المواد المكتوبة والرسومات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تعد كل من المواد المكتوبة وكل من الرسومات التعليمية شكلاً من الأشكال المعروفة والشائعة الاستعمال لنقل الرسائل التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، يعتمد تعامل الطالب ويعتمد تفاعله مع هذه النوعية من الرسائل بالقراءة والمشاهدة؛ وذلك لاستيعاب وفهم وإدراك دلالة رموزها، وكذلك فهم معانيها.

المواد اللغوية المكتوبة لذوي الاحتياجات الخاصة

للاتصال طرائق مختلفة  أكثرها انتشاراً اللغة المقروءة وبالرموز المكتوبة، فتعد اللغة من أكثر وسائل الاتصال أهمية، وبعدها تعد الرسالة التعليمية النصية المكتوبة من المواد الأساسية لكل من المدرس والطالب في المجال التعليمي، بما تحتويه من شرح للحقائق، وتوضيح للمفاهيم وللمهارات إلا أن التفاهم لا يركز فقط على تداول اللغات المعروفة التي يقصد بها لغة اللسان اليومية.

فهناك رموزاً مختلفة للتفاهم بين الأشخاص وبشكل خاص بين الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، كل رمز من تلك الرموز يحمل دلالته ويحمل معناه، فيقوم الفرد المتعلم بالتعرف على تلك الرموز خلال قراءتها، ويتوصل إلى معناها وإلى دلالتها.

فمما لا شك به أن عدم كفاية الحواس للفرد ذوي الإعاقة السمعية أو ذوي الإعاقة البصرية، يعد من معوقات الاتصال اللغوي العادي بجانبية المقروء أو المكتوب، مما أفرض عرض خبرات بين تعوض النقص في تلك الحواس، بالرغم من ضرورة وأهمية الأساليب العادية في نقل الرسائل التعليمية اللغوية للطلاب العاديين وحتى لبعض فئات الافراد ذوي الإعاقات مثل الأفراد المتخلفين عقلياً.

إلا أن مشكلة نقل الرسائل اللغوية المقروءة ونقل الرسائل المكتوبة، تعتبر من إحدى المشكلات الاساسية في حياة ذوي الإعاقات، مثل الصم والمكفوفين، فتبينت حلول هذه المشكلة في طريقة برايل وفي آلات العمليات الحسابية فيما يخص للمكفوفين، أما فيما يخص الصم فتبينت حلول هذه المشكلة في استعمال لغة الإشارة والتهجئة بالأصابع.

تعتمد لغة الإشارة للطلاب الصم على استعمال رموز حركية لإيصال المعلومات للأفراد الآخرين، وكذلك تعتمد طريقة تهجئة الأصابع على استعمال اليد لتمثيل الحروف الأبجدية، أما الطالب الكفيف، تستعمل طريقة برايل في تعليم القراءة وفي تعليم الكتابة، حيث تتمكن حاسة اللمس أن تدرك من خلال نقطة أو من خلال جملة نقط ما يخبرها في الحروف المكتوبة على شكل خطوط.

فيتم نقل الرسالة التعليمية النصية من خلال الحروف المرسومة للطلاب المكفوفين على غرار الحروف الأبجدية للأفراد المبصرين، وتعد تصمیم آلة مخصصة للكتابة بطريقة برايل، من الإنجازات التي تيسرت في تعليم الطلاب المكفوفين بل وطريقة تواصلهم مع الأفراد الآخرين، تضمن تلك الآلة على لوحة مفاتيح تحتوي على ستة مفاتيح تتبين كل منها نقطة من نقاط خلية بريل.

وبعدها اختلفت أساليب عرض وأساليب نقل الرسالة النصية المكتوبة، فممكن أن تكتب بلغة اللسان اليومية الأبجدية أو من خلال استعمال تهجئة الأصابع، أو من خلال طريقة برايل بناءاً على نوع الإعاقة وبناءاً على خصائصها.

الرسومات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

تلعب الرسومات التعليمية مثل أحد المواد التعليمية، دوراً ذو فعالية عالية في توصيل أو في نقل الرسالة التعليمية بجميع أغراضها التعليمية، ولهذا اختلفت الرسومات حسب الغرض منها، عن طريق الرسومات يتم نقل العديد من المعلومات بواسطة الرموز أو بواسطة الخطوط أو بواسطة الرسوم البيانية، مما جعلها لغة عالمية.

إذ يختصر محتوى الرسالة في تكوينات خطية من السهل فهمها وإدراكها على الأشخاص رغم تنوع أعمارهم واختلاف ثقافتهم، تعد الرسومات شكل من أشكال الرسالة التعليمية، فهي تعد بصري للأشياء والكلمات وكذلك الأرقام والعمليات الملموسة والعمليات المجردة.

ودون التقيد بجميع التفاصيل وبجميع النسب المتوافرة في الشيء الذي تمثله؛ بهدف نقل المعلومات وبهدف التعبير عن الشيء المراد تفسيره للطالب المتعلم، مثال التركيز على رسوم خطية للأجزاء الأساسية فقط، مثل رسم تخطيطي لزهرة، مع اختصار العديد من التفصيلات.

يتفاعل الطالب المتعلم مع الرسومات بالمشاهدة واستيعاب العلاقات، وكذلك استنتاجها وأخذ الأفكار، ولذلك يفترض تدريب الفرد المتعلم على طريقة تفسير رموزها واستيعاب معناها، بل يفترض إعداد المدرس وإكسابه المهارات المهمة لإنتاج تلك الرسومات ولتوظيفها داخل قاعات الدراسة، حسب الحاجات التعليمية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

أنواع الرسومات الخطية التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

1- الرسوم التخطيطية

وهي رسوم خطية تهدف إلى تبسيط الأشياء الواقعية كثيرة التعقيد، بالتركيز على الأجزاء الضرورية والرئيسة فيها، والبعد عن التفاصيل غير المهمة، وقد تنقل الواقع كما هو دون تحريف أو تغيير فيه، وتتميز تلك الرسوم، الشائعة الاستعمال في التدريس بسهولة إنشائها وسهولة إنتاجها وسهولة استعمالها، وكذلك ملائمتها للكثير من المواقف التعليمية ومناسبتها للكثير من المجالات الدراسية المتنوعة.

2- الرسوم البيانية

يمكن من خلال الرسم البياني تمثيل مبسط لبيانات رقمية، ويمكن كذلك عرض إحصائيات أو القيام بتوضيح
علاقات كمية بصورة محددة؛ بهدف يساعد على استيعاب وفهم مضمون تلك البيانات أو العلاقات وتصنف الرسوم البيانية إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي الخطوط البيانية توضح العلاقة بين مجموعتين من البيانات أحد المجموعتين يمثله المحور الرأسي.

والمجموعة الثانية يمثلها المحور الأفقي، وكل نقطة على الخط البياني لها أهمية على كلا المحورين، ثم يوصل بين تلك النقاط عن طريق خط منحني الأعمدة البيانية، هي تعبر عن الكميات العددية باستعمال أعمدة، يعبر طولها عن هذه الكميات، ويستعمل هذا النوع من التمثيل العقد المقارنات.

والدوائر البيانية تستعمل هذه  الدوائر البيانية في عرض العلاقة بين مجموعة أجزاء، والموضوع الشامل الذي يحتويها مثل أن يوضح درجة طلاب التعليم العام، ودرجة طلاب التعليم الخاص، وكذلك درجة طلاب التعليم الفني فيما يخص الملتحقين بالتعليم.

3- الخرائط

تستعمل الخرائط بهدف توضيح الموقع وتوضيح المساحة، كما تستعمل لتوضيح العلاقات المكانية، مثال على ذلك الحدود والاتجاهات، كما تبين المعالم الجغرافية وتبين الظواهر المناخية، وكذلك التوزيعات الجغرافية، يستعمل الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة الخرائط مثل طلابهم العاديين، ما عدا الطلاب المكفوفين، يعتمد تدريس الطلاب المكفوفين على الطرق التعليمية التي تساهم في تمثيل العديد من المصطلحات.

الرسوم البارزة في مجال التدريس المعاقين بصريا

تستعمل الرسوم البارزة في التدريس الطالب ذوي الإعاقة البصرية، وبشكل خاص في مجال تدريس العلوم، ومن الأمثلة على هذه النماذج البارزة التوضيحية للمكفوفين، رسم توضيحي بارز لدورة المياة في الطبيعة وغيرها،  هناك عدد من النقاط الواجب مراعاتها منها، أن تكون متينة الصنع، ويقصد بذلك أن تتحمل الفحص اللمسي من جانب الطالب المكفوف أكثر من مرة.

وتوضيح تفاصيل الشيء المرغوب عرضه، بالاستعمال الملائم للمواد اللمسية المتنوعة، وأن يعد الرسم بمقياس رسم ثابت وملائم للطالب الكفيف، إعطاء  الفرصة الحصول على المعلومات عن طريق لمس الرسوم البارزة دون أن؛ يسبب ذلك خطراً عليه، وتشغيل المواد وتوظيف الخامات المتناقضة الملمس ليسهل على الطالب الكفيف التفريق بين تلك المواد اللمسية.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: