عملية إسقاط العائلة في العلاج الأسري عبر الأجيال

اقرأ في هذا المقال


تحدث عملية الإسقاط بشكل عام عندما تكون هناك صفة يتسم بها شخص ما ولا يريد الاعتراف بها، ويقوم بإسقاطها على شخص آخر، مثلا من الممكن أن يكون هناك شخص بخيل ولا يريد الاعتراف بذلك فيقوم بإسقاط صفة البخل عل شخص آخر.

تعريف عملية إسقاط العائلة

عملية إسقاط العائلة هي التفاعل بين الأجيال المختلفة في العائلة، حيث يتم نقل الأفكار، السلوكيات، والمعتقدات من جيل إلى آخر. قد يشمل هذا الإسقاط قيمًا ومعتقدات إيجابية، أو تجارب مؤلمة وسلوكيات ضارة. على سبيل المثال، يمكن أن تتوارث الأسرة أنماطًا من التواصل السلبي، أو أنماطًا من التعلق العاطفي، أو حتى الأمراض النفسية والاضطرابات.

عملية إسقاط العائلة في العلاج الأسري عبر الأجيال

توضّح عملية إسقاط العائلة أنَّ الأطفال في نفس العائلة يكونون مختلفين، حيث يقوم الوالدان بإسقاط الصعوبات غير المحلولة على أحد الأطفال، ويكون الطفل الذي تمَّ وقوع الاختيار عليه مميز لدى الوالدين لأسباب متعددة ومنها: قد يكون الابن يذكر الأبوين بأحد أعضاء العائلة، أو من الممكن أنَّه ولِد بيوم مهم مثلاً وفاة شخص عزيز أو قد يكون ترتيبه بين أعضاء العائلة نفس ترتيب أحد الوالدين في أعضاء عائلته، ويمكن أيضاً أن يكون للطفل وضع خاص، فغالبا ينالون هؤلاء الأطفال اهتمام الوالدين.

على سبيل المثال: من الممكن أن تقوم الوالدة بإسقاط الأمور التي تخشاها ومشاعر الفشل والتقصير تِجاه أطفالها، هنا ستقوم الوالدة بمعاملة أطفالها وكأنَّهم يتَّسمون بهذه الصفات، وتعايش الوالدة شعور القلق ويرضخ الطفل ويصبح قلقاً، حيث يصبح الطفل يشعر بأنَّه فاشل ومُقصر، ممَّا قد يتسم الابن بالصفات التي وصفتها بها والدته.

أهمية فهم الإسقاط العائلي

فهم عملية إسقاط العائلة يساعد على كشف الروابط بين الأحداث السابقة والحالية. هذا الفهم يُمكّن الأفراد من التعرف على الجذور العائلية للمشكلات التي يواجهونها. على سبيل المثال، إذا كانت هناك صعوبات في العلاقات الزوجية أو مشاكل في التواصل بين الآباء والأبناء، قد يكون من المفيد فحص تاريخ الأسرة للتعرف على أنماط العلاقات التي تم نقلها من الأجيال السابقة.

عملية إسقاط العائلة في العلاج الأسري عبر الأجيال تُمثل أداة فعّالة لفهم الأنماط العائلية وتحديد التأثيرات التي تنتقل عبر الأجيال. من خلال هذا الفهم، يمكن للأفراد العمل على تغيير الأنماط السلبية وبناء علاقات أسرية أكثر استقرارًا وتوازنًا. يتيح هذا النوع من العلاج فرصة للأسر لتحرير أنفسهم من قيود الماضي والبدء في خلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.


شارك المقالة: