اقرأ في هذا المقال
- خصائص البيئة المدرسية الإيجابية لتنمية الموهبة والإبداع
- مؤشرات البيئة المدرسية الإيجابية لتنمية الموهبة والإبداع
خصائص البيئة المدرسية الإيجابية لتنمية الموهبة والإبداع:
1- المناخ المدرسي العام:
تتضمن أسس السياسات التربوية في أغلب المجتمعات على أهمية تثبيت المبادئ والمشاركة والعدل والديمقراطية وعاداتها، كما تتضمن الأسس التي تنبثق منها فلسفة التربية على أن المشاركة السياسية والاجتماعية في نمط النظام الديمقراطي وهي حق للفرد وواجب عنه تجاه مجتمعه.
أما من الناحية العملية فإنه يصعب تطور القيم الديمقراطية في المجتمع، وإذا لم يشعر المعلمون والطلبة أنهم أعضاء في مجتمع تحل مشكلاته عن طريق الممارسة الديمقراطية، والتي تعتبر هدف مهم للتربية ووسيلة لها أيضاً، من أجل تحقيق الترابط في المجتمع، وحتى يمكن تحقيق ذلك لا بد من تأكيد المبادئ والقيم الديمقراطية في التعامل على كل المستويات.
وأيضاً من المبادئ والقيم الديمقراطية ممارسة المواطنة، والموافقة على التنوع والاختلاف في الأفكار والاتجاهات، والعمل بروح الفريق وبمشاركة جميع الأطراف ذات العلاقة، وضمان حرية التعبير والمشاركة بالأخذ والعطاء، وتقبل النقد البناء واحترام آراء الآخرين.
2- المناخ الصفي المثير للتفكير:
تعيين العمليات والمهارات التي تحدث داخل الصفوف بشكل كبير، وتحديد البيئة داخل المدرسة الملائمة لرعاية الموهوب أم لا، ومن السمات التي يتم توافرها في الفصل المعزز للتفكير نذكر ما يأتي من الجو العام للفصل المحفز والمثير بالوسائل وتجهيزات وأثاث التي تكون موجودة، ولا يختصر المعلم معظم وقت الحصة، والطالب هو أساس النشاط داخل الصف، وتكون أسئلة المعلم تحتوي على مهارات التفكير العليا (كيف؟ لماذا؟ ماذا لو؟)، وردّات فعل المعلم على مداخلات الطلبة التي تستدعي التفكير.
3- وضوح فلسفة المدرسة وأهدافها:
غالباً ما يكون خطأ الاعتقاد أن فلسفة التربية وأهداف التربية والتعليم العامة والخاصة ومبينه للمعلم والمتعلم، وتفترض الأساسيات التربوية أن المناهج الدراسية إذا تم تنفيذها حسب الأصول، فإن تلك الأهداف الموضوعة سوف تتحقق، ولكن في الواقع يقوم الباحث في الميدان وتدل إلى عدم وضوح فلسفة التربية أهدافها، بالإضافة لأهم مكونات العملية التربوية من الإدارة والمعلمين والطلبة وأولياء أمور.
كما أن نقطة الانطلاق لأي عمل إبداعي وتنطلق من وضوح الرؤية والهدف، فالمدرسة التي تنمي الإبداع هي التي توفر فرص للعديد من الزوايا المتعلقة بالعملية التربوية لمعرفه خوارج التربية وأسسها، حتى نتمكن من التوصل إلى قاعدة مدمجة يمكن للأغلب من أن يحقق أهداف واضحه ويعتبر من أهمها هدف تطوير الإبداع والتفكير للطلاب وكذلك المعلمين.
4- توافر مصادر التعلم وفرص اكتشاف المواهب:
تعد البيئة المدرسية التي تتوافر فيها مصادر التعلم وفرص المعرفة لدى الطالب من استعداد واهتمام، وهي تعتبر أساس لبناء برامج المدرسة التي يعتبر هدفها تنميه التفكير والإبداع، فما هي الطريقة التي يمكن معرفه الطالب الذي يوجد عنده رغبة في التفوق والإبداع في جانب الموسيقى، وبعدها الاهتمام دون أن تتوافر الآت موسيقية، ووجود فرصه للتدرب والعزف عليها وتكون تحت إشراف مدرس متخصص.
وكيف يمكن اكتشاف طالب آخر لديه قدرات للتفوق في الحاسوب والبرمجة، إذا لم يتوافر لديه فرصة لاستغراق أوقات كافية للتعامل مع الحاسوب وبرامجه بإشراف معلم، وهكذا يكون من الصعب توافر مصادر تعليمية في المدارس التي يكون لديها مواردها قليلة، وأن تكون قادرة على توفير بيئة إيجابية لإثارة استعداد الطالب وتفعيل قدراته لبلوغ درجات عالية من الأداء الذي قد يصل حدود الإبداع بالمعايير المدرسية أو الوطنية.
5- تنويع أساليب التقييم:
لقد مر حوالي نصف قرن منذ بدء (جيلفورد) لإخضاع مصطلح الإبداع للبحث والتجريب العلمي، ومع كل الجهود التي قدمها الباحثون وعلماء متميزون، وفي هذا الموضوع إلا أنه يبدو واضح أن مصطلح الإبداع يقتصر على القياس والتنبؤ الدقيق.
ولا تزال المؤسسات التعليمية في أغلب المجتمعات التي تتبع استخدام الأسلوب التقليدي البسيط في قياس تحصیل الطالب، ومن خلال الامتحانات المدرسية التي تقيس مهمات في درجة التفكير المتقارب، والذاكرة قصيرة المدى لاستنتاجات رقم أو حرف لا يحمل في ذاته معنی، ولكنه مقبول في أغلب الدوائر الأكاديمية لمعرفة درجة قدرات الفرد التحصيلية.
وعندما نتكلم عن المدرسة والإبداع والسيطرة على الوقت ذاته لعلامة الامتحان، فإننا في الواقع نقيس سلوك يحمل في طياته تناقض واضح، لا بد من السيطرة عليه حتى يتم الانتقال إلى مرحلة متقدمة في تقدير الإبداع، وقد يكون العمل المستمر من أجل فك الارتباط بين المعرفة والعلامة ومواجهة، وهذا العمل خطوة أولى للخروج من التناقض، ثم تكون مرحلة تدخيل أساليب حديثة لتقييم درجة تقدم الطالب وإنجازه مثل تقييم المحكمين وتقييم الذات وغيرها.
مؤشرات البيئة المدرسية الإيجابية لتنمية الموهبة والإبداع:
1- مستوى الانتماء للمدرسة والارتباط بها:
الانتماء للمؤسسة عامل مهم في نجاح وتحقيق أهدافها، لا فرق في ذلك بين مؤسسة تعليمية أو غير تعليمية خاصة أو عامة، ويمكن أن يكون مستوى انتماء المعلمين والطلبة إلى مدرستهم يستدل من ذلك من خلال دراسة بيانات حضور وغياب الطالب وبالإضافة إلى الانتقال والنشاط التطوعي الموجه والحفاظ على تجهيزات المدرسة.
2- مستوى التحصيل الدراسي والإنجازات:
إن التحصيل الدراسي للطالب والعمل المتنوع للمعلم والطالب من المؤشرات الضرورية على فاعلية المدرسة ونجاحها، ويتمثل التحصيل الدراسي بنتائج الطالب في الامتحان المدرسي والعامة، كما تتمثل إنتاجات المدرسة بعامة في الإنتاجات الأدبية والعلمية والفنية لطلبتهم ولمعلميهم، وفي المشروعات والنشاطات التي تقوم بها لخدمة المجتمع المحلي.
3- المجالس المدرسية:
تتميز المدرسة التي تنمي الإبداع وتهتم بالمواهب بوجود هيئات ومجالس وجمعيات ونواد مختلفة وفاعلة، وتتكون من الطلبة والمعلمين والآباء وغيرهم من المهتمين بالتربية والتعليم في المجتمع المحلي، ولا يكفي أن تشكل مجالس للطالب والمعلم وأولياء الأمور في بداية العام الدراسي كما العادة.
حيث لا بد من توافر أهداف للمجالس وخطط عمل وآليات التنفيذ والمتابعة والتطبيق، حتى تعمل على تطوير جميع جوانب العملية التربوية بما يكفل تنمية التفكير والإبداع.
4- العلاقات المدرسية:
تتضمن العلاقات المدرسية المعلم والطالب والإداري، كما تتضمن العلاقات مع أولياء الأمور والمجتمع المحلي، وينتج على هذه العلاقات إما رفع درجة الدافعية للتعليم والتعلم، أو عدم تقبل المدرسة وتدني درجة الدافعية للتعلم، إما تثبيت مفاهيم الأمن والحرية أو مشاعر الخوف أو الرفض بالإضافة إلى العبودية والتقبل.
وفي الحالة الأولى ينتشر شعور الرضا والثقة بالنفس والاستقلالية بالإضافة إلى والرغبة في المشاركة، أما في الحالة الثانية ينتشر شعور الإحباط والعجز والاتكالية والهروب من مواجهة المسؤوليات وحل المشكلات ومن المتوقع أن تكون البيئة المدرسي التي تهيئ للجميع أن ينجزوا بها كامل طاقاتهم وإمكاناتهم من خلال المناخ والديمقراطية الصالحة لتطوير عناصر الموهبةوالإبداع لدى الجميع.