اقرأ في هذا المقال
عندما تكون السيدة أُماً لأول مرّة فإنّها يُمكن أن تجد صعوبة في معرفة الطرق الصحيحة للرضاعة الطبيعية ودعم استمرارها. ويجب عليها في هذه الحالة اللجوء إلى الخبراء والبحث عن النصيحة الطبية لمساعدتها في عملية الرضاعة الطبيعيّة. ويجب على كل أمّ الحرص الشديد على الرضاعة الطبيعية؛ لِما لها من فوائد لصحة الطفل
ونموّه لا تعوّض بأي حليب آخر، كذلك لِما لها من فوائد صحيّة للأم المرضعة. ومن الجدير بالذكر أنّ في عمليّة الرضاعة الطبيعيّة تنتج الغدد اللبنية الحليب بتحفيز من هرمون البرولاكتين (Prolactin)، في حين يُحفّز هرمون الأوكسيتوسين الغدد اللبنيّة على إخراجه ويبقى مستوى هرمون البرولاكتين عالياً. ويستمر بإنتاج الحليب طالما
أنّ الطفل يرضع.
طرق زيادة حليب الرضاعة عند الأم
إنّ أهم عاملين يؤثران في إدرار الحليب عند المرضع، هما: حجم وتكرار إرضاعها لطفلها وكفاءة إفراغ الثدي من الحليب، حيث كلّما أرضعت المرأة طفلها أكثر، كلّما ارتفع هرمون البرولاكتين وحافظ على إدرار الحليب. ولذلك تشمل النصائح لزيادة إنتاج الحليب ما يأتي:
- يجب الحرص على البدء بالرضاعة الطبيعيّة في أسرع وقت ممكن بعد الولادة، حيث إنّ حمل الطفل بعد الولادة مباشرة ومحاولة إرضاعه ينتج في الغالب بنجاح الرضاعة خلال ساعة.
- يجب أن يتم إرضاع الطفل كلّما طلب ذلك، حيث يرضع الطفل حوالي 8-12 مرّة خلال اليوم، ويجب على الأم إيقاظ طفلها من النوم لإرضاعه إذا مضت على آخر رضعة له ساعتان أو أكثر.
- يجب الانتظام في الرضعات، وفي حال تجاوزت الأم عن إحدى الرضعات يجب عليها شفط الحليب من ثدييها للمحافظة على إنتاجه.
- تفريغ الثدي من الحليب جيداً ثم الانتقال إلى الثدي الآخر، مع الحرص على زيادة مدّة الرضاعة في كل مرّة.
- التأكد من وضعيّة الطفل الصحيحة التي تمكنه من تناول ثدي الأم بطريقة صحيحة، التي تضمن إتمام رضاعته بشكل كافٍ.
- تجنب تناول الأدوية، ويجب أن تتم استشارة الطبيب في حال رغبة الأم بتناول الأدوية المانعة للحمل.
- في حال رغبة الأم باستعمال اللهاية للطفل، عليها تأخير استعمالها من 3-4 أسابيع بعد الولادة؛ لتأكيد تأسيس عملية الرضاعة وجدولتها بشكل جيد.
- يجب الحرص على الاسترخاء وتجنّب التوتر.
- يُساعد أيضاً تدليك الثديين في زيادة حجم الحليب المنتج.
- يجب الحرص على النوم الكافي، حيث أنّ قلة النوم والإرهاق يمكن أن يؤثّران سلباً في إنتاج الحليب.
- تجنّب التدخين لما له من تأثيرات سلبية على كميّة الحليب. والحرص على تناول حمية متوازنة وصحية.
أهمية التغذية السليمة للمرضع
التغذية السليمة للمرضع أمر ضروري جداً، فهي الآن تتغذى هي وتُغذي طفلاً معها، حيث يعتمد عليها حتى ينمو ويكبر. وبالتالي فهي تحتاج إلى مضاعفة وجباتها. ويجب عليها الحفاظ على تناول غذاء صحي ومتوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية لبناء الجسم.
السعرات الحرارية
تحتاج الأم المرضعة إلى سعرات حراريّة إضافية لضمان استمرار إنتاجها للحليب بشكل كافٍ، حيث إنّها تحتاج إلى حوالي 500 سعر حراريّ إضافي يومياً خلال أول 6 أشهر من الرضاعة (التي يجب أن تكون فترة تنحصر فيها تغذية الرضيع من حليب الأم). ويُمكن للأم تناول 330 سعرة حراريّة إضافيّة من الطعام. وجعل الدهون التي تراكمت في جسمها خلال فترة الحمل تؤمّن باقي السعرات التي يحتاجها إنتاج الحليب. وتحتاج غالبية النساء إلى تناول 1800 سعرة حرارية على الأقل لإنتاج الحليب الناجح. ويقلل خفض تناول السعرات الحرارية بشكل أكبر من ذلك إنتاج الحليب.
الكربوهيدرات والبروتينات والدهون
تبقى التوصيات الخاصة بالدهون والبروتينات مشابهة لما في الحمل، حيث تعتبر الكربوهيدرات مصدر مهم يمدّ الجسم بالطاقة والكمية التي يُنصح بتناولها أثناء الرضاعة (210) غرام في اليوم، كما يحتاج الجسم إلى (29) غرام من الألياف وإلى (20-35) غرام من الدهون. وتوجد الكربوهيدرات في الحبوب والخضار والفواكه، حيث تعمل الكربوهيدرات والألياف الغذائية لتعويض الجلوكوز المستخدم في صناعة اللاكتوز الموجود في حليب الأم. وترتفع الاحتياجات من الألياف الغذائية بسبب ارتفاع السعرات الحراريّة المتناولة.
الحرص على شرب الماء للمرضع
يجب على الأم الحرص على تناول كميّات كافية من الماء؛ حتى تحمي نفسها من الجفاف. ويُمكن لها التأكيد على ذلك عن طريق تناول كوب من الماء أو غيره من السوائل، مع كل وجبة وكوبان من الماء في كل مرة ترضع فيها طفلها كوب قبل البدء بإرضاع الطفل وكوب بعد الانتهاء.
المكملات الغذائية للمرضع
إن تناول حمية متوازنة ومتنوّعة يؤمن جميع احتياجات المرأة المرضعة، دون الحاجة إلى تناول المكملات الغذائيّة. وعلى الرغم من ذلك يُمكن أن تحتاج بعض السيدات لتناول مدعمات الحديد لتعويض مخزون الحديد الذي يتضاءل لديها في فترة الحمل، حيث أنّ الجنين يأخذ من جسم الأم ما يكفي احتياجاته خلال أول 4 إلى 6 أشهر من حياته بعد الولادة. وانقطاع الدورة الشهرية أثناء الرضاعة يقلل من خسارة الحديد، كما يجعل من احتياجات المرأة المرضعة حوالي نصف احتياجات مثيلاتها من النساء غير المرضعات في العمر نفسه.
الفيتامينات والمعادن
أمّا بالنسبة للفيتامينات والمعادن، فإن نقص تناول الأم للمعادن وحمض الفوليك، لا يؤثر في محتواها في حليب الأم؛ لأنّ مستوياتها تبقى ثابتة تقريباً في حليب الأم على حساب استهلاك مخزونها في جسمها، لكن نقص تناول الفيتامينات الأخرى يخفض من محتوى الحليب بها، خاصة فيتامين ب6، ويتامين ب12، فيتامين أ وفيتامين د، لكن على الأم أن تركّز على تناول الحليب واللحوم والخضروات والفواكه المختلفه الغنية بالفيتامينات والمعادن؛ حتى تُعوض ما ينقص من جسمها بسبب الرضاعة.
استعمال الأعشاب لزيادة إدرار الحليب
تنصح بعض السيدات ببعض الأعشاب لزيادة إدرار الحليب، مثل الحلبة والشومر وبعض أنواع شاي الأعشاب الأخرى. وبشكل عام تُعتبر الحلبة والشمر آمنة الاستخدام خلال فترات الرضاعة، على الرغم من عدم توفر أبحاث علميّة كافية لدعم فاعلية هذه الأعشاب وغيرها في زيادة إدرار الحليب، إلا أنّه يجب استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي عشبة خلال مرحلة الرضاعة.
نصائح تغذوية أخرى للمرضع
- يُمكن أن تسبب بعض الأطعمة ذات النكهات القويّة والتوابل تغيرات في نكهة الحليب؛ ممّا يُمكن أن يضايق بعض الأطفال الرضع. وفي حال ظهر لدى الطفل أعراض حساسية، يجب أن تتجنب المرضع تناول بعض الأغذية التي غالباً ما تكون هي السبب، مثل حليب البقر والبيض والسمك والفول السوداني وغيره
من المكسّرات.
- بشكل عام يُمكن للأم المرضع اختيار ما تشاء من الأغذية الصحية المغذّية. وفي حال شكّت أن تناولها لطعام معيّن يسبب انزعاجاً لدى طفلها، يُمكن سحب هذا الغذاء من حميتها، فإذا اختفت الأعراض يمكن أن تحاول تناوله مرة أخرى. وفي حال سبب ذلك عودة الأعراض يجب عليها تجنبه تماماً، بالإضافة إلى التخطيط لبدائل مناسبة لتعويض العناصر الغذائية التي يمكن أن يتأثر تناولها بسبب فقدان هذا الغذاء. ويُفضّل استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية لنجاح هذه العملية.
- يجب على المرأة المرضع الحرص على تجنب تناول الأسماك العالية المحتوى من المعادن الثقيلة، تماماً كما في مرحلة الحمل، كما يجب تجنّب تناول الكافيين، حيث أنّه يسبب التهيّج والأرق لدى الطفل، كما أنّه يُمكن أن يتعارض مع الإتاحة الحيوية للحديد من حليب الأم للطفل الرضيع؛ ممّا يمكن أن يؤثر في
مستوى الحديد في جسمه.
- يجب على الأم الحرص على عدم تناول أكثر من كوب إلى اثنين من القهوة يومياً، تماماً كما في مرحلة الحمل. وفي حال لاحظت الأم أنّ الطفل غير مرتاح، يُمكن تجنّب الكافيين أو تقليل تناوله، مع العلم أنّ القهوة هي ليست المصدر الوحيد للكافيين في الحمية، حيث أنّه موجود أيضاً في الشاي والمشروبات
الغازية والشوكولاتة ومشروبات الطاقة.