علاقة المسؤولية بمفهوم المساءلة في العمل المهني

اقرأ في هذا المقال


تتمثل المؤسسة المهني بالعديد من الأقسام والتخصصات المهنية الموزعة على الموظفين بشكل يتناسب مع إمكانياتهم وقدراتهم وتخصصاتهم الأكاديمي إن وجد، مما يتوجب على صاحب العمل بالاشتراك مه الإدارة المهنية العليا أن يقوموا بالربط والتنسيق بين هذه الأقسام والوظائف المتنوعة بين الموظفين الذين يعملون في نفس المكان المهني، والربط بينهم وبين وظائفهم بالتنسيق مع ميولهم وقدراتهم المهنية وأهم المهارات المهنية التي يتميزون بها داخل المؤسسة المهنية.

علاقة المسؤولية بمفهوم المساءلة في العمل المهني:

تعني المساءلة التزامًا من جانب الموظف المهني بالمساءلة أو تقديم شرح مفصل لسبب عدم تنفيذ المهمة المهنية أو المسؤولية المسندة إليه على النحو المرغوب به في العمل المهني، ولن يكون الموظف المهني مسؤولاً إلا عندما يتم تكليفه بأية مهمة مهنية أو مسؤولية من قبل الإدارة المهنية أو المسؤول المهني الذي يتولى السلطة عليه، بحيث يمكن في هذا الحال أن تتقلص المساءلة أو تتوسع مع طبيعة المسؤولية المعينة التي يتولاها الموظف المهني من قبل المدير المهني المسؤول فقط أمام رئيسه ولكن الإدارة العليا تدين بأقصى قدر من المساءلة.

لا يمكن تعيين المهمة المهنية أو المسؤولية إلا للموظفين وليس للأجهزة أو الآلات المهنية والمعدات، بحيث من غير الممكن أنهم يعملون بمفردهم، ويحتاجون إلى موظف مهني مميز ليعملوا معهم، لهذا السبب لا يمكن محاسبتهم على فشل أو قصور في الأداء المهني في العمل والمؤسسة المهنية.

يتطلب تعيين المهمة المهنية أو المسؤولية للموظفين العديد من الأمور والإجراءات المهنية المهمة في العمل والمؤسسات المهنية، أولاً، شخص ذو خبرة مهنية يتمتع بالسلطة لتعيين المهمة أو المسؤولية وتعيين كيفية المحاسبة والمساءلة عليها، وثانيًا، واحدًا أو أكثر من الموظفين المرؤوسين لأداء تلك المهمة المهنية أو المسؤولية، فقط الشخص الذي يتمتع بالسلطة القانونية أو التقليدية أو المختصة يمكنه تعيين هذه المهمة المهنية أو المسؤولية.

في أي مؤسسة مهنية، يُمنح المدير المهني سلطة رسمية وقانونية تخوله على تعيين المهام المهنية والمسؤوليات إلى مرؤوسيه من الموظفين والمطالبة بالمساءلة منهم فيما يتعلق بأداء تلك المهام والمسؤوليات أم لا مع تقبل الموظفين  المرؤوسين المسؤولية ويخضعون للمساءلة لأنهم ملزمون بعقد الخدمة الذي يتطلب منهم القيام بذلك ليصبحوا مؤهلين للحصول على المزايا المهنية المتعددة من المزايا والامتيازات التي تقدمها المؤسسة المهنية.

أيهما أفضل المهمة أو المسؤولية المستمرة أم المحدودة؟

قد تكون المهمة أو المسؤولية الموكلة إلى المرؤوس التزامًا مستمرًا، أو قد تكون محدودة من حيث الوقت أو المهام، بحيث تعتبر العلاقة المهنية بين الرئيس التنفيذي للمؤسسة المهنية ومدير الإنتاج المهني النهائي في المؤسسة المهنية نفسها وهي حالة استمرار لمفهوم المسؤولية في العمل المهني، مما يتوجب على مدير الإنتاج المهني الاستمرار في أداء المهمه التي تقع عليه أو مسؤوليته طالما أنه يعمل في المؤسسة المهنية ذاتها، ومع ذلك فإن العلاقة بين الرئيس التنفيذي ومدقق الحسابات الذي يتم تعيينه سنويًا لإجراء تدقيق حسابات المؤسسة هي مهمة أو مسؤولية محددة المهنية.

قد يكون الواجب أو المهمة المهنية أو المسؤولية من حيث الوظائف أو الأهداف المهنية أو الأهداف الشخصية للموظفين على سبيل المثال، عندما يتم تكليف موظف مهني بمهمة تشغيل آلة أو جهاز مهني معين، فإن مسؤوليته هي التأكد من أن هذا الجهاز مناسب من الناحية التشغيلية، ولكن إذا تم تكليفه بمهمة إنتاج 100 وحدة يوميًا على الجهاز المهني، فسيتم التعبير عن مسؤوليته من حيث الهدف الكمي، المسؤولية من حيث الأهداف الكمية أفضل من المسؤولية العامة غير الكمية.

المهمة المهنية أو المسؤولية لإنتاج عدد معين من الإنتاجية المهنية كحد معين في اليوم وبشكل مستمر هي مهمة أو مسؤولية مهنية يتم التعبير عنها من الناحية الكمية، وسوف يلهم الموظف المهني لتحقيق الهدف المهني وسيشعر بعدها بالرضا المهني والسعادة المهنية إذا حقق الهدف المهني، ولكن إذا تم تكليف المدير المهني للمؤسسة المهنية بمهمة تحسين الأداء المهني وتطوير وتنمية الإنتاجية المهنية، فسيكون من الصعب عليه العمل المهني عند أي نقطة مهنية معينة، يعتبر الأداء المهني مرضيًا من قبل الأساليب المهنية الخاصة بالإدارة المهنية وأساليبها مع الموظفين المسؤول عنهم من حيث إعطاءهم المهام المهنية والمسؤولية المستمرة حسب مواقعهم ومستوياتهم المهنية مع تقديم المساءلة لهم من حيث تنفيذها بالشكل المطلوب.

المصدر: مبادئ التوجيه والإرشاد المهني، سامي محمد ملحم، 2015.التوجيه المهني ونظرياته، جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، 2014.التوجيه والإرشاد المهني، محمد عبد الحميد الشيخ حمود، 2015.مقدمة في الإرشاد المهني، عبد الله أبو زعيزع، 2010.


شارك المقالة: