اقرأ في هذا المقال
خطوات إجراء دراسة الحالة في الإرشاد النفسي:
عندما يقوم المرشد بعملية الإرشاد النفسي بصورة صحيحة، فلا بدّ وأن تكون الإجراءات التي تترافق مع دراسة الحالة مكتملة الأركان والمضامين، وهذا الأمر يتطلّب من المرشد أن يقوم بعدد من الخطوات التي من شانها أن تجعل من العملية الإرشادية ذات مخرجات سليمة، ومن أبرز هذه الإجراءات موافقة الحالة على الدراسة الإرشادية وتحديد المشكلة، وما هي أبرز الاهتمامات والأهداف، والحلول المتوقعة، وبالتالي التقييم الكلي للمشكلة الإرشادية.
ما أبرز خطوات إجراء دراسة الحالة في العملية الإرشادية؟
1. قبول الحالة وتحديد المشكلة:
في بداية الأمر لا بدّ من وجود موافقة إيجابية ما بين المرشد والمسترشد، وهذا التوافق يكون ضمن أسس وأطر تلتقي مع أهداف وأخلاق عملية الإرشاد النفسي، وأن يدرك كلا الطرفين أنّ الهدف من العملية الإرشادية هو إنساني بحت، ولا توجد أي أهداف مادية أو ربحية نتيجة الموافقة على هذا الأمر.
عادةً ما يقوم المرشد بتحليل أسباب وقوع الحالة في مشكلة من خلال الاستعانة بالمدرسة أو الجامعة أو أي ملاحظات تمّ تدوينها حول شخصية المسترشد، كما ويتمّ الاستعانة بالأسرة والأصدقاء والمجتمع المحيط؛ لأخذ صورة تقريبية صحيحة حول شخصية المسترشد ومحاولة معرفة نقطة التحوّل التي حصلت في الشخصية، وبعد ذلك يقوم بأرشفة هذه المعلومات وتحليلها بصورة واقعية، وخلال هذا التحليل يتمّ وصف المشكلة بصورة إرشادية صحيحة، وما هي الأساليب العلاجية التي من الممكن استخدامها، وما هي أبرز المتطلبات الواقعة على عاتق كلّ من المرشد والمسترشد.
2. تحديد أبرز اهتمامات المسترشد:
لا بدّ وأن يتم جمع البيانات الصحيحة عن الحالة التي يتمّ دراستها خلال العملية الإرشادية، وذلك لتحديد أبرز الاهتمامات الخاصة بالمسترشد الخاصة بأبرز الاحتياجات والاهتمامات، وما هو السبيل الصحيح لتلبية هذه الاحتياجات بصورة صحيحة تساعده في الانخراط ضمن شخصية الواثق بنفسه.
3. تحديد الأهداف:
لا يمكن القيام بأي عملية إرشادية ما لم يتمّ تحديد الأهداف التي ينبغي تحقيقها خلال عملية جمع المعلومات، وأثناء عملية التحليل والتقييم، ومعرفة المخرجات النهاية وهل تتوافق مع الأهداف المتوقّع إنجازها، وهذا الأمر يحدث بصورة توافقية ما بين المرشد والمسترشد بحيث يتمّ تحديد الأهداف المنوي تحقيقها بصورة واضحة، ويتمّ تدوين هذه الأهداف وتحقيق الأولى منها، وخلال تحقيق هذه الأهداف لا بدّ وان تتوافق مع المعايير والأطر الإنسانية، ولا بدّ وان تكون حقيقية، ولا بدّ وان تلامس هذه الأهداف منطق الواقع بعيداً عن الخيال والمفاجئات غير المنطقية.
4. تحديد الاستراتيجيات العلاجية:
عندما يتمّ الوقوف على أسباب المشكلة والأهداف التي تساعد في تحليل المشكلة ومحاولة التخلّص منها، فلا بدّ من تحديد عدد من الاستراتيجيات العلاجية المدروسة بصورة منطقية جيّدة من قبل المرشد النفسي، وهذه الاستراتيجية العلاجية لا بدّ للمرشد من أن يطلعها على المسترشد وأن يحدّد أبرز الأولويات وأكثر الطرق التي تزيد من فرص النجاح في تحقيق العملية الإرشادية بصورة منطقية صحيحة.
5. رسم خط قاعدي علاجي للسلوك المراد تغييره:
إنّ عملية الإرشاد النفسي بصورة عامة تتعامل مع مشكلة يتمّ تحديدها مع تكرار الجلسات والمزيد من المعلومات والتحليلات، وهذا الأمر يضع أمام طرفي العملية الإرشادية المشكلة بصورة واضحة دقيقة، بحيث يتمّ رسم خطّة علاجية واضحة ومضمونة النتائج كونها مجرّبة من قبل المرشد، تتضمن خطط تعمل على تغيير السلوك السلبي الذي أدّى إلى تغيّر السلوك.
6. تنفيذ الخطة العلاجية:
في نهاية الأمر وبعد القيام بتحديد المشكلة ووضع الخطط اللازمة للتنفيذ، لا بدّ من البدء في مرحلة التنفيذ على أرض الواقع، وذلك من خلال تنفيذ الاستراتيجية التي تمّ التوافق عليها وتحقيق الأهداف المرجوّة من العملية الإرشادية.
7. تقييم أداء المسترشد:
هل كان أداء المسترشد والمعلومات التي أدلى بها صحيحاً، وهل كان تنفيذه للخطّة الاستراتيجية وعملية تحقيق الأهداف تجري ضمن أطر صحيحة؟ إن كانت كذلك فيتم وضع تقييم مبدئي وتقييم كلي لأداء المسترشد، وإن كان التنفيذ غير صحيح من قبل المسترشد فيتمّ تدوين ذلك واتخاذ بعض الإجراءات عليه.
8. تقييم إنجازات المرشد:
لا بدّ من تقييم أداء المرشد ومعرفة الخطط التنفيذية التي قام باتخاذها أثناء سير عمل العملية الإرشادية، فهل كان المرشد كفؤاً، أم أنه لا يملك الخبرة الإرشادية وغير قادر على إدارة دفّة العملية الإرشادية، وهل التزم بالخطط التنفيذية وقام بتحقيق أهداف العملية الإرشادية أم لا؟
9. إنهاء العملية الإرشادية:
خلال هذه المرحلة يتمّ الانتهاء من العملية الإرشادية إما لوجود تحسّن كبير في حالة المسترشد، أو للاكتفاء من المقابلات في هذه المرحلة والحاجة إلى بعض الراحة ومعرفة التغيير الذي طرأ على حالته بعد خضوعه للعملية الإرشادية.