اقرأ في هذا المقال
- العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس
- دور العقل في الصحة النفسية والجسدية
- نظريات العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس
تشكل أعضاء الجسم الأساس لجميع السلوكيات البشرية، سواء كان الفرد يمشي أو يتحدث أو يركض أو يقرأ، فإن الجسم يشارك دائمًا في جميع الإجراءات التي يقوم بها الشخص، لذلك من الضروري أن يفهم الباحثين والمهتمين في علم النفس أهمية ودور أعضاء الجسم المختلفة في السلوك الإنساني.
العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس
يعتبر الاتصال بين العقل والجسد هو الاعتقاد بأن أسباب وتطور ونتائج المرض الجسدي يتم تحديدها من خلال تفاعل العوامل النفسية والاجتماعية والعوامل البيولوجية، حيث يمكن أن تتأثر صحة الفرد بالضغط الناجم عن أحداث الحياة الجيدة والسيئة مثل الزواج أو الطلاق أو الترقية أو التسريح أو شراء منزل أو حبس الرهن، ومنها يمكن أن يتأثر أيضًا بالروتين اليومي مثل مكافحة حركة المرور في ساعة الذروة، والوفاء بالموعد النهائي، والتوقعات الذاتية غير الواقعية والعلاقات الاجتماعية والشخصية.
الجسم يستجيب لهذا التوتر والقلق أو الاكتئاب، على سبيل المثال عندما يكون الشخص متوترًا حتى بسبب شيء إيجابي فقد يصاب بارتفاع ضغط الدم، وقرحة في المعدة، وآلام الظهر، والتعب، والصداع، وضيق التنفس، وقد يواجه صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم، ومنها أدت العلاقة بين أداء جسم الإنسان وسلوك الإنسان إلى دفع الفلاسفة الأوائل وعلماء النفس إلى إيلاء الكثير من الاهتمام للعلاقة بين الجسد والعقل.
رأى المنظرين الثنائيين أن العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس كيانان مختلفان ولهما طبيعة مختلفة، من ناحية أخرى اعتقد المنظرين الفرديين أن الجسد والعقل ليسا كيانين مختلفين وكانا من نفس الطبيعة، كان المنظرين الفرديين مرة أخرى من رأيين، وأنكرت إحدى المجموعات وجود أي شيء يسمى العقل ورأت أن جميع الأنشطة والأفعال تتعلق بالجسد فقط.
مثل هذا الرأي كان يسمى الوحدانية المادية، ومن ناحية أخرى رأت المجموعة الأخرى أن العقل هو الكيان الوحيد والجسد ليس حقيقيًا، وكان يسمى هذا الرأي الوحدانية النفسية، واليوم بشكل عام أصبحت النظريات الثنائية باقية ونادرًا ما يتم قبول النظريات الأحادية في علم النفس في دراسة العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس.
حتى لو تم قبول النظريات الثنائية واتفقنا على أن الجسد والعقل كيانان مختلفان، تظل مشكلة العلاقة بين الاثنين في السلوك البشري، حيث يمكن طرح أسئلة حول ما إذا كان الجسد أكثر أهمية أم العقل، أو أيهما أساسي والآخر ثانوي، قدم علماء النفس الفلسفي نوعين من التفسيرات، النوع الأول المعروف باسم التفاعل النفسي الفيزيائي يرى أن الجسد والعقل يتفاعلان ويؤثران على بعضهما البعض، وتختلف أهميتها النسبية وأولويتها من سلوك إلى آخر، مثل هذا الرأي دافع عنه بقوة الفيلسوف رينيه ديكارت الذي يعتبر أبو الفلسفة الحديثة.
من ناحية أخرى دعا بعض علماء النفس والفلاسفة إلى الرأي القائل بأن الجسد والعقل متوازيان مع بعضهما البعض ومستقل عن بعضهما البعض، عُرف هذا الرأي بالتوازي النفسي الجسدي، واليوم على العموم لقيت وجهة النظر التفاعلية قبولًا أكبر من النظرة المتوازية، ولحسن الحظ بما أن علم النفس الحديث لم يعد يعرف على أنه علم العقل، فإن العديد من هذه الخلافات أصبحت غير ذات صلة وغير مهمة.
لم يعد علم النفس المعاصر مهتمًا بمثل هذه المشكلات الفلسفية ويدرس السلوك الإنساني في مجمله وليس بشكل منفصل مثل العمليات الجسدية والعمليات السلوكية، فمصطلح السلوك الإنساني يأخذ في الاعتبار جميع مكونات السلوك، وبالتالي فإن التمييز بين الجسد والعقل له أهمية تاريخية فقط، لكن لا يزال هناك قدر من الخلاف حيث يرى بعض علماء النفس أنه في النهاية يجب أن يكون من الممكن شرح جميع جوانب السلوك من حيث العمليات الجسدية بينما لا يوافق آخرين على ذلك، وتعتقد المجموعة الأخيرة اعتقادًا راسخًا أنه لن يكون من الممكن في أي وقت شرح السلوك بالكامل من حيث العمليات الجسدية.
يكفي أن نقول إن علم النفس الحديث مهتم للغاية بدور العمليات الجسدية في السلوك الإنساني وأيضًا تأثير العمليات النفسية على أداء الجسم.
دور العقل في الصحة النفسية والجسدية
تتطلب الوقاية من الأمراض المزمنة سواء النفسية أو الجسدية تغييرات في نمط الحياة، مثل تناول طعام صحي وممارسة الرياضة بانتظام واعتماد عادات نوم أفضل، ومع ذلك فإن قدرتنا على تنفيذ هذه التغييرات مدفوعة بمواقفنا وأفعالنا وسلوكياتنا المتنوعة وخاصة الإيجابية، والتي بدورها تتحكم بها أذهاننا وغالبًا ما يعرف الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والسكري وارتفاع الكوليسترول ما هي التغييرات في نمط الحياة التي يتعين عليهم تبنيها، لكنهم قد لا يرغبون في إجراء التغيير.
العافية هي معركة عقلية بقدر ما هي عملية جسدية، حيث وجد استطلاع الإجهاد في أمريكا لعام 2011 الذي أجرته جمعية علم النفس أن 27٪ من الأفراد قالوا إن الافتقار إلى قوة الإرادة يمنعهم من إجراء تغييرات نمط الحياة التي يريدون القيام بها، ومنها يؤثر العقل على رغبتنا في فعل الشيء الصحيح لأجسادنا، حيث يمكن أن تأخذنا أنماط تفكيرنا ومخاوفنا وقلقنا وقلقنا بعيدًا عن طريق العافية.
نظريات العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس
تتمثل نظريات العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس من خلال ما يلي:
نظريات العواطف
تطورت نظريات العواطف في العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس من اعتبار المشاعر مجرد ردود فعل فسيولوجية على التفسيرات الذاتية التي نخصص لها تكافؤًا اعتمادًا على شعورها.
نظريات التقييم المعرفي
كانت ماجدة أرنولد وريتشارد لازاروس رائدة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي على التوالي، يقترح نهج التقييم المعرفي الخاص بشرح العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس أن المشاعر تنتج عن التقييم المعرفي لحدث ما من حيث عواقبه على أنه ممتع أو غير سار، وهذه هي الخلفية وراء استخدام مصطلحي المشاعر الإيجابية والسلبية، حتى أواخر التسعينيات فاق عدد الأبحاث حول المشاعر السلبية عدد الدراسات حول المشاعر الإيجابية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التأثير الملحوظ للمشاعر السلبية وأهميتها.
نظرية التوسيع والبناء
في نظرية التوسيع والبناء الخاصة بالعلاقة بين العقل والجسد في علم النفس تفترض باربرا فريدريكسون (2000) أن التأثير الإيجابي والسلبي يكمل كل منهما الآخر ويهدف إلى تعزيز بقاء الجنس البشري، بينما تضيق المشاعر السلبية ذخيرة تفكيرنا وأفعالنا للاستجابة بشكل أكثر فعالية للتهديد، توسع المشاعر الإيجابية هذه الذخيرة لبناء موارد شخصية وسلوك مؤيد للمجتمع.
ومن اللافت للنظر أن نظرية التوسيع والبناء في العلاقة بين العقل والجسد في علم النفس تنص أيضًا على أن العواطف الأخلاقية لها تأثير سلبي على المشاعر السلبية، ودعمت الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب هذه النظرية بشكل أكبر، مما يشير إلى أن اليقظة والتأمل اللطيف المحب يمكن أن يعزز المشاعر الإيجابية ويقي من التأثير السلبي في المجتمع السريري.