تنمية شعور الطلاب بالهدف في العملية التعليمية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الهدف في التدريس التربوي:

يقصد بالغرض أو الهدف: هو الدافع وراء الرغبة في الإنجاز والحصول على مستقبل مُرضٍ، ممّا يجعله أحد الأصول القيمة للغاية للطلاب، تشير الأبحاث إلى أن الطلاب الذين لديهم شعور قوي بالهدف لديهم:

  • عادات دراسية أكثر كفاءة.
  • أعلى درجات النجاح والرضا عن دراستهم.

تنمية شعور الطلاب بالهدف في العملية التعليمية:

بمثل هذه التأثيرات ذات المعنى يبدو من المهم أن يحاول المعلم تطوير الإحساس بالهدف لدى الطلاب، وهناك مجموعة من النصائح حول لكيفية مساعدة المعلمين في تنمية شعور الطلاب بالهدف، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

زرع الفضول:

لمساعدة الطلاب على اكتشاف ما يثير اهتمامهم وما الذي يحفزهم، يمكن للمعلمين التركيز على تنمية فضولهم في فصولهم الدراسية، ويمكنهم القيام بذلك عن طريق تعريض الطلاب لمجموعة متنوعة من الموضوعات ومسارات الحياة في الفصل، وعندما يلاحظ المعلمون الطلاب يتفوقون في منطقة معينة يجب أن يشيروا إلى ذلك، وعلى المعلم إلهام الرهبة وشجع الطلاب على استكشاف أين يكمن شغفهم وأين يريدون إحداث فرق.

تشجيع التفكير الذاتي:

التفكير في رحلتك حتى الآن والمكان الذي تريد الذهاب إليه بعد ذلك هو مفتاح تطوير الإحساس بالهدف، ويجب على الطلاب أن يسألوا أنفسهم ما الذي يجعلهم سعداء، وما الذي يهمهم.

يجب عليهم أيضًا التفكير في التعليقات الواردة من الآخرين والاستماع إلى ما يفكر فيه الآخرون ويقدرونه بشأنهم، ويمكن للمدرسين تشجيع هذه القدرة الانعكاسية من خلال استجواب الطلاب أنفسهم.

تحديد الهدف:

يقوم الطلاب الذين يملكون إحساس بالغرض على وضع مجموعة من الأهداف الواضحة، ومحددة بناء على ما يهمهم، ويضعون خططًا واقعية من أجل القيام على تحقيق هذه الأهداف، ويمكن للمعلم التربوي حث الطلاب على وضع أهداف ذكية محددة وقابلة للقياس والتحقيق ومحددة بوقت زمني، وبما يتماشى مع تطور إحساسهم بالهدف.

النموذج والمعلم:

يمكن أن يكون للمدرسين الذين يصوغون إحساسهم بالهدف تأثيرًا قويًا على الطلاب أثناء استكشافهم لقيمهم وتطلعاتهم، ويجب أن يكون المعلمون مرشدين ونماذج، على الرغم من أنّ وجود إحساس قوي بالهدف له فوائد واضحة إلا أن البحث عن الإحساس بالهدف قد يكون مزعجًا ومرهقًا.

يحتاج الطلاب إلى الدعم خلال هذه العملية، ويمكن للمدرسين تقديم هذا الدعم، ولكن يجب عليهم أيضًا الحفاظ على توقعات عالية، لأن هذا سيعطي الطلاب هدفًا للسعي للوصول إليهم، وعلى المعلم تعزيز قدرة الطلاب على تحقيق ما يخططون للقيام به وأكثر من ذلك، سيعمل هذا أيضًا على تعزيز تنمية عقلية النمو لديهم والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالشعور بالهدف.

التواصل مع العالم الحقيقي:

في كثير من الأحيان يرى الطلاب التعليم على أنّه شيء عليهم أن يكافحوا من خلاله حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم، ويحتاج المعلمون إلى إظهار الطلاب أن التعليم أقرب إلى واقع حياتهم ممّا قد يعتقدون.

وجعل الطلاب يشاركون في مشاكل العالم الحقيقي وتعليمهم عن الأشخاص الملهمين، ولسد الفجوة بين الفصل الدراسي والحياة أيضًا، منح الطلاب صوتًا وهذا يساعدهم على إدراك القوة التي لديهم لإحداث فرق في الأشياء التي يهتمون بها.

في الفصل الدراسي يُعد منح الطلاب فرصًا لاستكشاف الغرض مسؤولية مهمة، بحيث كلما بدأنا مبكرًا في استكشاف هذه الفرص من خلال المدرسة كان ذلك أفضل.

ويعتقد أنّه إذا لم يستكشف هذا الإحساس بالهدف في وقت مبكر من الحياة فقد يكون من الصعب حقًا العثور عليه لاحقًا، وفي بعض الأحيان يرى الطلاب التعليم على أنه شيء يتعين عليهم اجتيازه حتى يتمكنوا من المضي قدمًا في حياتهم، وما يتعين على المعلم التربوي القيام به في التعليم هو أن يظهر لهم أنّ حياتهم وتعليمهم أقرب إلى المرادفات من المتضادات.

ويمكن للمعلمين أن يبدؤوا صغارًا في الفصل الدراسي، والتفكير في الدوائر متحدة المركز، والبداية بالفصول الدراسية والمجتمعات المدرسية في المركز.

ومشاركة الطلاب في طرح الأفكار ما يرغب المعلم التربوي في معرفة أو ما المشاكل التي قد يكون قادر على حلها، ويمكن للمدرسين بعد ذلك تنظيم الفرص للتداخل مع المناهج الدراسية بناءً على هذه الاهتمامات.

سيشهد بعض المعلمين قيام الطلاب بدفع الحدود واستكشاف كيف تتوافق اهتماماتهم مع مجتمع عالمي ومترابط.

بناء الوعي الذاتي في وقت مبكر:

يجب أن يساعد المعلمون الطلاب على إدراك أن رحلتهم نحو الهدف، وكيف يرغبون في المساهمة في العالم، وينبغي على المعلم التربوي البدء بالتعرف على الطلاب ومن ثم تقديم العون والمساعدة للطلاب من أجل التعرف على انفسهم.

ينبغي أن يكون المعلم بمثابة نموذج وموجه:

جزء كبير من تعليم الطلاب الصغار هو مراقبة وتقليد الكبار في حياتهم وتقليدها حتى يصلوا إليها، ولكن أن مشاركة الطلاب أهدافهم لا يجب أن يكون المعلم على مستوى شخصيات عالمية، على الرغم من أنّه يمكن أن يكون كذلك بالتأكيد، ويمكن أن يبدأ المعلم بكونه فردًا محبًا ومسؤولًا في البيئة الصفية ويمتد إلى إدراك تصرفات وسلوكيات مع الأصدقاء وزملاء العمل وغيرهم.

يستمتع الطلاب بالسماع من معلميهم عن سبب اختيارهم لأن يكونوا مدرسين، وكيف تبدو وظيفتهم حقًا ولماذا يستمتعون بالقدوم إلى العمل كل يوم، حيث تعد مناقشة سبب اختيارنا لوظائفنا النهارية أو الليلية وغيرها من الاهتمامات طريقة أساسية لإثبات الغرض أو كما هو الحال في بعض الأحيان، وأنّ شرح سبب توافق إجراء تغيير في عملنا ومصالحنا اليومية بشكل أفضل مع قيمنا وتحقيق المزيد معنى لحياتنا.

طرح المعلم التربوي أسئلة جيدة:

لا يزال التقييم يلعب دورًا رئيسيًا في تطوير الغرض، على الرغم من أن هذا يتجاوز الاختبار التقليدي، وبناء على آراء معظم الخبراء في الفصول الدراسية ومجال التعليم فإنّ إحدى أفضل الطرق لمعرفة ما إذا كان الطلاب يبنون المعرفة الذاتية هو طرح أسئلة رائعة حقًا.

ويمكن للمدرسين وأولياء الأمور والموجهين طرح مجموعة من الأسئلة، مثل: ما الذي شعرت أنّه سار بشكل جيد بالنسبة لك هذا الأسبوع في فصل العلوم ؟ والتدرج إلى الأسئلة الصعبة التي لا يمكن الإجابة عنها أحيانًا مثل: ماذا تريد أن تقول عن حياتك في نهاية الأمر ؟ وحث الطلاب على التفكير في أنفسهم، وتشجيع التعليقات من الزملاء والأشخاص المهمين الآخرين في حياة الطلاب كشكل آخر من أشكال تقييم التقدم نحو تطوير إحساس قوي بالهدف.

منح المعلم التربوي الطلاب حق التصويت والاختيار:

ينبغي على المعلم التربوي عدم التقليل من صوت الطالب واختياره في المساعدة على تشكيل نتائج التعلم، حيث لا تتمتع كل المجتمعات بنفس الفرص وسيكون هؤلاء متنوعين مثل الطلاب والمعلمين الذين يشكلون كل مدرسة ومجتمع محلي.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور.استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.


شارك المقالة: