الطريقة التجريبية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الطريقة التجريبية في علم النفس:

تم تقديم الطريقة التجريبية أولاً وقبل كل شيء بواسطة وليام ويندت في عام 1879، بحيث أجرى العديد من التجارب على الذاكرة، وأجرى رايس وكومون العديد من التجارب على الإنجازات الإملائية، وأجرى ثرونديك وجواد وفريمان وغيرهم العديد من التجارب في مختلف المجالات.

بحيث أدى استخدام هذه الطريقة إلى رفع علم النفس إلى مرتبة العلم التجريبي، مثل الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء، بحيث يتمثل جوهر التجربة في التحكم في الظروف التي تحدث في ظلها ظاهرة ما، ثم تغيير تلك الظروف بشكل منهجي مع ملاحظة النتائج.

الملاحظة والتجربة في علم النفس:

وفي الملاحظة، نحن راضيين عن أخذ الحقائق كما نجدها، ولكن في التجربة لسنا كذلك، نتدخل معهم ونرتبهم لأنفسنا لنرى ما سيحدث، ومنها تعتبر التجربة هي سؤال من الطبيعة، وبالتالي في هذه الطريقة، يتم الاحتفاظ بجميع الشروط أو المتغيرات التي تعمل على التأثير على السلوك وتكون ثابتة أو يتم التحكم فيها، ويتم تغيير شرط واحد محدد فقط، وهذا الشرط المحدد أو المتغيرات تسمى متغير مستقل، والشروط أو المتغيرات الأخرى تسمى المتغيرات التابعة.

من الأساليب الأخرى المهمة للتجريب في علم النفس التربوي هو استخدام أسلوب المجموعة الضابطة، لنفترض أننا نريد دراسة تأثير فترة من النشاط الفكري بعد حفظ مقطع نثري، على كمية المادة التي يتم تذكرها، ويمكن أن يكون لدينا مجموعتين من الأفراد أو الموضوعات، وسيتم مساواتهم في العمر والذكاء والوضع الاجتماعي والاقتصادي أو الثقافي.

مثلاً يمكن استخدام نفس الأسلوب لإثبات أو دحض الفرضية القائلة بأن إعطاء حمض الجلوتاميك، إذا تم إعطاؤه في عمر معين ولفترة معينة، سيزيد من مستوى ذكاء الأطفال المصابين بأمراض عقلية، والأشخاص الذين يشكلون المجموعة الضابطة لا يتلقون الدواء في حين أن هؤلاء من المجموعة التجريبية قاموا بتعيينه.

خصائص الطريقة التجريبية في علم النفس:

المراقبة في ظل ظروف خاضعة للرقابة:

تتكون التجربة من ملاحظة موضوعية للإجراءات التي يتم تنفيذها في ظل ظروف معملية أو خاضعة للرقابة الصارمة، والتحكم هو العنصر الأساسي في التجريب، في ذلك يتم منع تأثير العوامل الخارجية التي لم يتم تضمينها في الفرضية من العمل، وإرباك النتيجة التي سيتم تقييمها، وتتمثل في التحكم المادي والتحكم الانتقائي.

العشوائية:

نظرًا لأنه من الصعب جدًا ممارسة التحكم الكامل، يتم بذل الجهود لتعيين الحالات في المجموعات التجريبية والمجموعة الضابطة بشكل عشوائي.

النسخ المتماثل:

يتضمن النسخ المتماثل إجراء عدد من التجارب الفرعية في إطار تصميم تجريبي شامل.

شروط الطريقة التجريبية في علم النفس:

1- المختبر النفسي: 

يجب أن يكون هناك مختبر نفسي مجهز بالكامل بأجهزة.

2- المجرب: 

هناك مجرب أو مجربين.

3- الموضوع:

هناك موضوع أو مواضيع يتم إجراء التجربة عليها، بينما يتم إجراء تجارب في علم النفس على موضوعات حية.

4- التحفيز:

نعني بكلمة المنبه أو التحفيز أي قوة جسدية في البيئة تصطدم وتضرب الكائن الحي لكي يتصرف أو يتفاعل.

5- الرد:

الاستجابة هي رد فعل للمثير، ويمكن تعريفه أيضًا على أنه تغيير في السلوك يمكن ملاحظته، لذلك يُعرف التغيير الملحوظ في السلوك بالاستجابة.

6- المتغيرات:

يعني ما يمكن تغييره أو تتنميته أو الذي يتغير نفسه، بحيث يتم تغيير الحافز وتتغير الاستجابة.

أهداف الطريقة التجريبية في علم النفس:

1- تمكننا من دراسة السلوك تحت ظروف خاضعة للرقابة.

2- هو علمي بطبيعته.

3- يمكن تكرار الطريقة التجريبية دون أي صعوبة.

