المنطق الحواري في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر المنطق الحواري في علم النفس هو نهج قائم على الحوار للمنطق والحِجَج متجذر في تقليد بحثي يعود إلى العصور القديمة اليونانية، عندما تم التعامل مع المشكلات من خلال الحوارات التي تتم من خلال الأسئلة والأجوبة.

المنطق الحواري في علم النفس

تم وضع المنطق الحواري في علم النفس لأول مرة في شكله الحديث من قبل العالم بول لورينزن والفيلسوف كونو لورنز في سياق الرياضيات البناءة والمنطق، حيث ألهم العديد من المنطق الحواري الذي يتبع البرنامج الأولي بشكل أو بآخر، وبالتالي خلق ما يمكن تسميته التقاليد في المنطق الحواري.

في تقليد لورنزين ولورنز يستخدم المنطق الحواري مفاهيم كل من نظرية المعرفة والجدل لتوفير نهج العلمي للمعنى والاستدلال الذي تم تشكيله أثناء تفاعل الأفراد الذين يتجادلون حول أطروحة أو فرضية معينة، حيث تسمح قواعد المعرفة التي تتمثل بشكل اللعبة لهؤلاء الأفراد اللاعبين بتحدي تصريحات الآخرين أو الدفاع عن أقوالهم بطريقة يفوز فيها أحد اللاعبين ويخسر الآخر بعد عدد محدود من الحركات.

في المنطق الحواري في علم النفس يتم شرح معنى التعبير في مصطلحات نظرية اللعبة المعرفية، على عكس دلالات نموذج التيار الرئيسي، وبهذه الطريقة يتم شرح معنى الثوابت المنطقية من خلال القواعد التي تحدد كيفية استخدام هذه الثوابت في أساليب الجدل والحوار.

تقاليد المنطق الحواري في علم النفس

تتمثل المنطق الحواري في علم النفس من خلال إمكانية تمييز التقاليد المختلفة في نهج اللعبة المعرفي النظري، والتي تتوضح من خلال ما يلي:

1- التقليد البنائي لبول لورينزن وكونو لورينز

يعتبر التقليد البنائي هو التقليد الرئيسي للمنطق الحواري، حيث يعتبر المنطق الحواري كمشروع دلالي، وقد تم تطويره في البداية من أجل التغلب على قيود المنطق المنطقي، حيث أن الحوارات عبارة عن ألعاب نهائية حول الصيغة الأولية للأفراد، والتي يُقال إنها صالحة إذا كان لدى المؤيد استراتيجية رابحة لها، توسيعًا لهذا التقليد هو جعل المنطق الحواري إطارًا للتعبير عن مختلف المنطق بخلاف المنطق الحدسي.

يتبع التقليد البنائي في المنطق الحواري في علم النفس طريقة شائعة لكتابة الاستراتيجيات الفائزة التي تستخدم اللوحات الدلالية، وقد أثرت إنجازاته الفنية بشدة على بعض علماء النفس في المنطق عند العمل مع إطار العمل الحواري أو البعض، يشترك هذا التقليد في مبادئ نظرية اللعبة للمنطق الحواري للثوابت المنطقية لكنه ينتقل إلى نظرية النموذج القياسي على مستوى البيانات الأولية، والتي تدخل فيها دلالات الحقيقة القياسية الوظيفية.

2- تقليد نظرية الجدال

يربط تقليد نظرية الجدال بين المنطق الحواري والمنطق غير الرسمي أو التفكير النقدي، والذي نشأ من أجل أن يدرس الانتظام المنطقي الكامن وراء الحوارات الملموسة، حيث يقدم هذا التقليد نظرية شاملة لمعنى الإثبات النظري بناءً على الحساب التفاعلي، من خلال اقتراح دلالات جدلية للمنطق الخطي، والتي غالبًا ما يرتبط بها الحوار.

تطورات المنطق الحواري البناءة في علم النفس

أصبحت التطورات الجديدة في مجال المنطق الحواري في علم النفس أكثر وأكثر أهمية ويمكن أن يطلق عليها بأمان تقليدًا كاملاً، ففي الوقت الحاضر ترتبط هذه التطورات ارتباطًا وثيقًا بالروابط بين المنطق الحواري ونظرية النوع البَنّاء، وقد بدأت في إجراء روابط مثيرة للاهتمام مع البرامج الجديدة في فلسفة الرياضيات والاحتمالات الجدلية.

تشترك هذه التقاليد أحيانًا في سمات مشتركة وأحيانًا تتحدى سمات التقاليد الأخرى، وأحيانًا تحاول إنشاء روابط مع التقاليد الأخرى، وهكذا فإن تقاليد المنطق الحواري في علم النفس تشترك في خلفية معرفية وإثباتية نظرية، وتتحدى المفهوم الحواري لمنطق التقليد البنائي من أجل إيجاد إطار لا يتم فيه اختزال المعنى إلى نهج رسمي، ولكن يُفهم على أنه يحدد المحتوى.

تَدعي الأعمال الحديثة أنها تجيب على هذا النوع من التحدي مع الاستمرار في الالتزام بالتقاليد البنائية في المنطق الحواري في علم النفس، وحاولت جهود أخرى مؤخرًا ربط التقاليد الخاصة بالمنطق الحواري في علم النفس على سبيل المثال يركز على التحليل المنطقي في سياق التفكير القانوني والتفكير غير الرتيب.

تستكشف وجهات نظر أكثر حداثة ومختلفة تمامًا النهج البنيوية للمفارقات من حيث الجدل الطبيعي ومعالجتها في بيئة نظرية اللعبة المعرفية المستوحاة من التقليد البنائي، حيث يركز المنطق الحواري في علم النفس على العمل الأصلي لتطوراته خلال العقود الماضية.

الإطار الحواري القياسي لمنطق الحواري في علم النفس

يعبر الإطار الحواري عن الإطار أو المرجع الرئيسي الذي يدرس الحوارات، ففي الحوار يتجادل طرفان في فرضية أو أطروحة بيان معين يكون موضوع الحِجَة بأكملها ويتبعان بعض القواعد الثابتة في حجتهما، فالشخص الذي يقول الأطروحة هو المؤيد ومنافسه الذي يتحدى الأطروحة هو الخصم،في تحدي فرضية المؤيد يطلب الخصم أن يدافع المؤيد عن بيانه.

وبالتالي يكون الطرفين متنافسين خلال الإطار الحواري القياسي في المنطق الحواري في علم النفس، فلديهما أهداف متعارضة لكن الخصم ليس بالضرورة أن يذهب أبعد من ذلك، في الواقع تعد الحوارات نوعًا من لعبة العطاء وطلب الأسباب والمبررات، وهذا النوع من الألعاب يمكن أن يكون لهدف مشترك على سبيل المثال اكتشاف الحقيقة.

لا يبدو أن هناك إجماعًا حول ما إذا كان الإطار الحواري القياسي يسمح بالتعاون أم لا، حيث جادل البعض من علماء النفس بأن إطار العمل الحواري الأصلي هو فقط عدائي ولا يعتبر أدوارًا تعاونية، ومع ذلك جادل آخرين على العكس من ذلك أنه حتى إطار العمل الأصلي في الواقع ليس عدائيًا تمامًا.

الإجراءات في الحوار تسمى التحركات وغالبًا ما تُفهم على أنها أفعال كلام تنطوي على أقوال ومعلومات وأقوال استفهام وطلبات، وبالتالي فإن قواعد الحوارات لا تتعامل أبدًا مع التعبيرات المعزولة عن فعل النطق بها، من خلال تحديد التفاعلات المناسبة في الحوار، تحدد هذه القواعد معنى التعبيرات.

تجد مثل هذه المقاربة في المعنى جذورها في الملاحظة أنه في اللغة لا يوجد منظور خارجي من شأنه أن يسمح للشخص بتحديد معنى شيء ما وكيفية ارتباطه بالصياغة، بمعنى آخر اللغة لا مفر منها ولا يمكن للمرء أن يتجاوزها، وفقًا لذلك يتم دراسة اللغة من خلال الألعاب اللغوية وتحتاج هذه الألعاب اللغوية إلى الاعتراف بحقيقة أنها جزء من موضوع دراستها.

المنطق الحدسي في إطار المنطق الحواري في علم النفس

يقدم المنطق الحدسي السمات العامة لما يمكن أن يسمى إطار العمل الحواري القياسي لمنطق الحواري في علم النفس، حيث تعتبر كلمة قياسي هنا لا تعني أن العرض يتبع بدقة في جميع تفاصيله العرض الأولي للمنطق الحواري كما قدمه لورنزن ولورينز، ففي الواقع كان هناك الكثير من الاختلافات في المصطلحات والعرض التقديم على مر السنين ومع ذلك على الرغم من جميع الاختلافات المختلفة في الأدبيات هناك بعض السمات الأساسية التي يقدمها المنطق الحدسي.

عندما يتجادل الطرفين في الحوار حول أطروحة أو فرضية معينة فإنهم يتحدون ويدافعون عن البيانات وفقًا للقواعد، والتي توضح تقدم الحوار والجدل ومعنى البيانات من حيث التفاعل المحتمل بين الطرفين، هناك نوعان من قواعد اللعبة التي يجب تمييزها قواعد الجسيمات والقواعد الهيكلية، حيث تحدد قواعد الجسيمات نوع الحركة المسموح لكل فرد القيام بها أثناء اللعب، بينما تحدد القواعد الهيكلية هيكل الموقف التنافسي.

تشكل قواعد الحوار المتمثلة في قواعد الجسيمات والقواعد الهيكلية ما يسمى بمستوى الدور للنهج الحواري الذي يشكل العمود الفقري للمنطق الحواري والذي يجب تمييزه عن مستوى الاستراتيجية، النظير الحواري إلى العرض، حيث يتكون مستوى الحوار من مواقف فردية تم تطويرها وفقًا لقواعد اللعبة، بينما يتكون مستوى الاستراتيجية من منظور معين لجميع المواقف الممكنة فيما يتعلق بالأطروحة نفسها.


شارك المقالة: