توجيهات إيداع الطفل غير السوي في معاهد داخلية من وجهة نظر باتشاو وبيريل

اقرأ في هذا المقال


إيداع الطفل غير السَّوي بمعهد داخلي

لا شكّ بأنَّ إيداع الطفل غير السَّوي بمعهد داخلي وإبعاده عن الأسرة يكون مشكلة لكل من الطفل والوالدين، وينبغي على المرشد أن يقدم المساعدة لتخطي هذه المشكلة، حيث يجب ألا يكون التفكير في إيداع الطفل بالمعاهد الداخلية قائماً على مجرد مستوى الذكاء أو الفئة التصنيفية التي أُلحِقَ بها.

إيداع الأطفال غير السويين في معاهد داخلية هو موضوع معقد وحساس يثير الكثير من الجدل بين المختصين في مجال التربية وعلم النفس. يتناول هذا الموضوع قضايا متعددة تتعلق بالصحة النفسية، والبيئة الاجتماعية، والتعليم، وتأثيرات الفصل عن الأسرة. من بين الباحثين الذين قدموا رؤى نقدية ومفيدة في هذا السياق هما “باتشاو” و”بيريل”، اللذان طرحا وجهات نظر متميزة حول هذا الموضوع. فيما يلي سنتعرف على توجيهات “باتشاو” و”بيريل” بخصوص إيداع الأطفال غير السويين في معاهد داخلية وتأثير ذلك على نموهم وتطورهم.

مفهوم الطفل غير السوي

يشير مصطلح “الطفل غير السوي” إلى الأطفال الذين يظهرون سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً، أو يعانون من اضطرابات نفسية أو سلوكية تؤثر على قدرتهم على التكيف مع البيئة المحيطة. تشمل هذه الاضطرابات مشاكل مثل اضطرابات السلوك، والقلق، والاكتئاب، واضطرابات التعلم، وفرط النشاط، ونقص الانتباه، وغيرها.

الأسباب التي تدعو الوالدين إلى إيداع طفلهم المعاق في المعاهد الداخلية

  • عندما تكون متطلبات الطفل تدعو إلى خدمات من نوع يَصعب توفيرها في الأسرة.
  • عندما يكون الطفل قد أصبح يُشكّل خطراً على ذاته أو على أهله أو على المجتمع.
  • عندما تكون مُعاناة الأسرة نفسها ومتاعبها مُنبثقة من وجود الطفل، وأنَّها أصبحت تُهدّد وحدة الأسرة وانسجامها.

توجيهات إرشادية لإيداع الآباء الطفل المعاق في المعاهد الداخلية

  • يجب أن يُنظَر لفكرة إلحاق الطفل إلى معاهد داخلية على أنَّه الحل الأخير الذي يمكن أن تضعه الأسرة بالاعتبار، وذلك فقط بعد أن يَصعُب الانتفاع من البيئات الأقل تقييداً.
  • إنَّ قرار الحاق ووضع الطفل بمعاهد داخلية، يجب أن يكون قرار مشترك يتضمن كل من الوالدين والأخصائيين المشتركين في رعاية الطفل.
  • إذا كان مستطاع على الأطلاق فينبغي أن يواصل الوالدان في تآلفهما مع الطفل، والقدوم إليه واصطحابه إلى البيت في عطلات آخر الأسبوع وغيرها من المناسبات والعطلات.

فوائد ومخاطر إيداع الأطفال في المعاهد الداخلية

الفوائد المحتملة

  • البيئة المراقبة والموجهة: توفر المعاهد الداخلية بيئة خاضعة للرقابة حيث يمكن للأطفال الحصول على توجيه مستمر ومراقبة سلوكية دقيقة. يساعد هذا في توفير استراتيجيات التعامل مع السلوكيات غير السوية والتدخلات العلاجية المناسبة.

  • الوصول إلى الموارد المتخصصة: تتيح المعاهد الداخلية للأطفال الوصول إلى برامج تعليمية وعلاجية متخصصة لا تكون متاحة في بيئتهم المنزلية. قد يشمل ذلك علاج النطق، والعلاج السلوكي، والاستشارة النفسية.

  • توفير الروتين والانضباط: توفر المعاهد الداخلية روتينًا يوميًا وهيكلية يمكن أن تكون مفيدة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات في السلوك. يساعد هذا على ترسيخ الانضباط الذاتي وتحسين القدرة على التكيف مع الأنظمة الاجتماعية المختلفة.

المخاطر المحتملة

  • فصل الطفل عن الأسرة: يمكن أن يؤدي إيداع الطفل في معهد داخلي إلى فصل عاطفي عن الأسرة، مما قد يؤثر سلبًا على نمو الطفل العاطفي والنفسي. يعتقد بعض الباحثين أن الروابط الأسرية القوية ضرورية لتطوير الصحة النفسية السليمة للأطفال.

  • الإحساس بالعزلة: قد يشعر الأطفال في المعاهد الداخلية بالعزلة عن مجتمعهم وأقرانهم، مما قد يؤدي إلى مشاعر الوحدة والاغتراب. قد تؤدي هذه التجارب إلى تفاقم المشاكل النفسية بدلاً من حلها.

  • إمكانية تعرضهم لتجارب سلبية: في بعض الحالات، قد يتعرض الأطفال في المعاهد الداخلية لتجارب سلبية، مثل التنمر أو الإهمال، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاضطرابات النفسية والسلوكية لديهم.

وجهة نظر باتشاو وبيريل حول إيداع الأطفال في المعاهد الداخلية

1. وجهة نظر باتشاو

باتشاو يرى أن إيداع الأطفال غير السويين في معاهد داخلية يمكن أن يكون حلاً مؤقتًا وضروريًا في بعض الحالات، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر وبإشراف مستمر. يؤكد باتشاو على النقاط التالية:

  • التقييم الشامل: يجب إجراء تقييم شامل للطفل قبل اتخاذ قرار إيداعه في معهد داخلي. ينبغي أن يشمل التقييم الجوانب النفسية، والسلوكية، والاجتماعية، والتعليمية للطفل، بالإضافة إلى فهم الظروف الأسرية والبيئية التي يعيش فيها.

  • التدخل العلاجي الشامل: يوصي باتشاو بأن تكون البرامج التعليمية والعلاجية في المعاهد الداخلية شاملة، بحيث تتضمن التعليم الأكاديمي، والعلاج السلوكي، والدعم النفسي. كما يؤكد على أهمية إشراك الأسرة في العملية العلاجية لضمان استمرارية الدعم بعد الخروج من المعهد.

  • التقييم الدوري والتخطيط للعودة: يشدد باتشاو على ضرورة إجراء تقييمات دورية للطفل أثناء وجوده في المعهد لتقييم تقدمه وتعديل البرامج حسب الحاجة. كما ينبغي التخطيط لعودة الطفل إلى بيئته الأسرية والاجتماعية بمجرد أن يكون مستعدًا لذلك.

2. وجهة نظر بيريل

بيريل لديه نظرة أكثر تحفظًا تجاه إيداع الأطفال غير السويين في معاهد داخلية. يعتقد بيريل أن هذا الخيار يجب أن يكون الملاذ الأخير، ويؤكد على أهمية التدخلات الأسرية والمجتمعية. ويرى بيريل أن:

  • التدخلات المبكرة في البيئة الطبيعية: يفضل بيريل التدخلات التي تحدث في البيئة الطبيعية للطفل، مثل المنزل والمدرسة. يعتقد أن العلاج في بيئة الطفل الطبيعية يمكن أن يكون أكثر فعالية لأنه يساعد الطفل على تطوير مهارات التأقلم والتكيف في نفس السياق الذي يعيش فيه.

  • تعزيز الروابط الأسرية: يؤكد بيريل على أن تعزيز الروابط الأسرية يعتبر جزءًا أساسيًا من عملية العلاج. يوصي بتقديم الدعم للأسرة نفسها للتعامل مع تحديات رعاية الطفل غير السوي، بدلاً من اللجوء مباشرة إلى إيداع الطفل في معهد داخلي.

  • أهمية الدعم المجتمعي: يرى بيريل أن الدعم المجتمعي، مثل مجموعات الدعم المحلية والخدمات النفسية والاجتماعية، يمكن أن يوفر بديلاً فعالًا للإيداع في المعاهد الداخلية. هذا النوع من الدعم يمكن أن يساعد في تعزيز شعور الطفل بالانتماء وتقليل الإحساس بالعزلة.

تتباين وجهات نظر باتشاو وبيريل حول إيداع الأطفال غير السويين في معاهد داخلية، حيث يرى كل منهما أن لهذا الخيار فوائده ومخاطره. ومع ذلك، يتفق الاثنان على أن أي قرار يتعلق بإيداع الطفل في معهد داخلي يجب أن يكون مدروسًا بعناية، ويجب أن يتم بعد تقييم شامل واعتبار جميع الخيارات المتاحة الأخرى. من الضروري أن يكون الهدف النهائي دائمًا هو دعم نمو الطفل وتطوره بشكل سليم، مع الحفاظ على صحته النفسية والعاطفية.


شارك المقالة: