خمس فرضيات تفسر علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


خمس فرضيات تفسر علم النفس الاجتماعي:

1- فرضية المواقف:

في علم النفس الاجتماعي يُعرَّف الموقف بأنه التقييمات العالمية المكتسبة مثل الأشخاص أو القضايا التي تؤثر على الفكر والعمل، والمواقف هي تعبيرات أساسية عن الموافقة والرفض، كما يقترح بيم (1970)، مثل الإعجابات وعدم الإعجاب والاستمتاع بآيس كريم الشوكولاتة، أو تأييد قيم حزب سياسي معين.

نظرًا لأن الناس يتأثرون بالعديد من العوامل في أي موقف معين، فإن المواقف العامة ليست دائمًا تنبؤات جيدة لسلوك معين، على سبيل المثال، قد يقدر الشخص البيئة ولكن لا يجوز له إعادة تدوير زجاجة بلاستيكية في يوم معين.

تتمثل فرضية المواقف في التمييز بين المواقف التقليدية المبلغ عنها ذاتيًا والمواقف الضمنية اللاواعية، بحيث وجدت التجارب التي تستخدم اختبار الارتباط الضمني، وبالمثل، وجدت إحدى الدراسات أنه في التفاعلات بين الأشخاص المختلفين، ترتبط المواقف الصريحة بالسلوك اللفظي بينما ترتبط المواقف الضمنية بالسلوك غير اللفظي.

إحدى المسلمات حول كيفية تكوين فرضية المواقف، والتي اقترحها أبراهام تيسر لأول مرة في عام 1983، هي أن  الإعجابات القوية والكراهية متأصلة في تكويننا الجيني، بحيث تكهن تيسر بأن الأفراد يميلون إلى اتخاذ مواقف قوية معينة نتيجة لسمات الشخصية الفطرية والمهارات الجسدية والحسية والمعرفية.

تتشكل المواقف أيضًا نتيجة التعرض لتجارب وبيئات مختلفة ومن خلال عملية التعلم، أظهرت العديد من الدراسات أنه يمكن للناس تكوين مواقف قوية تجاه الأشياء المحايدة التي ترتبط بطريقة ما بالمنبهات المشحونة عاطفياً، وتشارك المواقف أيضًا في عدة مناطق أخرى في علم النفس الاجتماعي من الانضباط، مثل المطابقة، جذب الأشخاص، والإدراك الاجتماعي.

2- فرضية الإقناع:

الإقناع هو وسيلة فعالة للتأثير على محاولات توجيه الناس نحو تبني موقف أو فكرة أو سلوك بوسائل عقلانية أو عاطفية، ويعتمد الإقناع على المناشدات بدلاً من الضغط الشديد أو الإكراه، ووجد أن عملية الإقناع تتأثر بالعديد من المتغيرات التي تقع عمومًا في واحدة من خمس فئات رئيسية وهي:

التواصل:

يتضمن المصداقية، والخبرة، والثقة، والجاذبية في علم النفس الاجتماعي.

الرسالة:

تتضمن درجات متفاوتة السبب، والعاطفة على سبيل المثال الخوف، من جانب واحد أو اثنين من جانب الحجج، وغيرها من أنواع المحتوى المعلوماتي.

الجمهور:

ويشمل مجموعة متنوعة من العوامل الديموغرافية، وسمات الشخصية، والأفضليات.

القناة:

تشمل الكلمات المطبوعة أو الراديو أو التلفزيون أو الإنترنت أو التفاعلات وجهاً لوجه.

السياق:

يشمل البيئة وديناميكيات المجموعة والمعلومات الأولية لتلك الخاصة بالرسالة.

تؤكد نظريات العملية المزدوجة للإقناع أن الإقناع يتم بوساطة طريقين منفصلين مركزي وطرفي، إن الطريق المركزي للإقناع يعتمد بشكل أكبر على الحقائق وينتج عنه تغيير طويل الأمد، لكنه يتطلب الحافز للمعالجة، والمسار المحيطي هو أكثر سطحية وينتج عنه تغيير أقصر أمد، لكنه لا يتطلب الكثير من الحافز للمعالجة.

3- فرضية الإدراك الاجتماعي:

يدرس الإدراك الاجتماعي كيف يدرك الناس ويفكرون ويتذكرون المعلومات عن الآخرين، بحيث تعتمد الكثير من الأبحاث على التأكيد على أن الناس يفكرون في الآخرين بشكل مختلف عن الأهداف غير الاجتماعية، ويدعم هذا التأكيد من جانب العجز الاجتماعي المعرفي التي أظهرها الناس مع متلازمة ويليامز ومرض التوحد.

إدراك الشخص هو دراسة كيفية تكوين الناس انطباعات عن الآخرين، وإن دراسة كيفية تكوين الناس لمعتقدات عن بعضهم البعض أثناء التفاعل هي الإدراك الشخصي، وموضوع البحث الرئيسي في الإدراك الاجتماعي هو الإسناد، والسمات هي كيف نفسر سلوك الناس، إما سلوكنا الخاص أو سلوك الآخرين.

أحد عناصر الإسناد ينسب سبب السلوك الجمعي إلى عوامل داخلية وخارجية، بحيث تتمثل الداخلية، أو الميول، الأسباب الإسناد الذي يحدث السلوك حسب الصفات الداخلية مثل شخصية أو التصرف فيها، والحرف، والقدرة، أما الخارجية، أو الظرفية، أسباب الإسناد الذي يحدث السلوك من قبل عناصر الظرفية مثل الطقس.

العنصر الثاني للإسناد في علم النفس الاجتماعي ينسب سبب السلوك إلى عوامل مستقرة وغير مستقرة أي ما إذا كان السلوك سيتكرر أو يتغير في ظل ظروف مماثلة، ويعزو الأفراد أيضًا أسباب السلوك إلى عوامل يمكن التحكم فيها ولا يمكن السيطرة عليها أي مدى سيطرة الفرد على الموقف الحالي.

ويتمثل خطأ الإسناد الأساسي في الميل إلى تحديد سمات السلوك الجمعي، والإفراط في تقدير تأثير الشخصية والتقليل من تأثير الموقف، والتحيز بين الفاعل والمراقب هو تنقيح لهذا، إنه الميل لإضفاء صفات مزاجية لسلوك الآخرين وإسناد ظرفية لأنفسنا.

والتحيز لخدمة مصالح ذاتية هو الميل إلى عزو أسباب النجاح للنجاح والأسباب الظرفية للفشل، لا سيما عندما يكون احترام الذات مهددًا، هذا يؤدي إلى افتراض نجاح المرء من السمات الفطرية، وأن فشل المرء يرجع إلى المواقف، ومن الطرق الأخرى التي يحمي بها الناس احترامهم لذاتهم من خلال الإيمان بعالم عادل، وإلقاء اللوم على الضحايا في معاناتهم، وإعطاء صفات دفاعية تشرح سلوكنا بطرق تدافع عنا ضد مشاعر الضعف والفناء.

4- فرضية الاستدلال:

الاستدلال هو اختصارات معرفية بدلاً من تقييم جميع الأدلة عند اتخاذ القرار، يعتمد الناس على الاستدلال لتوفير الوقت والطاقة والكشف عن مجريات الأمور توفر، بحيث يحدث عندما يقدر الناس على احتمال التوصل إلى نتيجة على أساس مدى سهولة تلك النتيجة هي أن يتم التخيل.

تم العثور على العديد من التحيزات الأخرى من قبل باحثي الإدراك الاجتماعي، والتحيز بعد فوات الأوان هو الذاكرة الكاذبة ووجود أحداث توقع، أو المبالغة في التوقعات الفعلية، بعد أن أصبحت على بينة من نتائج، لتأكيد التحيز هو نوع من التحيز مما يؤدي إلى الميل للبحث عن أو تفسير المعلومات بطريقة مسبقة يؤكد احد.

5- فرضية المخططات:

مفهوم رئيسي آخر في علم النفس الاجتماعي هو افتراض أن الواقع معقد للغاية بحيث لا يمكن تمييزه بسهولة، نتيجة لذلك نميل إلى رؤية العالم وفقًا لمخططات مبسطة أو صور للواقع، والمخططات هي تمثيلات عقلية معممة تنظم المعرفة وتوجه معالجة المعلومات، وغالبًا ما تعمل المخططات تلقائيًا ودون قصد، ويمكن أن تؤدي إلى تحيزات في الإدراك والذاكرة.

قد تحفز المخططات التنبؤات التي تقودنا إلى رؤية شيء غير موجود، وهذا النوع من المخططات عبارة عن صورة نمطية في علم النفس الاجتماعي، وهي مجموعة معممة من المسلمات حول مجموعة معينة من الناس وغالبًا ما ترتبط القوالب النمطية بالمواقف السلبية أو التفضيلية والسلوك وتُعرف مخططات السلوكيات بالنصوص.

مفهوم الذات في علم النفس الاجتماعي:

مفهوم الذات هو مجموع المعتقدات التي لدى الناس عن أنفسهم، بحيث يتكون مفهوم الذات من جوانب معرفية تسمى مخططات الذات أو المعتقدات التي لدى الناس عن أنفسهم والتي توجه معالجة المعلومات المرجعية الذاتية، هذه الذات هي جزء من هوية الفرد والمعلومات المرجعية الذاتية هي تلك التي تعتمد على الذات المناسبة لمعالجتها والرد عليها.

يتألف مفهوم الذات من مخططات ذاتية متعددة، بالنسبة للأفراد، يمكن لمجموعة من الأحداث العادية مثل تسوق البقالة، والملابس الجديدة، وتناول الطعام بالخارج، أو الذهاب إلى الشاطئ إثارة الأفكار حول الذات، سواء كان المرء يركز عقليًا على ذكرى أو محادثة أو رائحة كريهة أو أغنية عالقة في رأسه فإن الوعي الاجتماعي يشبه الضوء.


شارك المقالة: