تساعد المجموعات الاجتماعية التي ننتمي إليها في تكوين هوياتنا وغالبًا ما يكون الناس متحيزين ضد الآخرين خارج مجموعتهم الاجتماعية المتمثلة في المجموعات الخارجية، مما يُظهر التحيز العاطفي والقوالب النمطية أي التحيز المعرفي والتمييز أي التحيز السلوكي، حيث ترتبط هذه الجوانب الثلاثة للتحيز ببعضها البعض، ولكن يمكن أن يحدث كل منها بشكل منفصل عن الجوانب الأخرى.
القوالب النمطية في علم النفس
القوالب النمطية في علم النفس هي الاعتقاد أو الافتراض محددة الأفكار عن الأفراد تستند فقط على عضويتها في مجموعة، بغض النظر عن خصائصها الفردية، حيث يمكن أن تكون القوالب النمطية إيجابية أو سلبية وعندما يتم التعميم بصورة مفرطة يتم تطبيقها على جميع أعضاء المجموعة.
على سبيل المثال يمكن أن تكون القوالب النمطية للأقلية النموذجية لبعض الثقافات على أنهم أذكياء ومثابرين وجيدون في الرياضيات ضارة على المستوى المهني والأكاديمي، ويتم تعميم هذه المعتقدات بشكل مفرط على جميع أعضاء المجموعة، على الرغم من أن العديد من أعضاء المجموعة الفردية قد يعانون في الواقع من الناحية الأكاديمية والمهنية.
مثال آخر على القوالب النمطية المعروفة يتضمن المعتقدات حول الفروق الفردية بين الرياضيين، كما يشير البعض أنه غالبًا ما يُعتقد أن الرياضيين من ثقافة معينة أكثر رياضية، ولكن أقل ذكاءً من نظرائهم من غيرهم، استمرت هذه المعتقدات على الرغم من وجود عدد من الأمثلة البارزة على عكس ذلك، وغالبًا ما تؤثر هذه المعتقدات على كيفية معاملة هؤلاء الرياضيين من قبل الآخرين وكيف ينظرون إلى أنفسهم وقدراتهم الخاصة، حيث تعتبر القوالب النمطية عالمية.
في الواقع نادرًا ما يتم إنشاء قوالب نمطية جديدة، بدلاً من ذلك يتم إعادة تدويرها من المجموعات التابعة التي تم استيعابها في المجتمع وإعادة استخدامها لوصف المجموعات التابعة حديثًا، على سبيل المثال تم استخدام العديد من الصور النمطية المستخدمة حاليًا لوصف بعض الأفراد في وقت سابق في التاريخ النفسي لوصف غيرهم من الأشخاص ممن تعرضوا للعديد من الظروف والمواقف التي جعلتهم مرتحلين.
الأحكام المسبقة في علم النفس
تعتبر الأحكام المسبقة في علم النفس هي موقف وشعور سلبي تجاه الفرد يعتمد فقط على عضوية الفرد في مجموعة اجتماعية معينة، حيث أن الأحكام المسبقة تعتبر ظاهرة شائعة ضد الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعة ثقافية غير مألوفة، مثال على الأحكام المسبقة هو اتخاذ موقف سلبي تجاه الأشخاص الذين لم يولدوا في منطقة معينة، على الرغم من أن الأشخاص الذين يتخذون هذا الموقف المتحيز لا يعرفون جميع الأشخاص الذين لم يولدوا في نفس المنطقة، إلا أنهم يكرهونهم بسبب مواقف معينة.
من الصعب جدًا قياس الأحكام المسبقة بالشكل الصريح والمشاعر السلبية تجاه مجموعة خارجية التي يتم الاعتراف بها علنًا لأن هذا غير مقبول اجتماعيًا بشكل عام، وهذا يعني أن الاختبارات والأدوات التي تقيس الأحكام المسبقة قد تكون عرضة للاستجابة المرغوبة اجتماعياً، ولمعالجة هذا التحيز البحثي المتمثل في الأحكام المسبقة، طور علماء النفس عدة طرق لقياس الأحكام المسبقة الضمنية، وهو التفضيل التلقائي وغير الواعي داخل المجموعة.
الأداة الأكثر شهرة هي اختبار الرابطة الضمنية، حيث يتم إجرائها على الكمبيوتر ويقيس مدى السرعة التي يمكننا بها فرز الكلمات أو الصور إلى فئات مختلفة، وقد ينكر الناس الأحكام المسبقة كمثال للتحيز الصريح، ولكن عندما يتم تكليفهم بمهمة الكمبيوتر هذه لتصنيف الأشخاص من هذه المجموعات الخارجية، فإن التردد التلقائي أو اللاواعي نتيجة التقييمات المختلطة حول المجموعة الخارجية سيظهر في الاختبار.
كشفت العديد من الدراسات في البحث النفسي أن الناس يميلون إلى أن يكونوا أسرع في إقران مجموعتهم بالفئات الجيدة مقارنة بمجموعات أخرى، ففي الواقع هذه النتيجة صحيحة بشكل عام بغض النظر عما إذا تم قياس مجموعة الفرد وفقًا للعرق والعمر الدين والجنسية وحتى العضويات المؤقتة غير المهمة، وغالبًا ما تكون الارتباطات التلقائية والاستجابات اللاواعية مدفوعة بالقوالب النمطية للمجتمع ويمكن أن تؤدي إلى التمييز مثل تخصيص موارد أقل للجماعات الخارجية غير المرغوبة.
تشير الأحكام المسبقة في علم النفس للتحيز إلى المعتقدات والأفكار والمشاعر والمواقف التي يحملها شخص ما حول المجموعة، حيث أن التحيز لا يقوم على الخبرة، بدلا من ذلك هو حكم مسبق نشأ خارج التجربة الفعلية، ومنها يوضح فيلم وثائقي عام 1970 بعنوان عين العاصفة الطريقة التي يتطور بها التحيز في الأحكام المسبقة في علم النفس، من خلال إظهار كيف يؤدي تحديد فئة واحدة من الأشخاص على أنهم متفوقون أي الأطفال ذوو العيون الزرقاء إلى التحيز ضد الأشخاص الذين ليسوا جزءًا من الفئة المفضلة.
في حين أن التحيز في الأحكام المسبقة في علم النفس ليس بالضرورة خاصًا بالعرق، فإن العنصرية هي نوع أقوى من التحيز المستخدم لتبرير الاعتقاد بأن فئة عرقية واحدة هي بطريقة ما أعلى أو أدنى من غيرها، إنها أيضًا مجموعة من الممارسات التي تستخدمها الأغلبية العرقية للإضرار بأقلية عرقية.
تشير الأحكام المسبقة في علم النفس إلى الطريقة التي يتم بها تضمين العنصرية في نسيج المجتمع، ويعد التلوين نوعًا آخر من التحيز في الأحكام المسبقة في علم النفس، حيث يعتقد شخص ما أن نوعًا ما من لون البشرة أعلى أو أدنى من نوع آخر داخل مجموعة عرقية.
التمييز في علم النفس
عندما يتصرف شخص ما على مواقف متحيزة تجاه مجموعة من الناس، يُعرف هذا بالتمييز، حيث أن التمييز في علم النفس هو عمل سلبي تجاه فرد نتيجة عضويته في مجموعة معينة، نتيجة للاحتفاظ بالمعتقدات السلبية أي القوالب النمطية والمواقف السلبية أي الأحكام المسبقة تجاه مجموعة معينة، غالبًا ما يتعامل الناس مع هدف التحيز بشكل سيئ، ويمكن أن يمتد التمييز إلى المؤسسات أو النظم الاجتماعية والسياسية.
التمييز المؤسسي يشير إلى الممارسات على المستوى الاجتماعي التي تعمل على تعزيز المعايير الاجتماعية للأفضلية والامتياز والوصول المحدود إلى الخدمات والموارد، فهناك العديد من الاختلافات الفردية وهذه الفوارق ليست مجرد نتيجة لخيارات نمط الحياة ولكنها تمثل ممارسات منهجية في الرعاية الصحية التي تعامل الأقليات بشكل مختلف، بالإضافة إلى تأثير التحيز والعنصرية المزمنة في التمييز في علم النفس.
بينما يشير التحيز إلى التفكير المتحيز فإن التمييز يتكون من أفعال ضد مجموعة من الناس، حيث يمكن أن يقوم التمييز على أساس العمر والدين والصحة وغيرها من المؤشرات، وتسعى القوانين القائمة على العرق ضد التمييز إلى معالجة هذه المجموعة من المشاكل الاجتماعية، ومنها يمكن أن يتخذ التمييز على أساس العرق أشكالاً عديدة، من ممارسات الإسكان غير العادلة إلى أنظمة التوظيف المتحيزة.
ومع ذلك لا يمكننا محو التمييز من ثقافتنا فقط من خلال سن قوانين لإلغائها، حتى لو نجحنا بالطرق السحرية في القضاء على العنصرية من نفسية كل فرد، فإن المجتمع نفسه سيحافظ عليها، حيث تعرف العنصرية بأنها حقيقة اجتماعية، بمعنى أنها لا تتطلب استمرار عمل الأفراد، وأسباب ذلك معقدة وتتعلق بالأنظمة التعليمية والجنائية والاقتصادية والسياسية الموجودة في مجتمعنا.