عيوب تحليل السلوك في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تقنية السلوك التحليلي في علم النفس:

تعبر تقنية السلوك التطبيقي في علم النفس عن تقنية تقوم على إدارة السلوك الإنساني وخاصة السلوك المستخدم في العديد من الاضطرابات النفسية، حيث تركز هذه التقنية على استخدام المكافآت والتعزيز الإيجابي لتعليم سلوكيات جديدة ومرغوبة وتعليم الأطفال كيفية التفاعل مع الآخرين وتحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي.

عيوب تحليل السلوك في علم النفس:

يهتم علماء النفس السلوكي في جميع الطرق والوسائل التطويرية التي تهتم بتغيير السلوكيات للأفضل، وخلق سلوكيات جديدة مساعدة، ويعتبر تحليل السلوك من هذه الطرق التطويرية، مما يستدعي الاهتمام بها كعملية متكاملة من حيث مميزاتها وسلبياتها؛ من أجل الحصول على الفهم الشامل لها كعمية تطويرية مستخدمة في التوجيه والإرشاد النفسي. تتمثل عيوب تحليل السلوك في علم النفس من خلال ما يلي:

1- قد يكون من الصعب العثور على متخصصين مؤهلين:

على الرغم من أن مقدار التدريب الذي يتلقاه معظم المحللين النفسيين يعد إيجابيًا بشكل واضح، إلا أنه على الجانب الآخر، لا يوجد لدى العديد من المجتمعات والمؤسسات قوانين ولوائح تتعلق بتأهيل هؤلاء المحللين، لذلك يمكن لأي شخص أن يدعي أنه يستطيع عمل تحليل للسلوك وتطويرها بالاتجاهات السليمة، يجب الاهتمام بالحصول على شهادة خاصة بالمجال.

2- قد تكون النتائج آلية:

أحد مخاوف منتقدي تحليل السلوك هو أن الأفراد الصغار خاصة قد يتجهون إلى امتلاك سلوكيات آلية ولا يتم تعليمهم التفكير بشكل مستقل، يأتي هذا النقد لأن جزءًا من إجراءات تحليل السلوك هو إكمال التدريبات على السلوكيات المناسبة مرارًا وتكرارًا، وهذا لا يعتبر صحيحاً خاصة مع أصحاب الاضطرابات النفسية الذين يتعلمون المهارات الاجتماعية.

هذا يزيد من الحفظ والاسترجاع والممارسة بدون أن يكون لدى الفرد طابع ذاتي شخصي على هذه السلوكيات المتعلمة، والتي قد لا تكون مهارات طبيعية من أجلهم، حيث يتوجب النطر إلى الاختلافات الفردية من حيث قدراتهم ومهاراتهم، واختيار الأساليب المناسبة حسب العمر للأفراد فما يناسب الأطفال لا يتناسب مع المراهقين والبالغين.

3- قد لا يكون لدى بعض الأفراد الالتزام بالوقت:

يعد التحليل السلوكي التطبيقي مهم في التوجيه السلوكي، ومن أجل جني أفضل الفوائد له، يتطلب الأمر عملاً مكثفًا فرديًا مع أخصائي تحليل نفسي مدرب، لمدة ساعة على الأقل في الأسبوع، حيث يمكن أن يكون هذا التزامًا كبيرًا للوقت للعديد من الأفراد، ويؤثر على حياتهم اليومية من حيث الأصدقاء والتواجد مع أسرتهم، ويمكن أن يؤدي إلى الملل وعدم الرغبة في الاستمرار بمثل هذه البرامج التدريبية.

4- التدخل الأسري السلبي:

تعتبر الأسرة أهم المؤسسات التطويرية للفرد والتي تكون بمثابة متابعة للنتائج التطبيقية لعملية تحليل السلوك، حيث يتعين على الفرد بممارسة وتطبيق السلوكيات التي تم تعلمها واكتسابها في الحياة اليومية ومهامها المتعددة، مما يجعل مشاركة الوالدين والأخوة مهم في رسوخ هذه السلوكيات.

في حين تعتبر الأسرة ذات الدور الأساسي والمهم في عملية تحليل السلوك إلا أنه هناك العديد من الأسر لا تفهم ما يتطلب منها وتقوم بوظيفتها بشكل خاطئ، وهناك من لا يوجد لديهم الوقت ويكون وقتهم مشغول ومرهق والاهتمام باتجاهات أخرى، مما يتوجب عليهم التدخل بشكل إيجابي للمساعدة في تعلم المهارات وترسيخها، وبالتالي تعظيم الفائدة.

5- سير المكافآت بشكل سلبي:

من أهم القواعد المهمة لعملية تحليل السلوك التطبيقي هو استعمال المكافآت والتحفيزات؛ وذلك من أجل زيادة النشاط والتواصل وتطوير السلوك الإيجابي، والمشكلة في كيفية الحصول على مكافأة صحيحة مناسبة، ففي كثير من الأوقات يكون العديد من الأفراد الذين يصعب إرضاءهم وتشجيعهم ولا يحبون المكافآت الخارجية من غيرهم، مما يجعل بدء التحليل صعبًا.

وهنا يتوجب على كل من المحللين النفسيين والمهتمين بتحليل السلوك أن يقوموا بتحديد جميع المجالات التي يميل لها الفرد، مما يؤدي لمعرفة التحفيزات المناسبة لهم ولتطورهم المتقدم في مجالات السلوك المتطور والجديد، ومن المهم السؤال المستمر عن جميع التحفيزات حسب المرحلة العمرية وحسب الظروف الصحية وحسب الميول والنتائج لها.

6- يعتبر من البرامج المكلفة:

عند القيام بجميع الإجراءات الخاصة بالتحليل السلوكي النفسي بشكل تسلسلي ومكرر وشامل، يمكن أن تكون التكاليف المالية والمعنوية مرتفعة، حيث أن مثل هذه البرامج التطويرية في المجال النفسي تحتاج للعديد من الخطوات والعديد من الجلسات المتواصلة؛ للحصول على أكبر فائدة.

مما يؤدي لتكون التكلفة عالية من حيث الجهد المبذول للتواصل بها والتأثير على الأنشطة الأخرى المهمة في النجاح المستقبلي، وهناك أفراد لا يجدون أماكن مخصصة لهذه العملية في أماكن قريبة، مما يجعلهم في التفكير بعدم الخوض بها من الأساس.


شارك المقالة: