أكّدت العديد من الدراسات أنّ الأشخاص المصابين بمرض الاكتئاب، غالباً ما يكونون أكثر تعرّض للإصابة بمشاكل الذاكرة مع التقدم في العمر، يعاني تقريباً 25 % من كبار السن في أميركا وحدها من أعراض الاكتئاب، التي بدورها ترتبط بتسريع عملية الشيخوخة في الدماغ، كشفت الدراسات أيضاً أنّ الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر يعانون من الاكتئاب، خصوصاً في المراحل الأولى من المرض.
العلاقة بين مرض الزهايمر والاكتئاب:
يتمثّل الرابط بين الاكتئاب والزهايمر بعدم اهتمام المرضى بالأنشطة والعلاقات الاجتماعية، كذلك صعوبات في التركيز والتفكير، حيث أنّ الاكتئاب يؤثر على قدرة الأشخاص في التمييز بين الأحداث التي تتشابه، ممّا يزيد من حدّة النسيان، يتقاسم مرض الزهايمر المبكر والاكتئاب الكثير من الأعراض، لذلك فإنه من الصعب حتى بالنسبة للأطباء التمييز بين الاضطرابين، إضافة إلى ذلك فقد يكون الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر مكتئبين كذلك.
يعتبر علاج الاكتئاب والزهايمر من أهم الأمور الخاصة بالشخص المصاب به، حيث يوجد تساوي بين أهمية حصول الأفراد الذين يعانون من مرض الزهايمر والاكتئاب على العلاج، فنجد المصاب بكل من الزهايمر والاكتئاب أنّه من الأسهل التكيف والتماشي مع التغييرات الناتجة عن الزهايمر عندما يشعر أنّه أقل اكتئاب. يمكن أن يختلف الاكتئاب في حالة مرض الزهايمر أيضاً، فقد يعاني المصابون بمرض الزهايمر من الاكتئاب بشكل مختلف عن الأشخاص غير المصابين بالزهايمر.
مع وجود العديد من الأعراض المتداخلة، فقد يكون من الصعب معرفة الفرق بين الاضطرابين، خاصة أنّهما غالبًاً ما يحدثان معاً، يمكن أن يكون الفحص البدني الشامل والتقييم النفسي مفيد في إجراء التشخيص، إلا أنّ كثير من المصابين بمرحلة متقدمة من مرض الزهايمر قد لا يتمكنون من التعبير عما يشعرون به، أمّا الأعراض التي تتشابه بين الاضطرابين كالتالي:
- يفقد المريض الرّغبة في القيام بالأنشطة والهوايات التي كان يستمتع بها في السابق.
- ينسحب من الأماكن الممتلئة أو الاحتفالات أو المناسبات العائلية (العزلة).
- ظهور مشاكل في الذاكرة.
- ينام المريض لفترات طويلة أو فترات قليلة جداً، أي حدوث اضطرابات في النوم.
- حدوث ضعف واضح في التركيز.
علامات الاكتئاب عند مرضى الزهايمر:
حتى يتم اكتشاف مرض الاكتئاب عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر، من خلال أن يركّز الطبيب على الإشارات غير الشفهية بصورة أكبر، كذلك على التقرير الذي يكتبه المسؤول عن المريض والأعراض التي يذكرها المريض، إذا ظهر على شخص مصاب بمرض الزهايمر أول عرضين من الأعراض التالية إلى جانب عرضين آخرين خلال مدّة أسبوعين فقط، فقد يكون مكتئب:
- غالباً ما يكون الشخص ذو المزاج شديد الاكتئاب حزين يائس ومحبط باكي.
- لا يكون المصاب مسرور بالعلاقات الاجتماعية والأنشطة المألوفة أو الاستجابة لها.
- يتناول المريض كمية كبيرة من الطعام أو كمية صغيرة جداص، أي اضطرابات في الأكل.
- ظهور العديد من الانفعالات أو الكسل والبلادة.
- الشعور بالإرهاق العام أو فقدان الطاقة.
- يشعر بانعدام القيمة أو اليأس أو الذنب بدون أي سبب.
- يفكر بشكل مستمر بشأن الموت أو الانتحار.
الخيارات العلاجية لمرضى الزهايمر المكتئبين:
من الممكن أن يساهم تشخيص الاكتئاب عند الأفراد الذين يعانون من مرض الزهايمر في أن يحصلوا على علاج ملائم، كذلك أن تكون الحياة أسهل وأكثر سلاسة لكل من الشخص الذي يعاني من مرض الزهايمر ومقدم الرعاية الخاصة به، تتوفر مجموعة خيارات علاجية لعلاج الأشخاص المشخصة إصابتهم بمرض الزهايمر والاكتئاب:
- مضادات الاكتئاب: غالباً ما تكون مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية كسيتالوبرام (سيليكسا) والسيرترالين (زولوفت) من مضادات الاكتئاب الأولى، التي يتم وصفها للأشخاص المصابين بالاكتئاب والزهايمر، حيث تتسم هذه الأدوية بأنّها قليلة المخاطر من ناحية الآثار الجانبية والتفاعلات الدوائية، مع ذلك قد لا تكون هذه الأدوية فعالة في علاج الاكتئاب المصاحب للزهايمر حيث أنّها تعالج الاكتئاب وحده.
- القيام ببعض التمارين الرياضية البدنية التي تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب وتعزيز الصحة النفسية وتحد من المشاعر السلبية.
- المشاركة في مجموعات الدعم والاستشارة، حيث تساعد مجموعة الدعم والاستشارات المهنية الشخص المصاب بالاكتئاب في مراحله المبكرة من مرض الزهايمر، قبل تدهور مهارات الاتصال لديه.
- الابتعاد عن العزلة الاجتماعية، حيث إنّ التواصل والمشاركة في الأنشطة مع الأشخاص الآخرين قد يقلل من أعراض الاكتئاب، كما أنّه قد يكون مفيد جداً في البحث وإيجاد طرق للمحيطين بالأشخاص المصابين بمرض الزهايمر للمساهمة في الأنشطة الأسرية، كذلك تعريفهم بالتقدير للمساهمة التي يقدمونها.