النظرية البنائية في الإرشاد المهني

اقرأ في هذا المقال


تُعَد النظرية البنائية في الإرشاد المهني من النظريات الحديثة التي احتوت على عملية الإرشاد المهني، بحيث تُعَد النظرية البنائية نظرية نفسية تطورت خارج التوجه الفلسفي، وتعتقد بأن الأفراد يبنون أو يدركون واقعهم والحقيقة.

التعريف بالنظرية البنائية في الإرشاد المهني:

تعتبر النظرية البنائية نظرية إرشادية مهنية وجِدَت بعد التحضُّر وتتمثل في أنَّ الأفراد يبنوا واقعهم وحقيقتهم التي تعتبر متغيرة، ويقوم المرشد المهني وفق هذه النظرية بإعطاء الأفراد حلول حول مشكلاتهم، ويساعدهم في رؤية مشكلاتهم واختيار أهم المعاني المفيدة ويهتم المرشد المهني في أكثر الطرق التي يعرض فيها تنظيم مشكلاتهم وكيف يصلون إلى المعنى من خبراتهم.

صاحب النظرية البنائية في الإرشاد المهني هو جورج كيلي، بحيث يقول جورج كيلي بأنَّ مهن الأفراد ما هي إلّا وسيلة أساسية في وضوح معنى دور الفرد في الحياة ومنها يجب على الفرد أن لا ينظر إلى كيف يتلاءم مع عالم العمل، بل كيف يتلاءم عالم العمل مع حياة الفرد، تطورت هذه النظرية البنائية حديثاً لأنَّ طبيعة المهن قد تغيرت بحيث كان الفرد قديماً يقضي حياته كاملة في مهنة واحدة، إلّا أنَّه في الوقت الحالي يغير الفرد مهن ووظائف كثيرة ويتنقل بين العديد من الشركات والمؤسسات المهنية المختلفة.

المفاهيم الأساسية في النظرية البنائية في الإرشاد المهني:

هناك مجموعة من المفاهيم الأساسية في النظرية البنائية في الإرشاد المهني، ويمكننا ذكر منها ما يلي:

البناء الشخصي النفسي: يتمثل هذا المفهوم بأنَّ الأفراد يختلفون فيما بينهم في رؤية العالم، بحيث يقوم العديد من الأفراد بتطوير أبنيتهم ونظرياتهم في رؤيتهم للأشخاص والأشياء المختلفة، بحيث يكون لكل فرد مجموعة من الأبنية التي يقوم بتعديلها باستمرار لتحسين التنبؤ بالمستقبل المهني للفرد.

القيم والميول: وتتمثل هذه المفاهيم في الأحكام والتقييمات التي يمتلكها الفرد عن نفسه من ميول وقدرات واستعدادات وعن عالم المهن المختلفة، وهذه القيم تساعد الفرد في التعامل مع عالم المهن ويختلف الأفراد في تقييم جوانب عالم عملهم.

مراحل تطور النظرية البنائية في الإرشاد المهني:

تَمرّ النظرية البنائية في الإرشاد المهني في أربع مراحل رئيسية من أجل أن تتطور وتتقدم لخدمة العملية الإرشادية المهنية، وتتمثل مراحل تطور النظرية البنائية في الإرشاد المهني من خلال ما يلي:

المرحلة الأولى: تتمثل هذه المرحلة بزيادة المعرفة حول المعلومات المهنية؛ لتطوير القيم بحيث يكون لدى الأفراد في هذه المرحلة قليل من الأبنية المهنية والأبنية غير المتكاملة لدرجة كبيرة ولديهم تمايز وتكامل ضعيف، أي أنَّه لا يوجد لدى الأفراد أبنية كافية لفهم ذاتهم في عالم المهن، لذا فهم يحتاجون إلى تطوير قيمهم حتى يستطيعون زيادة ميولهم ويحتاجون إلى زيادة معرفتهم عن المعلومات المهنية وإلى التدريب المهني لتوضيح قيمهم لتطوير أبنيتهم المهنية.

المرحلة الثانية: تتمثل هذه المرحلة بتطوير أبنية ومواضيع مهنية بحيث يقوم الأفراد بتطوير أبنية تتعلق بقدراتهم وقيمهم وبمهن محددة وهنا يركز الفرد على تنظيم أبنية مهنية ونظم تصنيفية للمهن وفق نظام معين بحيث يقوم على تنظيم الميول للمهن المختلفة.

المرحلة الثالثة: تتمثل هذه المرحلة في زيادة تميّز الأبنية المهنية الجديدة، وهنا يزيد التميّز مما يترتب عليه أبنية جديدة التي يطور من خلالها الأفراد معلومات محددة أكثر عن أنفسهم وعن المهن، ويكونون قادرين على التمييز بين الأبنية التي تصف المهن.

المرحلة الرابعة: تتمثل هذه المرحلة في تنمية مفاهيم جديدة وتنظيم جديد للأبنية التي ترتبط بنظام محدد مع الوقت الحاضر وتكون الأبنية متميزة بدرجة عالية ومتكاملة بشكل جيد ضمن نظام، وهنا يمكن للفرد تحديد اختياره المهني المناسب من بين البدائل الموضوعة، وهنا المرشد المهني يشجع الفرد في وصفه لاختياره المهني وقد يتحدث معه في كيفية تنفيذ أو تطبيق الاختيار المهني.

أدوات التقييم وجمع البيانات في النظرية البنائية في الإرشاد المهني:

هناك أدوات تقييم وضِعت لكي تجمع المعلومات عن الأفراد في النظرية البنائية والتي تتمثل بما يلي:

1. اختبار تحديد المهن بحيث يعتبر أكثر الاختبارات المستخدمة في نظرية البناء الشخصي وهذا الاختبار يختلف عن الاختبارات المقننة لأنَّه لا يعتمد على ما يقوله الفرد لتحديد المهن.

2. أساليب السلَّم وتعتبر وسيلة تقرر أي الأبنية المهنية الأهم للفرد ويمكن أن تستخدم في سياق الأرشاد المهني وهي عكس اختبار تحديد المهنة الذي يتطلب من الفرد الكتابة وترتيب المهن وإعطاء درجه لكل منها.

3. بطاقة التصنيف المهني وتتمثل في كتابة مجموعة من المهن وخلفها توصف كل مهنة وكل متطلبات العمل بها وذلك إلى معرفة ما المهنة المناسبة للفرد.


شارك المقالة: