الكشف عن الأطفال المضطربين سلوكيا وانفعاليا

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الكشف عن الإعاقة

هو عملية تمهيدية لعملية التشخيص، حيث يتم جمع المعلومات من خلال الوالدين والمُعلمين والفريق المُتخصص. وتتم عملية الكشف المُبكّر؛ للوقاية من الإعاقة.

ما هي طرق الكشف عن الأطفال المضطربين سلوكيا

  • تقديرات المعلمين: يُعَدّ المُعلم مهم في عملية الكشف عن الأطفال المُضطربين سلوكياً وانفعالياً، حيث يُعتبر تقدير المُعلمين من أصدق التقديرات، لكن قد يكونوا متحيّزين، فيجب على المُعلم أن يراعي تحديد أنواع السلوك وتحويلهم للتشخيص وتسجيل المعلومات عن الطفل من خلال المُلاحظة المُباشرة.
  • تقديرات الوالدين: يُعَدّ الوالدين مصدراً مهماً في الكشف عن الأطفال المُضطربين وجمع المعلومات عنهم، حيث يتم جمع المعلومات من خلال قوائم الشطب والمقابلات والاستبيانات. قد يميل بعض الوالدين إلى التحيّز لأبنائهم.
  • تقديرات الأقران: تُعَدّ من طرق الكشف عن الأطفال المُضطربين سلوكياً وانفعالياً، من خلال أقرانهم القادرين على التعرّف على المُشكلات السلوكية وجمع المعلومات من خلالهم. وقد يصعب على الأطفال في أعمار صغيرة التمييز بين السلوكيات المقبولة أو غير المقبولة، على عكس الأطفال الأكبر سناً قادرين على تمييز بين السلوكيات.
  • تقديرات الذات: تُعَدّ من طرق جمع المعلومات عن الاضطرابات الموجهة نحو الداخل لوصف الذات من خلال مشاعرهم، وهذه التقديرات ذات أهمية للأطفال الذين لديهم نقص في الدافعية.
  • التقديرات المتعددة: إن اختلاف خصائص الأطفال المُضطربين سلوكياً وانفعالياً، يحتاج إلى تنوّع في جمع المعلومات عن حالة الطفل وخصائص النمو.

أهمية الكشف المبكر عن الإعاقة

الكشف المبكر عن الاضطرابات السلوكية والانفعالية يتيح للعائلات والمعلمين تقديم الدعم المناسب للأطفال. من خلال الكشف المبكر، يمكن تقليل تأثيرات هذه الاضطرابات على التحصيل الأكاديمي، والمهارات الاجتماعية، والعلاقات العائلية. غالبًا ما تكون هذه الاضطرابات قابلة للتعديل بالعلاج النفسي أو الاستشارات الأسرية، ويُفضل معالجتها في مراحلها الأولى قبل أن تتفاقم وتصبح أكثر تعقيدًا.

أعراض الاضطرابات السلوكية والانفعالية

تتنوع الأعراض التي تدل على وجود اضطرابات سلوكية أو انفعالية لدى الأطفال، ومنها:

  • السلوك العدواني: الطفل قد يظهر سلوكًا عدوانيًا مفرطًا تجاه الآخرين، بما في ذلك الأقران أو أفراد الأسرة أو حتى الحيوانات. هذا السلوك قد يتضمن الضرب أو الركل أو استخدام الألفاظ المهينة بشكل متكرر.

  • الانعزال الاجتماعي: الطفل قد يميل إلى الانسحاب من التفاعل مع الآخرين، سواء داخل الأسرة أو المدرسة. قد يبدو غير مهتم بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية ويفضل العزلة.

  • نوبات الغضب المتكررة: قد يعاني الطفل من نوبات غضب شديدة وغير مبررة. هذه النوبات قد تكون متكررة ومفاجئة، وقد تظهر في مواقف غير ملائمة.

  • القلق المفرط أو الخوف: الأطفال الذين يعانون من اضطرابات انفعالية قد يظهرون خوفًا مفرطًا من مواقف أو أشياء معينة. قد يكون لديهم قلق مستمر بشأن المدرسة أو العلاقات مع الآخرين.

  • تقلبات مزاجية سريعة: تقلبات المزاج قد تكون علامة على اضطرابات انفعالية. قد ينتقل الطفل بسرعة من الفرح إلى الحزن أو الغضب بدون أسباب واضحة.

  • صعوبات في التركيز: الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية أو انفعالية قد يجدون صعوبة في التركيز على المهام الدراسية أو الأنشطة اليومية. قد يبدو الطفل مشتتًا وغير قادر على إتمام المهام.

أساليب الكشف عن الإعاقة

للكشف عن الاضطرابات السلوكية والانفعالية عند الأطفال، يتم استخدام عدة أساليب وأدوات، منها:

  • الملاحظة المباشرة: من خلال مراقبة الطفل في بيئته اليومية، سواء في المنزل أو المدرسة، يمكن ملاحظة سلوكياته وتفاعلاته مع الآخرين. المعلمون والأهل غالبًا ما يكونون أول من يلاحظ التغيرات غير الطبيعية في سلوك الطفل.

  • المقابلات الشخصية: إجراء مقابلات مع الطفل وأفراد الأسرة يساعد على فهم الخلفية النفسية للطفل. يمكن لهذه المقابلات أن تكشف عن المواقف التي قد تكون السبب في ظهور هذه الاضطرابات.

  • الاختبارات النفسية: تستخدم اختبارات نفسية متخصصة لقياس مستوى القلق، الاكتئاب، العدوانية، وغيرها من الجوانب النفسية التي قد تكون متأثرة. تساعد هذه الاختبارات في تحديد نوع الاضطراب وشدته.

  • الاستبيانات والتقييمات السلوكية: يمكن للمعلمين وأولياء الأمور ملء استبيانات تقيم سلوكيات الطفل. هذه الاستبيانات تقدم بيانات موضوعية تساعد الأطباء أو الأخصائيين النفسيين في التشخيص.

  • الفحوصات الطبية: في بعض الحالات، قد تتطلب عملية الكشف إجراء فحوصات طبية للتأكد من عدم وجود أسباب عضوية تؤثر على السلوك والانفعالات، مثل اضطرابات النوم أو المشاكل العصبية.

التدخلات الممكنة للكشف عن الاضطراب السلوكي الانفعالي

بعد الكشف عن الاضطراب السلوكي أو الانفعالي، يمكن تطبيق عدة استراتيجيات للتدخل، ومنها:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز هذا العلاج على تعليم الطفل كيفية التحكم في أفكاره ومشاعره بطرق إيجابية. يساعد الطفل على تحديد الأنماط السلبية واستبدالها بسلوكيات صحية.

  • العلاج الأسري: يشمل تقديم استشارات نفسية للأسرة ككل، بهدف تحسين العلاقات الأسرية وتقوية الدعم العاطفي للطفل. من خلال تحسين التواصل داخل الأسرة، يمكن تقليل التوترات التي تؤدي إلى سلوكيات غير صحية.

  • التدخل المدرسي: يساهم المعلمون والمستشارون التربويون في تقديم دعم إضافي للطفل داخل المدرسة. قد يتم تطبيق خطط سلوكية خاصة تساعد الطفل على التكيف مع البيئة المدرسية.

  • العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام أدوية لعلاج اضطرابات مثل القلق أو الاكتئاب. يجب استخدام الأدوية فقط بعد التشخيص الدقيق من قبل الطبيب النفسي.

  • العلاج باللعب: يُستخدم العلاج باللعب كوسيلة لمساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم والتعامل مع الضغوط النفسية. يعتبر اللعب أداة طبيعية للأطفال للتفاعل مع العالم المحيط بهم.

دور الأهل والمعلمين في الكشف عن الأطفال المضطربين سلوكيا

يلعب الأهل والمعلمون دورًا محوريًا في الكشف عن الأطفال المضطربين سلوكيًا وانفعاليًا. فهم الأفراد الأقرب للطفل وهم الأكثر قدرة على ملاحظة التغيرات التي قد تشير إلى وجود اضطراب. يمكن للأهل والمعلمين العمل معًا لتوفير بيئة داعمة وآمنة تساعد الطفل على النمو بشكل صحي.

الكشف عن الأطفال المضطربين سلوكيًا وانفعاليًا يعد أمرًا أساسيًا لضمان تقديم الدعم والعلاج المناسبين. من خلال التدخل المبكر والتشخيص الدقيق، يمكن تحسين حياة الطفل وتمكينه من التكيف مع التحديات التي يواجهها. يلعب الأهل والمعلمون دورًا كبيرًا في هذه العملية، مما يساعد على تحديد المشكلات والعمل على حلها بشكل فعال.


شارك المقالة: