ما هي المراهقة السوية

اقرأ في هذا المقال


تتصف مرحلة المُراهقة بدرجة كبيرة من الاضطرابات والأمراض النفسية، لذلك نجد لدى البالغين نوع من أنواع الرّغبة الطبيعية في استذكار مشاعر المراهقة التي أصبحُوا يستنكرونها، محاولة إحياء هذه المشاعر لدى البالغين يخلق نوع من المشاركة الوجدانيّة مع المراهقين، خاصَّةً استذكار الاندفاعات المُؤدية إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة وأعمال استوجبت الاعتذار، أيضاً مشاعر الألم والشقاء التي قد تطغِ أحياناً على فترة المراهقة. البالغ الذي يملك علاقة سيئة مع فترة المراهقة، يفضِّل أن يتجنّب المراهقين وإذا ارتبط بهم، فإنّه غالباً ما يستخدم اندماجه معهُم لتحقيق احتياجاته اللاشُعورية.

معنى كلمة المراهقة

ترجع كلمة المراهقة إلى الفعل العربي راهقَ الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغُلام فهو مُراهق، أي قارب الاحتلام، رهقت الشيء رهقاً، أي قربت منه. المعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النُّضج والرشد.


الناحية الاصطلاحيّة فهي لفظ وصفي يُطلق على المرحلة التي يقترب فيها الطّفل وهو الفرد غير الناضج انفعالياً، جسمياً وعقلياً من مرحلة البُلوغ ثمَّ الرُّشد والرّجولة.


 
الأصل اللاتيني للكلمة يرجع إلى كلمة Adolescere، تعني التدرُّج نحو النُّضج الجسمي، العقلي، النفسي، الاجتماعي، العاطفي، الوجداني، الانفعالي.

ما هي المراهقة السوية

يصل المُراهقين إلى هذا النوع من أنواع المُراهقة عن طريق قيام الأُسرة بتربيتهم منذ الصّغر، تكون تربية سليمة و صالِحة، أساسها الثّقة والمحبة. تكون المراهقة المتكيفة أو السوية أميل إلى الهدوء النّسبي والاتزان الانفعالي، علاقة المراهق بالآخرين تكون طيّبة ولا أثر للتمرُّد على الآخرين سواء الوالدين أو المدرسين، تكون حياة المراهق غنيّة بمجالات الخبرة والاهتمامات العمليّة الواسعة، التي يحقِّق عن طريقها ذاته وحياة مدرسيّة موفقة، في أغلب الأحيان يشعر بمكانته في الجماعة وبتوافقه معها.

التربية الخلقية للمراهقين

ركّز علماء النّفس على بيان أهم تغيُّرات مرحلة المراهقة، سواء من الناحية الجسدية، النفسية، العاطفية، الاجتماعية، العقلية، في الوقت نفسه أوضح أهم احتياجات المُراهق الفسيولوجية والوجدانية، من خلالها حرص علماء النفس على تقديم مجموعة من المفاتيح التربويّة والإيمانية للمراهق، من بينها اتباع الآباء أُسلوب التبشير لا التنفير، مع الحرص على الحديث الإيجابي الهادئ بلا انفعال أو عصبية، تقوية الوازع الديني لدى الأبناء، تذكيرهم بمسؤوليتهم أمام الله مع الدعاء المُستمر لهم بالهداية.

صفات المراهق السوي

  • يتسم المراهق بالهدوء والاتزان الانفعالي والنفسي، العلاقة الاجتماعية والإيجابية مع الآخرين.
  • يتدرَّج المراهق نحو النُّضج الجنسي، الجسمي، الفعلي، الاجتماعي، السلوكي بطريقة سلسة.
  • يقُوم المراهق باتخاذ القرارات بطريقة جيدة جداً، منها الاختيار التربوي.
  • تقل الصراعات في حياة المراهق.
  • ثقة المراهق بنفسه تكون عالية.
  • تكون حياة المراهق غنية بمجالات الخبرة وبالاهتمامات العمليّة الواسعة، التي يحقق عن طريقها ذاته.
  • حياته المدرسية موفقة.
  • يكون المراهق غير مسرف في أحلام اليقظة وغيرها من الاتجاهات السلبية.

خصائص المراهقة السوية

1. النمو الجسدي المتوازن

  • تطور الجسد: يشمل ذلك النمو الطبيعي للجسم من حيث الطول، الوزن، والنضج الجنسي.
  • الصحة العامة: المراهق السوي يعتني بصحته من خلال تناول غذاء متوازن، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

2. النضج العاطفي

  • إدارة المشاعر: القدرة على التعرف على المشاعر والتعبير عنها بشكل مناسب.
  • التعامل مع الضغوط: القدرة على التعامل مع الضغوط والمشاكل اليومية بشكل بناء.

3. التطور الاجتماعي

  • العلاقات الاجتماعية: بناء علاقات صحية مع الأقران والأسرة، والقدرة على التفاعل الاجتماعي بشكل إيجابي.
  • الانتماء الجماعي: الشعور بالانتماء إلى مجموعات مثل الفرق الرياضية، والنوادي، أو الأنشطة المدرسية.

4. التطور الفكري والمعرفي

  • التفكير النقدي: القدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات.
  • الاهتمام الأكاديمي: الحفاظ على أداء أكاديمي جيد والاهتمام بالتعلم.

5. النضج الأخلاقي

  • القيم والمبادئ: تطوير قيم ومبادئ أخلاقية قوية تساعده في اتخاذ قرارات سليمة.
  • المسؤولية: تحمل المسؤولية عن أفعاله وقراراته.

عوامل تسهم في تحقيق المراهقة السوية

1. الدعم الأسري

  • البيئة الداعمة: توفير بيئة أسرية داعمة ومشجعة تتيح للمراهق التعبير عن نفسه والتطور بشكل صحي.
  • التوجيه والإرشاد: تقديم النصح والتوجيه المناسبين لمساعدة المراهق في التعامل مع التحديات التي يواجهها.

2. التعليم

  • جودة التعليم: الحصول على تعليم جيد يساعد المراهق على تطوير مهاراته الفكرية والاجتماعية.
  • المشاركة في الأنشطة: المشاركة في الأنشطة المدرسية واللامنهجية التي تساعد في تطوير المهارات الاجتماعية والقيادية.

3. الأنشطة الإيجابية

  • الهوايات والأنشطة: تشجيع المراهق على ممارسة الهوايات والأنشطة التي يحبها، مثل الرياضة، والفنون، والعمل التطوعي.

4. الصحة النفسية

  • الدعم النفسي: تقديم الدعم النفسي اللازم عند الحاجة، ومساعدة المراهق في التعامل مع مشاعره بشكل صحي.
  • المراقبة والوقاية: مراقبة أي علامات تشير إلى مشاكل نفسية محتملة والتدخل في وقت مبكر.

المراهقة السوية هي نتاج لتضافر العديد من العوامل التي تسهم في نمو المراهق بشكل متوازن وصحي. من خلال توفير بيئة داعمة، وتقديم التوجيه المناسب، وتشجيع الأنشطة الإيجابية، يمكن مساعدة المراهقين على تجاوز هذه المرحلة بنجاح والانتقال إلى مرحلة البلوغ بنضج واستقلالية.


شارك المقالة: