المبادئ الأخلاقية في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


الأخلاق في علم النفس الاجتماعي:

لقد استمر الجدل طويل الأمد لفترة طويلة حول الأخلاق في علم النفس الاجتماعي، بحيث يسميها البعض حماية حقوق الإنسان والبعض يسميها نمو المعرفة، بحيث تُستخدم الأخلاق في علم النفس الاجتماعي على نطاق واسع؛ من أجل حماية الجمهور والتعبير عن مبادئ أخلاقية واضحة.

قد يزعم البعض أن الأخلاقيات تجعل البحث والتجربة من خلال علم النفس الاجتماعي أكثر صعوبة في المعالجة؛ لأنها تضغط كثيرًا وتحد من التجربة وقد تنتهك هذه القيود روح العلم، وفي الوقت الحاضر، تُستخدم الأخلاق على نطاق واسع ويُنظر إليها على أنها أول شيء يجب مراعاته في التجربة الاجتماعية.

ارتفع مجال علم النفس الاجتماعي منذ أن أدرك المزيد والمزيد من علماء النفس أن الفرد قد ولد ليكون له دور في المجتمع بحيث سيتشكل دور المجتمع في مجموعات مختلفة، وهناك سلوك معين داخل هذه المجموعة. إن العاطفة والسلوك والأخلاق والشخصية داخل المجتمع من المجموعة هي التي يأخذها علماء النفس الاجتماعي بعين الاعتبار.

يبحث علم النفس الاجتماعي من خلال الأخلاقيات في التفاعل بين الناس ويجد سبب رد فعل الناس، بحيث عالج هذا علم النفس المشكلة الاجتماعية من خلال ملاحظة التأثير من مجموعة إلى فرد واستكشاف هذا التأثير من خلال التأثير والإدراك وتم تطوير مجال علم النفس الاجتماعي لدراسة جوانب مختلفة من المجتمع، مثل المهنة.

المبادئ الأخلاقية في علم النفس الاجتماعي:

ضمن أخلاقيات علم النفس، على عالم النفس الاجتماعي أن يحذر من عملية التجربة؛ فالأخلاق الصارمة لها مكانها في تجربة علم النفس الاجتماعي ومن المهم لكل عالم نفس اجتماعي أن يأخذها في الاعتبار في المقام الأول، ومن المهم وجود مدونة أخلاقية صارمة في التجربة لأنها تعطينا ممثلًا رائعًا وتحمي حق الإنسان.

تعتبر الأخلاق موضوعًا رئيسيًا واسعًا في البحث النفسي الاجتماعي، ومع ذلك، يظل البحث النفسي الاجتماعي عرضة للتصاميم والتقنيات التجريبية المثيرة للجدل بسبب طبيعة التصاميم المتاحة، وطبيعة الشخص المراد دراسته ضمن مجموعة معينة، ومنها يمكننا وضع مجموعة من المبادئ الأخلاقية في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:

الإحسان وعدم الإضرار:

ينص هذا المبدأ على أن علماء النفس الاجتماعي يسعون إلى حماية رفاهية وحقوق أولئك الذين يتعاملون معهم مهنيًا وغيرهم من الأشخاص المتضررين والابتعاد عن كل ما يتعلق بالاعتبار الشخصي، أي حاجة علماء النفس للعمل بشكل مستقل عن التحيزات والانتماءات وبإحساس واضح بأن ما هم عليه كثيرًا ما يكون له تأثير على حياة الآخرين.

لذلك من المهم بالنسبة لنا أن نفهم أن التجارب المتحيزة في علم النفس الاجتماعي تؤثر على الجمهور بشكل سلبي ليس فقط من خلال التقارير واسعة النطاق ومن قبل وسائل الإعلام أيضاً، بحيث لا يمكن أن يقوم علم النفس الاجتماعي بتقديم فوائده التفاعلية والتشاركية وتحقيق السلوك الجمعي الهادف مع التحيز والإضرار.

الإخلاص والمسؤولية:

يتمثل هذا المبدأ في علم النفس الاجتماعي في تحديد قيمة الضمير في الممارسة والبحث النفسيين، بحيث يختلف هذا المبدأ عن السابق في التركيز، حيث ينتقل إلى نظرة عامة حول ما يجب مراعاته عند العمل مع مجموعة من الأفراد، ومعاملتهم كأنهم زملاء وليس مراجعين عاديين، وتقديم أفضل التجارب الاجتماعية بدون تزييف.

يعتبر علماء النفس الاجتماعي وجميع من يتبعهم من موجهين ومستشارين في مجال علم النفس الاجتماعي بمثابة قدوة لغيرهم، من ناحية تفاعلهم وسلوكهم وأخلاقياتهم، مما يتوجب عليهم أن يكونوا على قدر عالي من المسؤولية تجاههم وتجاه زملائهم المهنيين في علم النفس الاجتماعي.

النزاهة:

يلخص هذا المبدأ ما يفترض ألا نفعله في ممارستنا كباحثين نفسيين في علم النفس الاجتماعي، من حالات التلاعب والاحتيال واختلاق النتائج وسوء السلوك الإنساني والاجتماعي العام التي لم يسمع بها من قبل، مما يؤثر بشكل كبير على الاتجاهات النفسية في علم النفس الاجتماعي.

ينص هذا المبدأ على أن علماء النفس الاجتماعيين عليهم التزام جاد بالنظر في الحاجة إلى النتائج، والعواقب المحتملة، ومسؤوليتهم عن تصحيح أي عدم ثقة ناتج أو آثار ضارة أخرى تنشأ عن استخدام مثل هذه التقنيات، بحيث يعبر الخداع عن توفير صريح للمعلومات الخاطئة بمعنى آخر الكذب.

في بعض التجارب النفسية الاجتماعية من الممكن اللجوء للخداع إذا كان الملاذ الأخير، ولكن وما هو مؤكد على الرغم من ذلك هو أنه يجب تجنب الخداع ويجب على عالم النفس الاجتماعي التفكير مليًا فيما إذا كانت الفوائد المحتملة لاستخدام مثل هذه الطريقة تفوق الأضرار الصريحة والضمنية أم لا.

الإنصاف والعدالة:

ينص هذا المبدأ على أن الإنصاف والعدالة في علم النفس الاجتماعي تدل على منح جميع الأشخاص الحق في الوصول إلى مساهمات علم النفس والاستفادة منها والمساواة في الجودة في العمليات والإجراءات والخدمات الإرشادية والتوجيهية التي يقوم بها علماء النفس الاجتماعي.

بحيث يتوجب فرض العديد من الطرق المهتمة في الوصول المفتوح لجميع الدراسات والأبحاث والاختبارات النفسية الحاصلة في علم النفس الاجتماعي، ويعد توفير الوصول المجاني وغير المقيد إلى هذه المصادر الاجتماعية المرجعية عملاً ذا قيمة عالمية للمعلمين والطلاب والعلماء والجمهور على حد سواء، أي أن تكون متاحة للجميع وتقدم خدمات توجيهية للجميع.

احترام حقوق الناس وكرامتهم:

يشتمل هذا المبدأ بطريقة ما على المبادئ الأربعة السابقة، مع التركيز على الحصول على موافقة الفرد وحماية خصوصيته واحترامه، بحيث يقوم هذا المبدأ على موضوع نقاش مهم يهدف إلى الحصول على موافقة من الأشخاص الذين يمكن تضمينهم في البحث النفسي الاجتماعي وهو أمر لا بد منه.

بالإضافة إلى أن هذا المبدأ يلهم ويسهل فهم الاختلاف وقبوله، بافتراض أن علماء النفس الاجتماعي على علم ودراية بالاختلافات الثقافية والفردية والأدوار ويحترمونها، بما في ذلك الاختلافات القائمة على العمر والجنس والهوية والعرق والثقافة والأصل القومي والإعاقة واللغة والحالة الاجتماعية والاقتصادية، ومراعاة هذه العوامل عند العمل مع أعضاء هذه الجماعات.

ويعتبر من الضروري أن يكون علماء النفس الاجتماعي على دراية تامة بأهمية التطرق لموضوع طرح أهمية الإخبار السابق للأفراد، أي أن يكون واضح للمهتمين من الموجهين النفسيين الاجتماعين أن يكون لديهم موافقة من كل شخص يدخل في دراستهم النفسية، أي أن العلم المسبق يؤدي إلى أن يكون الأفراد أكثر تفاعل وأكثر تشارك.

من المهم أن يكون الجميع على علم تام بالهدف من الدراسة النفسية الاجتماعية، فمنها ما يكون بهدف تطوير السلوكيات الإنسانية للأفراد السلبيين، أو تطوير وتنمية السلوك الجمعي في الأفرقة الاجتماعية المتعددة المجالات، أو تنمية القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية في الحياة الاجتماعية وغيرها من الاحتمالات التي تكون خلف القيام بتطبيق علم النفس الاجتماعي.


شارك المقالة: