علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس  فكرة جذابة بأن الحقائق والخصائص الأخلاقية وغيرها من القيم التقييمية ليست فقط بشكل مستقل عن الفكر والإدراك البشريين، فبالنسبة للعاطفيين تعتبر القيمة بما في ذلك القيمة الأخلاقية والطبيعية وما وراء الطبيعية ذات مركزية بشرية.

علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس

يتفق العاطفيين مع أصحاب نظرية الخطأ الخاصة بالظواهر ما وراء الطبيعة على أن الحقائق الأخلاقية غير الطبيعية الفريدة من نوعها ستكون غريبة، وأن الحقائق الطبيعية المستقلة عن العقل غير مناسبة لدور الحقائق الأخلاقية، حيث يتعامل العاطفيين في الحكم غير المعرفي مع الحقائق الأخلاقية على أنها إسقاطات للمواقف الأخلاقية.

على الرغم من وجود سبب مميز للاعتقاد بأن العالم ديفيد هيوم لم يكن مشروعًا إسقاطيًا في علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس، إلا أنه قدم إحدى الصيغ الكلاسيكية في تحديد هذه العلاقة وكانت لديه قوة إنتاجية مع توضيح كل الأشياء الطبيعية، المستعارة من المشاعر الداخلية التي ترفع بطريقة ما أسلوبًا جديدًا.

يتعامل منظرو الخطأ في ما وراء الطبيعة مع العاطفة بنفس الطريقة التي يعاملون بها إسناد الفاعلية إلى التنبؤات في بعض الثقافات في اعتقاد خاطئ يمكن التنبؤ به، في المقابل يعتقد التعبيريين المعاصرين من علماء النفس أن إسناد الحقائق والخصائص الأخلاقية يخدم غرض معين بأنها تمكننا من التعبير عن التزاماتنا بطريقة توفر نقطة محورية للاختلاف والنقاش.

الأمر الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لما وراء الطبيعة الأخلاقية وعلاقتها بالعاطفة هو أن العديد من أصحاب الرأي العاطفي المعرفي يعتقدون أن الأحكام الأخلاقية تشير إلى الحقائق الأخلاقية والتقييمية التي يتم تحديدها باستراتيجية وظواهر ما وراء الطبيعة من خلال نوع من الاستجابات العاطفية، وفقًا لهذه الآراء تعتمد الخصائص الأخلاقية على الاستجابة بطريقة أو بأخرى.

علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة من خلال الذاتية والنسبية

إن أبسط طريقة لربط الخصائص الأخلاقية باستجاباتنا العاطفية أو المخادعة الخاصة بنظرية الخطأ في ما وراء الطبيعة هي أن نقول أن ما يجعل شيئًا ما خطأ هو أنه مرفوض، أو أنه غير مرغوب فيه، حيث أنه لا أحد يتبنى وجهة نظر بهذه البدائية؛ لأنه يستلزم أن سلوكيات سلبية غير مكتشفة ليست خطأ أخلاقيًا على سبيل المثال، كما أنه يترك غير محدد من هو عدم موافقته محل الخلاف.

ما يسميه علماء النفس الذات الذاتية البسيطة يتحسن عليه من خلال فهرسة الخصائص الأخلاقية للموضوع والإشارة إلى التصرفات للتسبب في استجابات بدلاً من ردود فعل فعلية، ففي علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس فإن ما يجعل شيئًا خاطئًا لشخص محدد على سبيل المثال هو أن هذا الشخص هناك من يعارضه لو كان على علم به، ومنها فإن اقتراح النسبية ذو الصلة هو أن شيئًا ما خطأ للشخص إذا قبل معيارًا معياريًا أو إطارًا يحظره.

وهكذا فإن الفعل له خاصية كونه خطأ أخلاقيا صحيح فقط في حالة وجود مراقب لديه شعور بالاستنكار أو الاستحسان تجاهه، ومن حيث التذكر بأن المشاعر بالنسبة لما وراء الطبيعة هي نزعة للشعور بالعواطف المختلفة، لذلك لا يتعلق الخطأ بشخص لديه رد فعل سلبي على شيء ما، لكن هذا الادعاء غير معقول إلى حد كبير؛ نظرًا لأن الخطأ غير مبرر.

إنه صحيح تقريبًا أي شيء لن يوافق عليه شخص ما وسيوافق عليه شخص آخر، ومنها يبدو أن الذات الذاتية البسيطة في علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس تستلزم أنه إذا بدأنا في الموافقة على السلوكيات الخاطئة، فإن هذه السلوكيات ستصبح صحيحة أخلاقياً وسيكون من الصحيح أننا سنستجيب لها بشكل إيجابي عند مواجهتها.

تعتبر النظرة الذاتية البسيطة في علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس أنها لا تترك مساحة كافية للأخطاء حول القيمة، خاصة إذا تم تحديد الصواب من خلال ما نوافق عليه فيمكن أن يكون الشخص مخطئًا بشأن ما هو صحيح فقط إذا كان مخطئًا بشأن ما يوافق عليه بالفعل، لكن من غير المعقول أن يكون علاج الأخطاء الأخلاقية هو الاستبطان الأفضل.

علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة من حيث النزعة المثالية

بالتوازي مع حالة الحكم الأخلاقي في علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس تحفز المشاكل المتعلقة بالذاتية البسيطة على الانتقال إلى الشخصية المثالية أو النزعة المثالية، وفقًا لهذا النوع من وجهات النظر في تحديد علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة، يتم تحديد امتداد الخصائص الأخلاقية أو التقييمية لهذه العلاقة من خلال الاستجابات العاطفية للأشخاص المثاليين من نوع ما أو الاستجابات في ظل ظروف مثالية.

وبالتالي فإن مشكلة قابلية الخطأ المفقودة يتم تجنبها بسهولة في العاطفة، ولا شك في أننا مخطئون بشأن ما سيوافق عليه مراقب مثالي، حيث تتجنب وجهات النظر المثالية أيضًا مشكلة الصلابة المفقودة، اعتمادًا على التفاصيل قد يكفي إضفاء الطابع المثالي على موضوع العاطفة، ربما لا يوافق أي شخص محايد على السلوكيات السلبية حتى لو كان لدى غالبية الناس حساسية مؤيدة لهذا السلوك مثلًا.

في حال كانت عملية المثالية تعتمد على المسار بحيث تعتمد النتيجة على المشاعر الأولية غير المتعارف عليها لموضوع العاطفة، قد يقوم أصحاب النزعة المثالية بخطوة صلبة لتمييز الظواهر ما وراء الطبيعة، يمكنهم القول أن نقطة البداية للمثالية هي في الواقع العواطف الطبيعية، والتي تشمل الرغبة الشديدة في ألا تكون تحت رحمة النوايا الحسنة للآخرين من بين المنتقدين للسلوكيات.

وهكذا فإن المراقبين المثاليين الصارمين لن يوافقوا على السلوكيات المعادية أو السلبية التي قد يوافق عليها بعض الأفراد من خلال تقديم الحِجَج، حتى لو أصبح من الطبيعي إحصائيًا الموافقة عليها، وقد يعترض بعض علماء النفس على هذا؛ لأن ما هو جيد أو سيئ في جوهره بالنسبة لشخص ما هو علائقية، ويعتمد على التوافق بين ردودهم وأغراضهم مثل الإيجابية والسلبية.

تأتي النزعة المثالية في عدة أشكال لتوضيح علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس، والتي غالبًا ما تتوافق مع وجهات النظر حول محتوى الحكم الأخلاقي، حتى لو تجنبوا مشاكل القابلية للخطأ والصلابة فهناك عدد من التحديات الأخرى من الحوار الذي يجادل فيه سقراط ضد نسخة من نظرية القيادة التي تُعرِّف النظرية الذاتية الذات التي تحدد استجاباتها امتداد الخصائص التقييمية إما بمصطلحات تقييمية.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- علاقة العاطفة بما وراء الطبيعة في علم النفس تعتبر علاقة توضيحية تتمثل من خلال نظرية الخطأ وعلى أن الحقائق الأخلاقية غير الطبيعية الفريدة من نوعها ستكون غريبة.

2- إن الحقائق الطبيعية المستقلة عن العقل غير مناسبة لدور الحقائق الأخلاقية.

3- يتعامل العاطفيين في الحكم غير المعرفي مع الحقائق الأخلاقية على أنها إسقاطات للمواقف الأخلاقية.

المصدر: المنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلولالوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009


شارك المقالة: