علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يرى بعض علماء النفس أن بعض العاطفة هي مصادر للمعرفة الأخلاقية أو على الأقل تبرير للمعرفة، ويعتقد الكثير منهم أن الادعاء الأقوى بأن الخبرات العاطفية ضرورية للتعرف على الحقائق الأخلاقية الأساسية؛ إما لأنها مصادر للتبرير التأسيسي أو لأن القيم الأخلاقية المبررة يجب أن تتوافق مع تجارب عاطفية معينة.

علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس

تعبر علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس عن رفض كل وجهات النظر الحدسية، حيث يكفي الفهم المناسب للقضايا الأخلاقية البديهية للاعتقاد المبرر لأهمية وجود العاطفة في تحديد المعرفة، والتفسيرات العقلانية التي وفقًا لها يمكن أن ينتج عن العقل العملي الخالص معرفة أخلاقية، حيث توجد حِجَج تفسيرية مفادها أن الحقائق الأخلاقية ليست نوع العلاقات أو الحقائق التي يمكن أن يكتشفها العقل.

هذا لا يعني إنكار أنه يمكننا التفكير من الحقائق الأخلاقية الأساسية إلى الحقائق المشتقة، أو أن التفكير غير الأخلاقي لا يمكن أن يلعب دورًا في المعرفة الأخلاقية، ولا يحتاج العاطفيين إلى الادعاء بأن معرفة الحقائق الأخلاقية الشكلية مثل انتقالية التبرير ترتكز على العواطف.

مخاوف علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس

بينما اكتسبت علاقة العاطفة بالمعرفة شعبية مؤخرًا من الجيد أن نجد أن ادعاءها الرئيسي مخالف إلى حد ما من الأفكار الشائعة أن المشاعر يمكن أن تضللنا في الأمور الأخلاقية، حيث أننا غالبًا ما ندرك بأثر رجعي أننا أخطأنا في فهم الموقف كنتيجة لمشاهدته من خلال عدسة الغيرة أو الخوف أو الغضب بشكل راجع للعاطفة، ولا يقتصر الأمر على أن العواطف يمكن أن تقودنا إلى التصرف ضد حكمنا المعرفي الأفضل، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى معتقدات تقييمية خاطئة وغير مبررة.

غالبًا ما رأى علماء النفس أيضًا في العاطفة على أنها إشكالية معرفية، وهناك فكرة قديمة جدًا ظهرت على الأقل من العالم أفلاطون فصاعدًا وهي أنها معطلة في منع التفكير العقلاني وإفساده، وللحصول على هذا النوع من التأثير لا تحتاج العواطف إلى أي محتوى معرفي ويمكن أن تكون مجرد اضطرابات عقلية أو جسدية.

تمنح الانتقادات الأكثر إثارة للاهتمام للعاطفة أن لديها محتوى معرفيًا، لكنهم يؤكدون أنهم مع ذلك عرضة لتضليلنا، وضمن التقاليد النفسية ربما يكون اللاطبيعيين هم الأكثر شهرة لإدانتهم للمشاعر العادية لهذا السبب، ففي الخلفية كانت نظرية القيمة الخاصة بهم وفقًا لها فقط الفضيلة هي الخير والرذيلة فقط سيئة، بينما الأشياء الدنيوية مثل المرض أو النجاح الاجتماعي غير مبالية.

حيث أن مشاعرنا العادية من الحزن إلى الغضب والحب بالنسبة لهم هي أحكام أو تتضمن أحكامًا حول سوء أو صلاح الأشياء الدنيوية غير المبالية حقًا، فهي أحكام تقييمية خاطئة أو الانطباعات للموافقة على الأحكام الباطلة، الذين يرون المشاعر السلبية بشكل خاص على أنها تنبع من الرغبات والتعلق بأشياء ليست ذات قيمة حقيقية.

بالنظر إلى هذه المخاوف المتعلقة بالاضطراب والتضليل في علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس، من الإنصاف القول إن المشاعر المعرفية لديها افتراض يجب التغلب عليه، من خلال الدور المحتمل للمشاعر في السياقات المعرفية بخلاف التبرير الأساسي، لا سيما في حالات الفهم الأخلاقي وإمكانية اكتساب المعرفة الأخلاقية عن طريق الشهادة.

دور النموذج الإدراكي في علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس

يقترح الحديث عن الحس الأخلاقي صورة معرفية تكون بموجبها المعرفة الأخلاقية مشابهة للمعرفة التي تكتسبها الحواس الأخرى، فقد يقوم النموذج الإدراكي في تفسير علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس من خلال الاهتمام بشيء حقيقي أو متخيل، وعلى الفور دون أي نوع من التفكير فقط نعرف ما إذا كان صحيحًا أم خطأ، تمامًا كما نعرف لون الشيء أو شكله بمجرد النظر إليه.

ومما لا شك فيه في كثير من الأحيان أن الاعتقاد في وجود الخصائص الطبيعية الخاطئة يثير رد فعل عاطفي فينا، فمن المعقول أن الاستجابة العاطفية غالبًا ما تسبق وربما تسبب الحكم الأخلاقي، في حالة التجربة الإدراكية العادية يقوم الكائن بإنشاء خاصية يمكن ملاحظتها، مثل كونه أحمر، وهذا يجعلنا بالطريقة الصحيحة لدينا تمثيل ظاهري مطابق للكائن  مثل تجربة بصرية لجسم أحمر أمامنا.

يعتقد الكثيرون أن هذه التجربة ليست في حد ذاتها اعتقادًا ومع ذلك عادةً ما يوفر امتلاك خبرة إدراكية تبريرًا لاعتقاد مناظر في تفسير علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس؛ إما لأنه يقدم أو يمثل الأشياء على أنها بطريقة معينة كما يعتقد علماء النفس الداخليين المعرفيين، أو لأنها تخبرنا بشكل موثوق عن كونها على هذا النحو كما يعتقد علماء النفس الخارجيين المعرفيين.

فهل هناك شيء اسمه الإدراك الأخلاقي العاطفي؟ تعتمد الإجابة جزئيًا على طبيعة العاطفة وعلاقاتها المعرفية، فمن وجهة نظر العالم ديفيد هيوم فإن العاطفة هو الوجود الأسلم الذي لا يحتوي على أي صفة تمثيلية مما يجعلها مشابهة من أي وجود آخر، إذا كان هذا هو الحال فإن التجربة العاطفية لا يمكن أن تبرر الاعتقاد بنفس الطريقة التي تعمل بها التجربة الإدراكية المضمونة في المعرفة.

تقول إحدى النظريات التمثيلية أن العواطف تتضمن أو تتكون في حكم بأن الهدف من المشاعر له خاصية هي الكائن الرسمي من العاطفة وهذا النوع من الحساب في الحالة الأخلاقية هو يبين وجود المعرفة، وفقا لها فإن المشاعر الأخلاقية هي في نفس الوقت أحكام قيمية وحالات عاطفية، ومن وجهة نظرها فإنها تشكل حدسًا بنفس المعنى الذي يزعمه الحدس التقليدي إنها مخاوف مباشرة لحالات غير طبيعية للأمور.

دور نظريات التتبع في علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس

لا يشترك جميع علماء النفس في النموذج الإدراكي لتوضيح علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس، لذلك فإن أحد البدائل قدمه العالم جون ألمان الذي يجادل بأن البديهيات الأخلاقية بمعنى الأحكام الفورية الناتجة عن ما يسميه علماء النفس نظريات التتبع، التي تنطوي على معالجة عاطفية يمكن أن تتبع الحقائق الأخلاقية بشكل موثوق بعد نوع مناسب من التعلم الضمني.

يعتمد العالم جون ألمان على العمل التجريبي في تطوير الخبرة لتوضيح علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس، ففي التعلم الضمني يتعرض المتعلم مثل الممرضة المبتدئة بشكل متكرر لإشارات معينة مثل الأطفال الذين يظهرون أعراضًا مختلفة، ويتخذ قرارات معينة للتصرف مثل إعطاء نوع معين من العلاج للطفل، ثم يتلقى بشكل واضح ردود فعل مستقلة حول ما إذا كانت القرارات صحيحة أي الأعراض إما أن تختفي أو تزداد سوءًا.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس تعتبر علاقة ذات نتائج إيجابية؛ لأن الشخص الذي يحكم السلوكيات من خلال عواطفه يستطيع التوصل للمعرفة المطلوبة.

2- يوجد النظام الإدراكي ونظام التتبع للكشف عن علاقة العاطفة بالمعرفة في علم النفس.


شارك المقالة: