الكثير من الأفراد يتساءلون لماذا يعتبر موضوع الاختيار واتخاذ القرار المهني من المواضيع الصعبة والتي يجب التأني بها، مع أن الكثير من القرارات اليومية يتخذها الفرد بشكل مباشر وسهل، والإجابة التي تكمن في هذا الموضوع أنَّ للقرار المهني أهمية وارتباط وثيق بالمستقبل المهني كامل.
صعوبات اتخاذ القرار المهني:
يتأثر اتخاذ القرار المهني بالعديد من العوامل التي تؤثر به وتؤدي إما إلى نتائج إيجابية أو سلبية، ولكن هناك ما يسمى بصعوبة وعدم القدرة على اتخاذ القرار المهني المناسب، بحيث يكون الفرد قليل الحيلة ولا يستطيع التمييز بما يناسبه وما لا يناسبه، وتتمثل صعوبات اتخاذ القرار المهني من خلال ما يلي:
1- هناك صعوبات ذاتية تتعلق بالفرد نفسه، بحيث هناك الكثير من الأشخاص لا تتوفر لديهم المعلومات اللازمة والكافية بشكل يجعلهم يتخذون قرارات مهنية سهلة وبشكل مباشر، وهذه المعلومات تتمثل بالمعلومات الخاصة بسمات الفرد الشخصية من ميول وقدرات ومهارات شخصية ومهنية، بحيث يعتقد الكثير من الأفراد أن القدرة الذهنية قدتغني عن القدرات الجسدية وهذا من الاعتقادات الخاطئة؛ لأنَّ قوة الذهن والتركيز مثلاً تحتاج للقوة والقدرة على التحمُّل.
وتتمثل هذه الصعوبات الذاتية بعدم توفر المعلومات الصحيحة عن العالم المهني، بحيث يختلف الأفراد بكيفية الحصول على معلومات تفسيرية ومحللة لكل عمل مناسب لهم ولسماتهم الشخصية.
2- الصعوبات المحيطة بالفرد والتي تتمثل بالبيئة وتأثيراتها، تتمثل هذه الصعوبات بمصادر خارجية تؤثر في قدرة الفرد على الاختيار المناسب بين الخيارات المهنية المطروحة، بحيث يقع الفرد في الحيرة والتردد عندما يقوم الكثير من الأشخاص بمحاولة التأثير في قراراته المهنية، فالكثير من الأهالي يرغبون دائماً بتخصصات ووظائف معينة ذات صيت بين الناس، وهناك من الأهالي مَن يؤمنون بتوارث المهن بغض النظر عن قدرات ومهارات أبنائهم والاتجاهات المهنية الراغبين ويميلون إليها.
وتتمثل هذه الصعوبات بعوامل البيئة المدرسية، بحيث إن هناك الكثير من المدارس تقوم بعملية التدريس الجماعي بغض النظر عن الفروقات الفردية بين التلاميذ، فلا يوجد التحفيزات والتشجيعات المدرسية؛ من أجل اتخاذ القرار المهني التعليمي المناسب لهم.
3- هناك صعوبات تتمثل بقلق وخوف الفرد من المستقبل ومن الفشل، بحيث يقوم بالتأجيل المستمر وإعطاء التبريرات المختلفة لعدم اختياره المناسب من التخصصات والمهن المختلفة، وتشتمل هذه الصعوبات على وجود الحيرة لدى الكثير من الأفراد وخاصة مع التطوّرات الحاصلة للمجالات التكنولوجية والتي أدت إلى ظهور العديد من المهن والوظائف المتشابهة.