاهيمية في الحتمية السببية في علم النفس؟ قد يعتقد المرء أن التركيز على الأحداث الفردية هو أكثر ملاءمة حيث يتم تحديد الحدث التالي سببيًا إذا كانت هناك مجموعة من الأحداث السابقة التي تشكل سببًا كافيًا مشتركًا للحدث الحالي.

ثم إذا كانت جميع أو حتى معظم الأحداث السابقة التي هي أفعالنا البشرية محددة سببيًا، فإن المشكلة التي تهمنا أي تحدي الإرادة الحرة، ستصبح سارية، ولا حاجة إلى التذرع بأي شيء عالمي مثل دول العالم كله ولا حتى حتمية كاملة في تحديد جميع الأحداث سببيًا.

لعدة أسباب فإن هذا النهج محفوف بالمشاكل والأسباب تفسر سبب تفضيل فلاسفة علم النفس في الغالب لإسقاط كلمة السببية من مناقشاتهم حول الحتمية، بشكل عام فإن السير في هذا الطريق يعني السعي لشرح مفهوم غامض متمثل في الحتمية من منظور مفهوم غامض حقًا تابع للسببية، وبشكل أكثر تحديدًا لا توجد أي علاقة بين مفاهيم الأحداث في أي نظرية فيزيائية حديثة.

الشيء نفسه ينطبق على مفاهيم السبب والسبب الكافي في الحتمية السببية في علم النفس، فهناك مشكلة أخرى تكمن في حقيقة أنه كما هو معروف الآن على نطاق واسع مجموعة من الأحداث يمكن أن تكون كافية حقًا فقط لإنتاج حدث تأثير إذا كانت المجموعة تشتمل على شرط مفتوح النهاية مع ثبات العوامل الأخرى يستبعد وجود عوامل اضطراب محتملة يمكن أن تتدخل لمنع حدث ناتج عن الأحداث السابقة.

علاوة على ذلك عند التفكير في كيفية ارتباط هذا التحديد بالفعل الحر تنشأ قضية أخرى، فإذا كان شرط ثبات العوامل الأخرى غير محدد النهاية فمن الذي سيقول إنه لا ينبغي أن يتضمن نفي عامل اضطراب محتمل يتوافق مع قراري بحرية عدم الذهاب للحصول على الهدف الأساسي للفرد؟

بالنسبة للمجموعة النموذجية من الأحداث السابقة التي يمكن حدسيًا ومعقولًا اعتبارها سببًا كافيًا لفعل بشري قد تكون قريبة جدًا في الزمان والمكان من الفاعل، بحيث لا تبدو تهديدًا للحرية بقدر ما تشبه الظروف المواتية، هذا يعني أننا لا ننظر في كيفية تحديد حدث معين للحديث العادي من خلال الأحداث السابقة، بل نحن نبحث في كيفية تحديد كل ما يحدث من خلال ما حدث من قبل.

نظرية المعرفة في الحتمية السببية في علم النفس

كيف يمكننا أن نقرر ما إذا كان عالمنا حتميًا أم لا؟ بالنظر إلى أن بعض الفلاسفة وبعض علماء النفس الذين لديهم وجهات نظر ثابتة مع العديد من الأمثلة البارزة في كل جانب قد يعتقد المرء أنه على الأقل يجب أن يكون سؤالًا واضحًا للحسم، حيث تبين أن نظرية المعرفة في الحتمية السببية في علم النفس قضية شائكة ومتعددة الأوجه.

لكي تكون الحتمية السببية في علم النفس صحيحة يجب أن تكون هناك بعض قوانين الطبيعة، فلقد اعتقد معظم الفلاسفة وعلماء النفس منذ القرن السابع عشر أن هذا موجود بالفعل، ولكن في مواجهة المزيد من الشكوك الأخيرة، كيف يمكن إثبات وجودها؟ وإذا كان من الممكن التغلب على هذه العقبة، ألا يتعين علينا أن نعرف، فعلى وجه اليقين ما هي بالضبط القوانين المعرفية لعالمنا من أجل معالجة مسألة حقيقة أو زيف الحتمية؟

ربما يمكن التغلب على العقبة الأولى من خلال مزيج من الحجج المعرفية ومناشدة المعرفة التي لدينا بالفعل عن العالم المادي، حيث يتابع الفلاسفة وعلماء النفس المعرفيين حاليًا هذه القضية بنشاط، من حيث الفائدة النفسية للقضية المناهضة للقوانين، أولئك الذين يؤمنون بوجود قوانين تقليدية عالمية للطبيعة هم أصليين، والذين أنكروها هم غير أصليين، يبدو أن هذا المصطلح أصبح معياريًا لذا فإن المهمة الأولى في نظرية المعرفة في الحتمية السببية في علم النفس هي أن يثبت الأصليين حقيقة قوانين الطبيعة.


شارك المقالة: