اقرأ في هذا المقال
- الإرشاد والتوجيه المهني
- الخدمات التي يقدمها الإرشاد المهني
- دور الإرشاد المهني في اختيار المهنة المستقبلية
تتجسد فرحة الأهل دائماً بنجاح أبنائهم، ويفرح الشخص نفسه لنجاحه وتقدمه، ولكن هذا كله يبقى في البداية ولإكمال هذا النجاح، يبحث الفرد دائماً عن التخصّص ومهنة المستقبل التي ستُحدّد هوية الفرد في المجتمع.
الإرشاد والتوجيه المهني
يُعَدّ الإرشاد المهني أهم عملية يجب على الفرد الخضوع لها لأنَّها تمده بالمعلومات الكافية عن نفسه وعن ذاته، وتعطيه المعلومات المناسبة عن التخصصات المتاحة في الجامعات، وما يُناسبه من مهن في المستقبل، وأيضاً إنَّ التوجيه والإرشاد المهني يُعطي المساحة الكافية للفرد للتعرَّف على نفسه، قدراته وميوله وما يناسبها؛ وذلك لكي يحدث الرضا النفسي والرضا الوظيفي ومن بعدها الزيادة في الإنتاج.
الخدمات التي يقدمها الإرشاد المهني
يقوم المرشد المهني بتقديم المعلومات الكاملة عن التخصّصات والمهن المختلفة، وما هو مُتاح منها، وذلك من خلال ما يلي:
- تنظيم حصّص ومحاضرات خاصة بالاختيار الوظيفي.
- تقديم النشرات التي تتمتع بتقديم المعلومات السليمة تجاه التخصّصات السليمة والمهن المناسبة.
- عمل زيارات لمجموعة من الجامعات، والشرح المُفصل لتخصّصاتها وما يُناسبها من مهن مستقبلية.
- عمل اجتماعات للأهالي، وتقوم هذه الاجتماعات على تعريف الأهل بميول أبنائهم، وتعريفهم أنَّ لكل فرد معين ما يميزه عن الفرد الآخر، ومنها مساعدتهم على اتخاذ القرار السليم.
- يقوم المرشد المهني بطرح المهن المتاحة في المجتمع وما هي متطلباتها، واختيار التدريب العملي المناسب لها.
- القيام باختيار مجموعة من الأشخاص لديهم خبرات مهنية مُسبقه، بحيث يقومون بأنشطة مهنية؛ وذلك لزيادة المعلومات المهنية للطلاب، ومنها يستطيع الفرد اتخاذ قرار سليم مناسب لقدراته وميوله وتغيير أفكاره الخاطئة في اختيار العمل أو التخصص الذي لا يُناسبه.
دور الإرشاد المهني في اختيار المهنة المستقبلية
الإرشاد المهني هو عملية حيوية تهدف إلى مساعدة الأفراد في اختيار المسار المهني المناسب لهم بناءً على اهتماماتهم، مهاراتهم، وقيمهم الشخصية. في عالم اليوم المتغير بسرعة، يعد اختيار مهنة المستقبل قرارًا بالغ الأهمية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد ومستقبله المهني. يلعب الإرشاد المهني دورًا محوريًا في توجيه الأفراد لاتخاذ قرارات مهنية مستنيرة تضمن لهم النجاح والرضا الوظيفي على المدى الطويل.
1. فهم الذات وتحديد القدرات والاهتمامات
أول خطوة في اختيار مهنة المستقبل هي فهم الذات بعمق. من خلال الإرشاد المهني، يتمكن الأفراد من اكتشاف ميولهم واهتماماتهم الحقيقية. هذا يتضمن تقييم المهارات الشخصية، القيم، والقدرات التي يمكن أن توجههم نحو المهن التي تتوافق مع شخصيتهم. على سبيل المثال، قد يكشف الإرشاد المهني عن أن الشخص لديه ميول نحو العمل الفني والإبداعي، مما قد يدفعه للتفكير في مهن مثل التصميم الجرافيكي أو الكتابة الإبداعية.
2. توفير المعلومات المهنية والفرص المتاحة
واحدة من المهام الرئيسية للإرشاد المهني هي توفير معلومات دقيقة وشاملة عن مختلف المهن والفرص المتاحة في سوق العمل. يتمثل دور المرشد المهني في تقديم هذه المعلومات بشكل يساعد الأفراد على فهم متطلبات كل مهنة، الفرص الوظيفية المتاحة، توقعات النمو في هذا المجال، والرواتب المحتملة. هذا يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة الحقيقية بدلاً من الافتراضات أو التأثيرات الاجتماعية.
3. توجيه الأفراد نحو اتخاذ قرارات مهنية مدروسة
اختيار مهنة المستقبل ليس قرارًا يمكن اتخاذه بشكل عشوائي، بل يحتاج إلى تخطيط وتفكير عميق. الإرشاد المهني يساعد الأفراد على النظر إلى الخيارات المتاحة لهم من زوايا متعددة، مع مراعاة كل العوامل التي قد تؤثر على قرارهم المهني. من خلال جلسات الإرشاد المهني، يمكن للأفراد تقييم الخيارات المتاحة بناءً على مدى توافقها مع أهدافهم الشخصية والمهنية، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات مهنية مدروسة ومبنية على التفكير السليم.
4. تطوير المهارات اللازمة لسوق العمل
الإرشاد المهني لا يقتصر فقط على توجيه الأفراد لاختيار مهنة المستقبل، بل يشمل أيضًا مساعدتهم على تطوير المهارات اللازمة للنجاح في هذه المهنة. من خلال تحديد المهارات التي يحتاجها الفرد للتميز في مجاله المختار، يمكن للإرشاد المهني توجيه الأفراد نحو الدورات التدريبية، البرامج التعليمية، أو الأنشطة التي تساعدهم على اكتساب هذه المهارات. هذا يشمل أيضًا تحسين مهارات البحث عن العمل، كتابة السيرة الذاتية، والاستعداد للمقابلات الوظيفية.
5. التكيف مع التغيرات في سوق العمل
سوق العمل في تغير مستمر، مع ظهور وظائف جديدة واختفاء أخرى. هنا يأتي دور الإرشاد المهني في مساعدة الأفراد على التكيف مع هذه التغيرات. يمكن للمرشد المهني تقديم نصائح حول كيفية اكتساب مهارات جديدة أو التحول إلى مجالات عمل مختلفة إذا لزم الأمر. هذا يمكن أن يكون حاسمًا في تحقيق الاستدامة المهنية وضمان قدرة الفرد على التكيف مع تغيرات سوق العمل على المدى الطويل.
6. دعم الانتقال من التعليم إلى العمل
الانتقال من التعليم إلى العمل هو أحد المراحل الحساسة في حياة الأفراد، حيث يواجهون تحديات عديدة مثل العثور على أول وظيفة، التأقلم مع بيئة العمل، وبناء شبكة علاقات مهنية. الإرشاد المهني يلعب دورًا كبيرًا في دعم الأفراد خلال هذه المرحلة من خلال تقديم الإرشادات والتوجيهات حول كيفية التكيف مع البيئة العملية الجديدة، والاستفادة من الفرص المتاحة لتحقيق النجاح المهني.
الإرشاد المهني ليس مجرد أداة لتوجيه الأفراد نحو اختيار مهنة المستقبل، بل هو عملية شاملة تهدف إلى تمكين الأفراد من تحقيق أهدافهم المهنية والشخصية. من خلال فهم الذات، توفير المعلومات المهنية، تطوير المهارات، والتكيف مع تغيرات سوق العمل، يسهم الإرشاد المهني في وضع الأفراد على الطريق الصحيح لتحقيق النجاح والرضا الوظيفي، إن الاستثمار في الإرشاد المهني يمكن أن يكون أحد أفضل القرارات التي يمكن أن يتخذها الفرد في رحلته المهنية، حيث يضمن له بناء مستقبل مهني ناجح ومستدام.