صعوبات الإدراك لدى الطلبة ذو صعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


مفهوم صعوبات الإدراك:

يعتبر الإدراك كما يرى علماء النفس الحديثين، هو الجزء العلوي للعمليات العقلية التي تبدأ بالشعور ثم الانتباه ثم التفكير ثم الإدراك، وتساعد عملية التذكر في استرجاع التجارب السابقة، من أجل الإدراك الجيد لمعنى الشيء أو التمييز بين شيئين.

فمثلاً لو سمعنا فجأة صوت انفجار فهذا يسمى الإحساس بالصوت، وبالطبع يتجه انتباهنا إلى مصدر هذا الصوت، ثم نفكر في مصدره مستخدمين خبراتنا التذكارية السابقة، هل هو انفجار إطار سيارة؟ أم أنبوب للغاز، وعن طريق هذا التفكير تقوم الذاكرة على استرجاع أصوات مشابهة قد تم سمعها من قبل.

ثم تأتي عملية التحقق من سبب هذا الصوت، وهو ما يسمى بالإدراك القائم على التمييز بين الأصوات المتعددة، معنى هذا أن الإدراك مرتبط بعمليات الإحساس والانتباه والتفكير والتذكر، وأن أي اضطراب يحصل في إحدى العمليات يؤدي إلى صعوبات في الإدراك.

وللإدراك مظاهر كثيرة، فهناك الإدراك البصري والإدراك اللمسي والإدراك السمع والإدراك الحسي الحرکي والإدراك المكاني والقصور في الإدراك عامة إن وجد، وبالطبع يؤثر على التعلم فيقل مستوى النمو المعرفي للطفل، لذا يجد صعوبة في تعلم المهارات الأكاديمية المتعددة واضطراب في التمييز بينها من حيث أوجه التشابه والاختلاف.

صعوبات الإدراك لدى الأطفال:

1- بطء في سرعة الإدراك السمعي البصري:

حيث يعاني الأطفال من بطء الاستجابة للمحفزات السمعية والبصرية؛ لأنهم لا يستطيعون التفريق بين الاختلافات الدقيقة بين الأصوات، وعلى سبيل المثال يتأخر بعضهم في الاستجابة للتعليمات والتوجيهات التي يسمعونها، ويمكن لبعضهم رؤية الأشياء الثابتة بوضوح، فإذا تحركت يراها على شكل سلسلة من الصور المتتالية مثل أفلام السينما.

ويجد بعضهم صعوبة في التمييز بين الألوان، وبعضهم من يحتاج لوقت طويل لفهم وتسمية الأشكال والأرقام والأحرف والكلمات التي يرونها، وهذا النوع يعمل إلى بطء في تعلم القراءة والكتابة والحساب.

2- صعوبات الإدراك البصري الحركي:

عندما يكون الطفل غير قادر على التوفيق بين حركة يده وما يراه بعينه، ولا يمكنه القيام بحركتين مختلفتين في نفس الوقت مثل يرفع ذراعه اليسرى جانباً وذراعه اليمنى عالية في نفس الوقت، ويعاني الطفل في هذه الحالة من عدّة أمور منها عدم القدرة على تعيين المسافة أو الاتجاه أو المكان.

وقد يقلب الأحرف عند كتابتها، مثلاً كتابة كلمة (بكر) بدلاً من كلمة (ركب)، عدم القدرة على توجيه يده للمس شيء معين (قلم مثلاً) عدم القدرة على الكتابة على السطر في خط مستقيم عدم القدرة على أداء التمارين الرياضية التي تتطلب توافق في الحركات.

أنواع صعوبات الإدراك لدى الأطفال:

1- صعوبات التمييز:

هي تركز على قدرة الطفل على التمييز بين الأشياء التي يراها أو يسمعها أو يلمسها، وإنّ معرفة الطفل بأوجه الشبه والاختلاف تساعده في التمييز بين حروف اللغة، وكلماتها ومعرفة الأرقام  وسهولة تعلم القراءة والكتابة والحساب.

2- صعوبات الإغلاق السمعي البصري:

والطفل الذي يعاني من هذا النوع يجد صعوبة في التعرف على الصور التي بها جزء مفقود أو مقطوع، كما يصعب عليه فهم الكلمة المنطوقة إذا سمع جزءاً منها فقط، كما يصعب عليه تركيب كلمة في حال سمع أحرفها منفصلة، فإذا طلب منها تكوين كلمة من حروف(د، ر، س) فإنه لا يتمكن أن يقول (درس).

3- صعوبات الترتيب:

قد يعاني بعض الأطفال من ترتيب الأشياء أو الأحداث وفقاً لتسلسها الطبيعي، وعلى سبيل المثال إذا طلب المعلم من الطالب إخراج دفتر الواجبات وفتح الكتاب وكتابة الدرس في الصفحة الخامسة، فقد لا يتمكن الطفل الذي يعاني من صعوبات الترتيب، قد يعجز عن فهم هذه التعليمات أو أدائها وفق ترتيبها.

4- صعوبات الإدراك الكلي أو المفصل:

الأمر الذي يعتمد على الإدراك السمعي والبصري والحسي واللمسي، فقد يری الطفل صورة ويفهمها، ولكنّه غير قادر عن التعبير عنها، وقد يكون غير قادر على التعرف على زملائه بالتمييز بين أصواتهم، لكنّه يمكنه التمييز بينهم إذا رآهم بمعنى أنه يعاني من عجز سمعي مع وجود تمييز بصري جيد.

ومن الظواهر اللافتة للنظر أن الطفل يلجأ إلى إدراك الأشياء من خلال قدراته المتاحة، يمكن للطفل الأصم أن يدرك من خلال البصر، والطفل الكفيف يدرك الأشياء عن طريق السمع، وهذا يعني أن الطفل يتمكن أن يختار أسلوب التعليم الملائم له ما عدا الأطفال الذين يعانون من صعوبات شديدة في التعلم.


شارك المقالة: