علاج ومضاعفات اضطراب التسوق القهري

اقرأ في هذا المقال


الإدمان هو عجز الإمكانية النفسية والبدنية عن تجنب أو التوقف عن استخدام مواد كيميائية، أو العزوف عن فعل معين. فالإدمان لا ينحصر على توفر مواد مثل المخدارات والكحول، بل يتضمن كذلك عدم الإمكانية من العزوف عن فعل معين، مثل: المقامرة أو الأكل أو التسوق والشراء.

هل هوس التسوق إدمان ومرض نفسي؟

يوجد الكثير من السمات التي يتشابه فيها إدمان التسوق مع أشكال الإدمان الأخرى؛ فينهمك الأشخاص ممن يبالغون في التسوق ويهدرون وقت ومال كبير لهذا السلوك.

وأيضاً هذا السلوك يتبع نمط إدماني فيما يرتبط بالتفكير المتواصل بعملية التسوق، والتخطيط لها، وتكرار سلوك التسوق.

وإحساس التسوق عادةً ما يعبر عنه بأنه ممتع وينتج عنه الشعور بالمتعة والتخلص من المشاعر السلبية.

كما أن المتسوق يتعرض لمشاعر خيبة الأمل ويظهر الشعور بالندم وتأنيب الضمير والقلق والاكتئاب وهي نفس النتيجة التي تنجم عن تعاطي المواد المخدرة على الصعيد النفسي.

 التسوق القهري مشكلة نفسية أم عقلية؟

ينظر قسم من الأطباء النفسيين أن هذا السلوك هو من الأمراض النفسية وينبغي الإقرار به بشكل رسمي نتيجة ما يسببه من تحطيم للصحة والتفاعلات النفسية للأشخاص، فعادةً ما يكون هذا السلوك مصحوب بمشاعر القلق والاكتئاب أو نقص احترام الذات، حيث يظهر بسبب مواجهة صدمات عاطفية أو ضغوط اجتماعية ما يؤثر سلباً على إحساس المريض وتصرفاته.

وانحاز جزء آخر من الأطباء لأن هذا السلوك ينبغي الأقرار به على أنه اضطراب عقلي حقيقي، فعادةً ما يستوفي الأشخاص الذين يعانون منه معايير الأمراض العقلية الأخرى، مثل اضطرابات المزاج واضطرابات القلق واضطرابات تعاطي المخدرات واضطرابات الأكل.

وفي الوقت الحالي، يتم تصنيف هذا السلوك على أنه من الأمراض النفسية ويصنف ضمن فئة تسمى اضطرابات السيطرة في الاندفاعات والذي يعني عجز التغلب على الإغراءات والمثيرات.

مضاعفات اضطراب التسوق القهري:

يتسم هذا السلوك بنوعين من النتائج على الشخص المصاب، نوع مرضي لكن بصورة مؤقتة ونوع سلبي والتي تنشئ المشاعر المسيطرة على الشخص المصاب، وهذه النتائج هي:

يضع التسوق صفة إيجابية لدى المصابين بهذا الاضطراب بعد عملية التسوق، حيث ينتج عنه الإحساس بالمتعة ويساعد على تعديل المزاج للشخص المدمن، لكن هذه النتائج الإيجابية لا تبقى كثيراً، حيث أنها تختفي في العادة بعد مدة قصيرة.

وبعد اختفاء هذه المشاعر الإيجابية للتسوق الإحساس بالقلق وتأنيب  الضمير بسبب عملية التسوق وصرف المال المفرط فيه، وينتج عن شعور القلق وتانيب الضمير لدى المدمن بنوع من الاكتئاب ويرفع من سوء الحالة النفسية فيما بعد.

يتحول التسوق إلى طريقة قهرية للهيمنة على مشاعر التوتر والمشاعر السيئة، وقد يصبح التسوق طريقة للقضاء على الضغط النفسي الناجم عن الشراء القهري، ما يعرف بـدائرة الإدمان السلوكي.

قد يسبب هذا السلوك صعوبات مادية للأشخاص المصابين وقد يصبح محمل بالديون نتيجة التسوق المفرط.

ظهور صراعات أو مشاكل كبيرة في الأسرة نتيجة هذا السلوك؛ لأن المشاكل المالية يمكن أن تؤثر على العلاقات الزوجية وتضع جميع أفراد الأسرة تحت ضغط كبير.

علاج اضطراب التسوق القهري:

العلاج السلوكي لهذا الاضطراب:

هذا السلوك القهري هو حالة للتخلص من صعوبة نفسية يشتكي منها المصاب وعليه يمكن الذهاب إلى إخصائي نفسي للحصول على الحلول اللازمة لعلاج هذه المشكلة.

هذا السلوك ليس مرض مستقل، وإنما هو انعكاس لمشاكل نفسية يعاني منها الشخص المصاب، وعليه فالعلاج النفسي أو الدوائي الذي يخضع له الشخص المصاب يرتبط بعلاج أسبابه من خلال ما يلي:

1- يمكن العثور عن المشاكل والضغوط النفسية التي يعاني منها الشخص المصاب ومحاولة علاجها.

2- محاولة تعبئة الفراغ الذي قد يعاني منه الشخص المصاب والذي ينجم عنه الحاجة للتسوق لتعبئة الوقت.

3- إذا كان هذا السلوك ناجم عن حالة اكتئاب فيمكن أن يصف الأطباء مضادات الاكتئاب للشخص المصاب.

4- عادةً ما يقوم الطبيب النفسي بتحديد برنامج لمحاولة الهيمنة على الشعور والرغبة في التسوق.

5- يمكن أن يتم إدخال أحد أفراد الأسرة في هذا البرنامج لمساعدة المصاب على تحديد أهمية المواد التي يريد أن يشتريها.

6- يتم كذلك مساعدة المصابين بوضع الخطة المناسبة لطريقة إدراة أموالهم يساعده فيه أحد أفراد الأسرة.

7- تعليم المصاب بعض العادات الشرائية لتساعده في تحديد الأولويات وحاجاته الرئيسية عند إنفاق المال بطريقة مناسبة.

8- يمكن تكوين فريق دعم مكون من الأصدقاء والعائلة في محاولة مساعدة المصاب على تجاوز التحديات التي تؤدي له الضغط النفسي وحاجته الملحة في الشراء. في حال كان هذا السلوك ناجم عن القلق أو مرض الذهان فيمكن أيضاً الاستعانة بالأدوية المناسبة لعلاجها.


شارك المقالة: