تعريف تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تعريف تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

قد يبدو أن تعریف تعديل السلوك أمر سهل لكنه لا يبدو بهذا السهولة فلعل إحدى القضايا التي أثارت جدلاً  كبيراً هي قضية تعريف تعديل السلوك ويرى البعض أن مشكلة التعريف هذه نجمت عن أسباب عديدة من أهمية انتشار الميدان وعلاقته في العديد من الأوضاع التطبيقية، والغالبية العظمى تستعمل مفهوم تعديل السلوك للإشارة إلى أي إجراء لتغيير السلوك.

وعلى سبيل المثال تسبب الأدوية تغيير في سلوك الإنسان فهل هي شكل من أشكال تعديل السلوك؟ والجراحة الدماغية، وقد يحصل تغيرات كبيرة في السلوك فهل هي الأخرى نوع من أنواع تعديل السلوك؟ بالطبع لا، ومن الخطأ استخدام مفهوم تعديل السلوك لدلالة على كل الأساليب التي يمكن أن تستخدم  للتأثير في سلوك، وبالتالي تعديل السلوك لا يكون مجرد إحداث تغيير في السلوك أو محاولة التاثير فيه.

وفي هذا الصدد يؤكد (ستنولز وواینكوسكي وبراون) ضرورة التمييز بين التأثير في السلوك وتعديل السلوك فالتأثير في السلوك كما يرى هؤلاء الباحثون يحدث عندما يفعل شخص ما أي شيء من شأنه أن يؤثر في سلوك شخص آخر، وهذا يحدث بشكل مستمر في مواقف متعددة مثل التدريس وتربية الأطفال والتفاعلات الاجتماعية، أما تعديل السلوك فهو من وجهة نظر (ستولز وآخرون) نوع خاص من أنواع التأثير في السلوك يتكون من تطبيق التي انبثقت من خلال البحوث العلمية في علم النفس التجريبي من أجل الحد من المعاناة الإنسانية و بالإضافة إلى تحسين الأداء الإنساني.

وبالتالي تعديل السلوك كما يرى هؤلاء العلماء يهتم على متابعة أداء الأفراد والتقييم المستمرة لفاعلية الإجراءات التي يتم تنفيذها، كذلك فأساليب تعديل السلوك تعمل على تحسين الضبط الذاتي وتطويره من خلال تحسين مهارات الفرد وقدراته ومستوى استقلاليته، وهكذا فإن الإدعاء بأن الجراحة النفسية أو المعالجة من الصدمة الكهربائية أساليب لتعديل السلوك إنما هو إدعاء باطل.

وعلى أي حال، فالحقيقة أن هناك اختلافاً في الآراء حول تعديل السلوك، حيث لا يوجد تعريف واحد وإنما تعاریف متعددة مما أدى إلى حدوث جدال ليس في المجال النظري فحسب وإنما على المجال التطبيقي أيضاً، ففي حين يعرف البعض تعديل السلوك على نحو محدد، يعرفه البعض بمرونة وبشكل عام، فهناك من يستخدم هذا المفهوم للدلالة على تطبيق قوانين الإشراط الإجرائي أو الإشراط الكلاسيكي، وهناك من يستخدمه للدلالة إلى قوانين التعلم بعامة.

فتعديل السلوك كما يعرفه (کازدن) هو مصطلح ذو دلائل واسعه تشير إلى ذلك الميدان الذي يستخدم أساليبه من البحوث المتصلة بسيكولوجية التعلم بخاصة، وكما بری (کازین) فتعديل السلوك يتكون من تعديل الظروف البيئية والاجتماعية أو إعادة ترتيبها من أجل تغيير السلوك الظاهر وليس تغيير عمليات نفسية داخلية يعتقد أنها تعمل بمبدأ محرك لهذا السلوك.

ويستخدم (ماهوني وكازدن وليسوينغ) مصطلح تعديل السلوك للإشارة إلى الإجراءات العلاجية المستمدة من النتائج التجريبية للبحوث النفسية، ويؤكدون على أن تعديل السلوك منحى تحليلي وتجريبي يعتمد في تعامله مع الظاهر العيادية على البيانات الموضوعية.


شارك المقالة: