تقييم الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


أظهرت الأبحاث النفسية أن الذاكرة ليست بناء وحدوي، بدلاً من ذلك تتكون الذاكرة من مجموعة منسقة من العمليات والقدرات التي تعمل معًا لتمكين الأفراد من العمل اليومي، حيث يمكن أن يتضرر جانب واحد من الذاكرة بينما يظل جانب آخر سليمًا، لهذا السبب لا يعتمد علماء النفس على إجراء واحد لتقييم الذاكرة، بل توجد العديد من مقاييس التقييم وتحتوي إجراءات التقييم الشائعة الاستخدام على مكونات فرعية متعددة، كل منها يهدف إلى تقييم نوع معين من الذاكرة.

تقييم الذاكرة في علم النفس

لقد كان تطوير مقاييس تقييم الذاكرة مدفوعًا ليس فقط بأبحاث الذاكرة الأساسية ولكن أيضًا من خلال اعتبارات عملية، حيث أنه لا يمكن أن تكون الاختبارات طويلة جدًا، أو قد يصاب المرضى بالتعب أو نفاد صبرهم، بالإضافة إلى ذلك فإن القدرات التي يجب أن تكون تدابير التقييم يجب أن تشبه قدرات الذاكرة ذات الصلة بالأداء اليومي للشخص، حيث تحتوي تقييمات الذاكرة بشكل عام على بيانات معيارية في كتيباتها لاستخدامها في التقييم.

ومع ذلك يجب تفسير الدرجات في تقييمات الذاكرة في ضوء اعتبارات مثل عمر الشخص وذكائه ومستوى تعليمه، أيضًا يمكن أن يكون الاكتئاب عاملاً مهمًا في مشاكل الذاكرة المبلغ عنها، ومن الأمور المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار عند تفسير الدرجات في تقييم الذاكرة أنه يمكن اعتبار مجموعة واسعة من الاستجابات طبيعية، ويمكن أن يؤثر عدد كبير من المتغيرات على أي نوع من أنواع الذاكرة المختلفة، يصف هذا القسم بعض طرق تقييم الذاكرة الشائعة الاستخدام من خلال ما يلي:

1- طرق الاستبيان

توفر الاستبيانات وسيلة بسيطة لتقييم ذاكرة الشخص، حيث تم تطوير عدد من الاستبيانات لهذا الغرض، ويهدف العديد منها إلى تقييم ما إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في الذاكرة تتداخل مع الأداء اليومي، وبعض الأمثلة عليها هي جرد تجارب الذاكرة، واستبيان الذاكرة اليومية، والتقييم الشامل للذاكرة المستقبلية.

2- بطاريات تقييم الذاكرة

لا يكون الأفراد المصابين بضعف الذاكرة دائمًا على دراية بإعاقاتهم، كما أن التقارير الذاتية من قبل المرضى وعائلاتهم عرضة للتحيز، لهذه الأسباب قد يكون من الأفضل تقييم الذاكرة عن طريق اختبار أداء الذاكرة نفسها.

3- مقياس ذاكرة وكسلر

يعد مقياس ذاكرة وكسلر أحد أكثر إجراءات تقييم الذاكرة استخدامًا، حيث يتكون مقياس ذاكرة وكسلر من ثمانية فهارس أولية تصف الذاكرة الفورية والذاكرة العامة والذاكرة العاملة في الأشكال المرئية والسمعية، يتألف كل فهرس من عدة اختبارات فرعية، بما في ذلك الاختبارات الفرعية الاختيارية، وهناك 11 اختبارًا فرعيًا في المجموع، هم الذاكرة المنطقية والزملاء اللفظي، وتسلسل رقم الحروف، والوجوه، والصور العائلية، والمدى المكاني، والمعلومات والتوجيه، وقوائم الكلمات، والتحكم العقلي، وامتداد الأرقام، والتكاثر البصري.

يستغرق الأمر حوالي 30 دقيقة للإدارة مع 20 دقيقة إضافية للاختبارات الفرعية الاختيارية، يعتبر مقياس ذاكرة وكسلر هو الإصدار الثالث له، حيث ظهرت النسخة الأصلية لأول مرة في عام 1945، ويعتبره الكثيرون أفضل تقييم متاح للذاكرة.

4- اختبار الذاكرة السلوكية

تم تطوير اختبار الذاكرة السلوكية لتقييم أنواع الذاكرة الأكثر صلة بالأداء اليومي، حيث يتضمن اختبارات فرعية تقيم استدعاء الاسم وتذكر مواقع الأشياء المخفية والذاكرة المحتملة والتعرف على الصور واستدعاء قصة فورية ومؤجلة والتعرف على الوجوه غير المألوفة، واستدعاء المسار الفوري والمؤجل وتذكر طريق معين، ويتطلب الاختبار حوالي 25 دقيقة لإدارته، وترتبط الدرجات في الاختبار بشكل جيد مع عدد هفوات ذاكرة المريض التي لوحظت في الإعدادات السريرية، ويحتوي اختبار الذاكرة السلوكية على أربعة أشكال بديلة للاستخدام في الاختبار الطولي.

5- تدابير تقييم الذاكرة الأخرى

تشمل مقاييس تقييم الذاكرة الأخرى الشائعة الاستخدام اختبار ذاكرة التعرف ومقياس تقييم الذاكرة، حيث يستغرق اختبار ذاكرة التعرف حوالي 15 دقيقة لإدارته ويحتوي على اختبارين فرعيين لتقييم التعرف على الكلمات والتعرف على الوجوه، بحيث يتضمن كل اختبار فرعي تقديم قائمة دراسة متبوعة باختبار التعرف الذي يتطلب التمييز بين العناصر المدروسة وغير المدروسة.

يحتوي مقياس تقييم الذاكرة على 12 اختبارًا فرعيًا يتمثل في قائمة التعلم وذاكرة النثر واستدعاء القائمة والامتداد اللفظي والمدى البصري والتعرف البصري والاستنساخ البصري وأسماء الوجوه والتذكر المتأخر وذاكرة النثر المتأخرة والتعرف البصري المتأخر وتأخر استدعاء وجوه الأسماء، ويتطلب مقياس تقييم الذاكرة حوالي ساعة لإدارته.

6- الخبرة المهنية

تتطلب إجراءات تقييم الذاكرة الموضحة هنا مثل جميع إجراءات تقييم الذاكرة تدريبًا على مستوى الدراسات العليا أو تدريبًا احترافيًا لإدارتها وتفسيرها، حيث تأتي معظم التقييمات مع كتيبات تحتوي على تعليمات شاملة حول كيفية إدارة الاختبار، بالإضافة إلى بيانات معيارية لتفسير الأداء، واختيار الاختبار المناسب لحالة معينة هو مسألة خبرة الفاحص وتفضيله الشخصي.

العوامل المؤثرة في تقييم الذاكرة في علم النفس

أثرت أبحاث الذاكرة على تطوير تقنيات تقييم الذاكرة الحالية، ولكن لا يتم تقييم جميع أشكال الذاكرة في البطاريات شائعة الاستخدام، على سبيل المثال من الشائع تقييم مستوى الذاكرة قصيرة المدى وقدرة الذاكرة العرضية المتأخرة، ويعتبر تقييم الذاكرة الضمنية أقل شيوعًا.

هناك عاملان يقودان هذه الأولويات يتمثلان في الوقت الجوهري عند إجراء الاختبارات واهتمام المعالجين وعلماء النفس كثيرًا بتقييم أشكال الذاكرة التي عند تلفها تتعارض بشكل كبير مع قدرة الشخص على الاستمرار في الحياة المهنية أو استئناف الحياة اليومية، وعندما يتم إعاقة مهارات الذاكرة لدى الشخص، يفكر علماء النفس في كيفية استفادة الشخص من أشكال الذاكرة المحفوظة لإعادة التأهيل.

أنواع الذاكرة في تقييم الذاكرة في علم النفس

1- الذاكرة الفورية

تشير الذاكرة الفورية إلى القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في الوعي، حيث تظهر هذه القدرة عندما يتذكر المرء رقم هاتف طويلاً بما يكفي لإجراء مكالمة، وتختلف الذاكرة الفورية عن الذاكرة طويلة المدى، وهي القدرة على تخزين المعلومات لاستخدامها لاحقًا، غالبًا على مدى فترات طويلة جدًا مثل الأسابيع أو الأشهر أو السنوات.

أول تقييم معروف للذاكرة الفورية هو اختبار مدى الذاكرة، حيث يتم إعطاء الشخص سلسلة من العناصر مثل الأرقام للإبلاغ عنها بالترتيب الذي قدمت به، تبدأ التسلسلات صغيرة وتزداد في الحجم حتى تصل إلى طول يتجاوز باستمرار قدرة الشخص على الإبلاغ، والحد الأقصى للطول الذي يمكن لأي شخص الإبلاغ عنه باستمرار هو مساحة ذاكرة الشخص.

2- الذاكرة العاملة

تشير ذاكرة العمل إلى القدرة على معالجة المعلومات بنشاط في الذاكرة الفورية، حيث من الممكن التفكير في الذاكرة الفورية كعنصر من مكونات الذاكرة العاملة، يميز بعض علماء النفس بين مهام نطاق الذاكرة البسيطة ومهام الذاكرة المعقدة، ويُعتقد أن مهام نطاق الذاكرة البسيطة تستغل قدرة الشخص على الاحتفاظ الفوري، بينما يُعتقد أن مهام نطاق الذاكرة المعقدة تستفيد من قدرات الشخص ذات الترتيب الأعلى.

3- الذاكرة العرضية طويلة المدى

تشير الذاكرة العرضية طويلة المدى إلى القدرة على تخزين أجزاء معينة من المعلومات في الذاكرة للوصول إليها في وقت لاحق، واسترداد تلك المعلومات بعد مرور ساعات أو أيام أو شهور أو حتى سنوات، تمثل الذاكرة طويلة المدى والذاكرة الفورية نوعين مختلفين من القدرات.


شارك المقالة: