الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


من بين الأسئلة العديدة التي تبرز في محاولة الوصول إلى السيطرة على الأخلاق في علم النفس، ما هو الدور إن وجد الذي يجب أن تلعبه المبادئ الأخلاقية، حيث يعتقد العموميين الأخلاقيين أن الأخلاق يمكن فهمها بشكل أفضل من حيث المبادئ الأخلاقية، وينكر المتخصّصين الأخلاقيين هذا.

الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس

بالنسبة لكثير من الناس يبدو أن الممارسة الأخلاقية العادية مليئة بالمبادئ التي يتم تمييزها بالخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس، حيث أنه بالنسبة للعديد من المنظرين الأخلاقيين من علماء النفس كانت المهمة المركزية للنظرية الأخلاقية هي التعبير عن المبادئ الأخلاقية والدفاع عنها، أو ربما مبدأ أخلاقي نهائي واحد مثل تعظيم السعادة غير الشخصية، والعمل فقط وفقًا للمبادئ التي يمكن أن تكون بمثابة قانون عالمي.

وبالتالي فإن النقاش بين المتخصصين والعاملين في الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس لديه القدرة على فرض إعادة تقييم لكل من النظرية الأخلاقية والممارسة الأخلاقية، يعتبر هذا التوصيف للنقاش انطباعيًا للغاية بحيث لا يوفر إطارًا يمكن تتبعه للبحث النفسي، ومنها تكشف الأدبيات عن طرق عديدة لصقل النقاش.

من الأفضل النظر إلى كل من العمومية والخصوصية الأخلاقية على أنهما تقاليد فكرية في الفلسفة الأخلاقية وعلم النفس الأخلاقي، ولكل منهما عدد من الخيوط المتميزة ولكن ذات الصلة، تحاول كل من العمومية والخصوصية هذه فصل بعض هذه الخيوط مع إيلاء أكبر قدر من الاهتمام للمراحل الأخيرة منها.

تعتبر الحِجَج المؤيدة والمعارضة لكل من الخصوصية والعمومية متنوعة أيضًا، ناشئة عن الظواهر ما وراء الطبيعية ونظرية المعرفة والنظرية المعيارية وفلسفة اللغة، حيث تتفاعل هذه الحجج أيضًا بطرق مثيرة للاهتمام مع المناقشات الأخرى في علم النفس الأخلاقي، من خلال أن تستفيد بشكل مفيد من الأفكار التي تم تطويرها في النقاش بين المتخصصين الأخلاقيين والعموميين الأخلاقيين.

تاريخية الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس

قد يوصف العالم أرسطو بشكل معقول بأنه العالم الخاصة بالخصوصية الأخلاقية، فمن المعروف أن أرسطو يؤكد أن الاستقصاء الأخلاقي مخطئ إذا كان يهدف إلى درجة من الدقة أكبر من أن تتناسب مع موضوعه، وأضاف أن التعميمات الأخلاقية يمكن أن تصمد فقط في معظم الأحيان، علاوة على ذلك يؤكد أرسطو بلا كلل على أن الأخلاق تتعلق في النهاية بحالات معينة، وأنه لا يمكن لأي نظرية أن تتناولها جميعًا بشكل كامل وأن الحكم يعتمد على الإدراك.

لقد ألهمت جميع هذه الأفكار التفصيليين المعاصرين بعمق في ما إذا كان يجب تفسير أرسطو في نهاية المطاف على أنه متخصص هو مسألة نقاش، ومن المثير للاهتمام أنه لا توجد شخصية تاريخية رئيسية واحدة يتم وصفها بشكل واضح على أنها خاصة بالعمومية الأخلاقية، حيث يُفترض أن هذا يرجع إلى أن أهم العموميين التاريخيين دافعوا في الواقع عن العمومية من خلال الدفاع عن نظريات أو مبادئ أخلاقية محددة.

حيث أن أهم تقاليد هنا هما التقاليد الأخلاقية التي تدين بالكثير للعالم إيمانويل كانط من حيث التقاليد العواقبية التي تدين بالكثير إلى النفعيين من علماء النفس، ومع ذلك فإن كل من هذه التقاليد قد أثرى بشكل كبير النهج العام بثروة من الأفكار والاختلافات التي لا يجب أن تقتصر على النظريات التي تمت صياغتها في الأصل.

يضع التقليد الخاص بالعالم كانط في الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس وزنًا هائلاً على فكرة أن الأخلاق يجب أن تكون مبدئية وأن المبدأ النهائي للأخلاق يجب أن يكون مبدأ يمكننا معرفته مسبقًا، ووفقًا لكانط فإن القانون الأخلاقي كما هو مطبق على الوكلاء غير الكاملين الذين يخضعون للإغراءات، يوفر ما أسماه واجب قاطع وهو أمر لا تعتمد سلطته العقلانية على غايات الفاعل العرضية.

قدم كانط عدة صيغ للأمر القاطع في الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس، حيث تنص صيغة العمومية الأخلاقية المزعومة على أنه يجب على المرء أن يتصرف دائمًا بحيث يمكن في نفس الوقت أن يتم إرادته كقانون عالمي، وتنص النظرية الإنسانية على أنه يجب على المرء أن يتصرف دائمًا لمعاملة الإنسانية، سواء في نفسه أو في طرف ثاني دائمًا كغاية وليس مجرد وسيلة.

يؤكد التقليد الكانطي على الأفكار الأخلاقية المنطقية مثل الاحترام والكرامة، ويقدم تفسيرًا مميزًا لدور القابلية للتعميم في الفكر الأخلاقي، في بعض قراءات كانط يجب أن يكون الأساس الأخلاقي هو نفسه المكونة لكونها عاملا عقلانيا على الإطلاق، هذه الفكرة بدورها كان لها تأثير هائل لا سيما في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين.

العواقبية في الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس

أثرت العواقبية الإطار العام بطرق متعددة في توضيح الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس، وعلى وجه الخصوص ربما غالبًا ما ميز العواقبيين بين نوعين مختلفين جدًا من المبادئ، يتوافقان مع دورين مختلفين إلى حد ما قد يلعبانه، من ناحية أخرى هناك مبادئ أطلق عليها اسم المعايير التي تقدم التفسير الأعمق ولماذا تكون بعض الإجراءات صحيحة أو خاطئة.

من ناحية أخرى هناك المبادئ التي يجب على العملاء العاديين اتباعها في مداولاتهم اليومية، هذه المبادئ هي الأدلة، قد يكون المبدأ الذي يفسر ما يُعد نجاحًا هو ببساطة الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع من حيث علم النفس التنظيمي، ولكن هذا المبدأ غير ملائم على الإطلاق كدليل لاتخاذ قرارات الاستثمار في الوقت الفعلي.

يواجه تقيد العواقبية في الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس عددًا من الاعتراضات القوية الواضحة، لذلك ربما ليس من المستغرب أن يكون هناك رد فعل في نهاية المطاف ضد التطلعات العامة الأوسع التي تجسدها هذه النظريات، حيث أن العواقبية وعلم الأخلاق هما المفهومان المبدآن الوحيدان المقبولان للأخلاق، ولم يكن أي منهما قابلاً للدفاع عنه، وبالتالي فإن الأخلاق ليست كذلك.

يتحد الخصوصيين في معارضتهم للمبادئ الأخلاقية ويتحد العموميين في ولائهم لها، مع ذلك هناك مبادئ من المعايير التي لا غنى عنها، تهدف المعايير إلى تقديم تفسيرات لسبب صواب أو خطأ أفعال معينة، ولماذا تعتبر سمة شخصية معينة فضيلة، حيث يفهم المعايير على أنها صانعة الحقيقة للاقتراحات الأخلاقية، وهناك مبادئ لا غنى عنها وهي مناسبة تماما لتوجيه العمل، هناك مبادئ تهدف إلى لعب هذين الدورين في وقت واحد.

وفي النهاية نجد أن:

الخصوصية الأخلاقية والعمومية الأخلاقية في علم النفس تعتبر من المفاهيم المنشرة في الأخلاقيات والأدبيات النفسية في السيطرة الأخلاقية، وذلك من حيث فهم المعايير الأخلاقية أهم المبادئ التي تقوم عليها الأخلاق.


شارك المقالة: