اقرأ في هذا المقال
- مفهوم العلاج الأسري الاستراتيجي
- ما هو دور المعالج في نظرية العلاج الأسري الاستراتيجي
- الأساليب المستخدمة من قبل المعالج الأسري
مفهوم العلاج الأسري الاستراتيجي
العلاج الأسري الاستراتيجي هو نموذج علاجي ينظر إلى الأسرة كنظام متكامل، حيث تتفاعل جميع الأجزاء (الأفراد) بطريقة تؤثر على الكل (الأسرة ككل). ويهدف إلى تعديل أنماط التفاعل التي تؤدي إلى نشوء المشكلات. بدلاً من التركيز على تحليل المشكلات بعمق، يسعى المعالج الاستراتيجي إلى تقديم حلول عملية وسريعة من خلال استخدام استراتيجيات محددة ومصممة خصيصًا لكل أسرة.
العلاج الأسري الاستراتيجي يركز على النظام الأسري ككل، ولا ينظر إلى المشكلة من منظور فردي فقط. يرى المعالج الاستراتيجي أن المشكلات الأسرية تنبع من أنماط التفاعل المتكررة والمألوفة، وأنه من خلال تغيير هذه الأنماط يمكن للأسرة التغلب على التحديات. هذا النهج يعتمد على الحلول العملية والتدخلات السريعة التي تهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة.
ما هو دور المعالج في نظرية العلاج الأسري الاستراتيجي
يقوم المعالِج الأسري الاستراتيجي بجمع معلومات عن طبيعة المشكلة التي يتعرض لها العائلة، ومعرفة طبيعة التفاعلات المتكررة التي تسبب خلل وظيفي في سلوكيات أفراد العائلة، ويقوم بمعرفة الأهداف المُحددة من أجل التغيير، ومن خلال هذه المعلومات المطروحة يقوم المعالج الأسري الاستراتيجي برسم الاستراتيجية العلاجية للتخلص من المشكلة.
تحتوي الخطة العلاجية على مجموعة من المهمات والتوجيهات، يُقدمها المعالج الأسري الاستراتيجي للأسرة ككل أو يُقدمها لكل عضو بشكل منفرد، حيث تعمل هذه المهام على تطوير سلسلة التفاعلات التي تُشكّل الخلل الوظيفي، قد ترتبط هذه المهام بالهرمية أو الثالوث، واستمرار تكرار المشكلة.
مثال: عندما تكون الوالدة تتصف بالسيطرة ومتعلقة بابنها بشكل زائد، يقوم المعالج بتقديم توجيهات للوالد والابن بأن يقوم كل منهما معاً بنشاط ما لا ترغب به الوالدة ممَّا يجعلها لا تنسجم معهما في ذلك النشاط فيؤدي ذلك إلى التقليل التدريجي لضغط الوالدة على ابنها.
بعد الانتهاء من تقديم التوجيهات يقوم المعالج الأسري الاستراتيجي بقياس مدى استجابة الأسرة للتوجيهات المُقدمة، وبناءً على هذه الاستجابات يقوم المعالج بوضع الخطط المستقبلية للعلاج، لكن إن لم يتم تحقيق النتائج المطلوبة من العمليه العلاجية يقوم المعالج الأسري الاستراتيجي باستبدال الاستراتيجية المستخدمة أو يُطوّر أساليب علاجية جديدة في نفس الاستراتيجية إلى أن يتم التخلص من المشكلة.
يُفضل المعالِج “هالي” العمل على جميع أعضاء العائلة المشاركين في المشكلة، حيث أنَّ الاجتماع بجميع الأعضاء يساعده على فهم المشكله بشكل أوضح، وإدراك الموقف الذي يقوم على استمرارها.
الأساليب المستخدمة من قبل المعالج الأسري
الأسلوب الموجه: يعتمد المعالج على إعطاء توجيهات مباشرة حول كيفية التعامل مع المواقف اليومية، وتغيير سلوكيات محددة لأفراد الأسرة. هذه التوجيهات تكون غالبًا بسيطة وواضحة لتسهيل التطبيق الفوري.
إعادة التفسير: يساعد المعالج أفراد الأسرة على إعادة تفسير الأحداث والمشكلات بطرق جديدة. على سبيل المثال، يمكنه تحويل موقف كان يُعتبر سلبيًا إلى فرصة للتعلم أو للنمو.
التحفيز على التجريب: يشجع المعالج الأسرة على تجربة استراتيجيات جديدة في حياتهم اليومية، ويدفعهم إلى اختبار سلوكيات جديدة لم يروا فائدتها من قبل. هذا يساعد في كسر الروتين والاعتياد على أنماط التفاعل السلبية.
دور المعالج في نظرية العلاج الأسري الاستراتيجي هو دور قيادي وفعال، حيث يسعى إلى إحداث تغييرات ملموسة وسريعة في ديناميات الأسرة. من خلال استخدام التوجيهات المباشرة، وإعادة التشكيل، وإعطاء التحديات، يتمكن المعالج من مساعدة الأسرة على تحسين تفاعلهم مع بعضهم البعض وحل المشكلات بطرق مبتكرة وفعالة. يعد هذا النهج مناسبًا للأسر التي تبحث عن حلول سريعة وعملية لتحسين علاقاتها وتخفيف التوترات بين أفرادها.