4- النتائج أو الاستنتاجات التي تم التمكن منها بهذه الطريقة موثوقة.

5- التوزيع العشوائي.

خطوات الطريقة التجريبية في علم النفس:

1- بيان المشكلة.

2- صياغة الفرضية.

3- تصميم المتغير المستقل والتابع.

4- التحكم في شروط التجربة.

5- اختيار التصميم التجريبي.

6- تحليل النتيجة.

7- التحقق من الفرضيات وتأكيدها بنتيجة التجربة.

إيجابيات الطريقة التجريبية في علم النفس:

موثوقة وصالحة:

الطريقة التجريبية هي الطريقة الأكثر موثوقية والأكثر صحة والأكثر منهجية والأكثر دقة والأكثر موضوعية في علم النفس، أي أنها طريقة تتصف بالصدق والثبات في استخدامها في علم النفس.

العلم الدقيق:

تعتبر الطريقة التجريبية التي جعلت من علم النفس علمًا ووضعه على أساس علمي، كما يقول وودوورث، بحيث يعطينا النتائج الدقيقة، حيث يتم استخدام التقنيات والحسابات الإحصائية فيه.

التطبيق العالمي الواسع:

هذه الطريقة لها تطبيق عالمي، يمكن استخدامه في حالة الأطفال وكذلك البالغين، ولها تطبيقات واسعة في جميع فروع علم النفس وخاصة في قياس الذكاء وقياس الشخصية وتشكيل المواقف والاختلافات الفردية والاضطرابات العقلية، وتم إلقاء الضوء على التحقيقات التجريبية على أساليب وقوانين مختلفة للتعلم والذاكرة، وتأثير العوامل المختلفة للتعلم والذاكرة.

القياس الكمي:

لقد أدخلت الطريقة التجريبية القياس الكمي في علم النفس، بحيث يتم دراسة الفرد داخليًا بهذه الطريقة بطريقة كمية مثل دراسة العاطفة والتحفيز والتعلم والإدراك وما إلى ذلك.

الأنشطة الخاصة:

هناك بعض الأنشطة الخاصة التي لا يمكن دراستها إلا بمساعدة الطريقة التجريبية، على سبيل المثال، لا يمكن دراسة ظواهر التكييف إلا بمساعدة الطريقة التجريبية، وبالمثل لا يمكن اختبار وقت رد الفعل للموضوع بمساعدة أي طريقة باستثناء الطريقة التجريبية.

مخطط مسبقا مع التغيير والتكرار:

يمكن التخطيط لها مسبقًا، ويمكن أن يكون المجرب مستعدًا تمامًا للمراقبة الدقيقة، ويمكن للمُجرب أن يتحكم بنفسه ويخلق الظروف التي تؤثر على الحقيقة قيد التحقيق ويمكن أن يغيرها بشكل منهجي، ويمكنه تكرارها بقدر ما يريد، وفي الملاحظة، عليه أن ينتظر حدوث الظاهرة الطبيعية، ويمكن للمختبر تكرار التجربة عدة مرات دون أي انتظار.

سلبيات الطريقة التجريبية في علم النفس:

1- طويلة وتستغرق وقتا طويلا:

أي إنها طويلة جدًا وتستغرق وقتًا طويلاً وتستهلك الكثير من الطاقة.

2- مكلف:

بحيث تعتبر الطريقة التجريبية مكلفة للغاية؛ لأنها تتطلب مختبرًا أو جهازًا مجهزًا جيدًا وخبراء للتعامل معها.

3- صعوبة التحكم في المتغيرات:

لا يمكن التحكم في جميع المتغيرات بشكل كامل، ولا يمكن إجراء التجارب على الوراثة على البشر في ظل ظروف خاضعة للرقابة.

4- مشكلة قياس المتغير التابع:

لنفترض أنه تم تسوية متغير تابع مناسب يمكن ملاحظته، لا تزال هناك مشكلة قياسها، وليس لدينا أي شيء مثل مقياس حرارة أو مقياس بوصة أو صندوق وزن، ولا يمكننا أن نقول أن هذا الشخص لديه الكثير من القلق، ولا يسعنا إلا أن نقول إن كذا وكذا الشخص قلق اليوم أكثر من أمس أو أنه قلق أكثر من شخص آخر.

5- الاصطناعي: 

هناك قدر معين من اصطناعية الظروف المختبرية وهذا الاصطناعي يحد من نتائجنا.

6- فجوة بين المختبر والحياة: 

في المختبر، نتحكم في جميع المتغيرات الأخرى ونصل إلى نتيجة تتعلق بالعلاقة بين حافز معين واستجابة محددة، وفي الحياة الواقعية، تعمل العديد من المحفزات في نفس الوقت وتظهر عدة استجابات، ومن ثم هناك هوة بين التجارب المعملية والحياة.


شارك المقالة: