قد تبدو الاختبارات النفسية مخيفة لكنّها مصممة لمساعدتنا، يستخدم علماء النفس الاختبارات وأدوات التقييم الأخرى لقياس ومراقبة سلوك العميل للوصول إلى التشخيص المناسب وتوجيه العلاج، تُستخدم الاختبارات النفسية لتقييم مجموعة متنوعة من القدرات والصفات العقلية؛ بما في ذلك الإنجاز والقدرة والشخصية والأداء العصبي.
وصف الاختبارات النفسية:
الاختبارات النفسية هي مقاييس رسمية للأداء العقلي، معظمها موضوعي وقابل للقياس ومع ذلك قد تنطوي بعض الاختبارات الإسقاطية على مستوى معين من التفسير الذاتي، تُعرف أيضاً باسم قوائم الجرد والقياسات والاستبيانات والمقاييس، كما تُجرى الاختبارات النفسية في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك الحضانات والمدارس الابتدائية والثانوية والكليات والجامعات والمستشفيات وأماكن الرعاية الصحية الخارجية والوكالات الاجتماعية.
تأتي في مجموعة متنوعة من التنسيقات، بما في ذلك الكتابية واللفظية وإدارة الكمبيوتر، يمكن استخدام اختبارات التحصيل الأكاديمي والقدرة والذكاء كأدوات في التنسيب المدرسي، أو في تحديد وجود إعاقة في التعلم أو تأخير في النمو أو في تحديد الموهبة أو في تتبع التطور الفكري، يمكن أيضاً استخدام اختبار الذكاء مع المراهقين والشباب لتحديد القدرة المهنية على سبيل المثال في الاستشارة النفسية أو المهنية.
يتم إجراء اختبارات الشخصية على سبيل المثال لمجموعة متنوعة من الأسباب، من تشخيص علم النفس المرضي على سبيل المثال اضطرابات الشخصية واضطراب الاكتئاب إلى فحص المرشحين للوظائف، يمكن استخدامها في بيئة تعليمية لتحديد نقاط القوة والضعف في الشخصية.
فهم الاختبار والتقييم النفسي:
إذا تمت إحالة شحص ما أو أحد أفراد الأسرة للاختبار النفسي؛ فمن المحتمل أن يكون لدينا بعض الأسئلة حول ما يمكن توقعه، أو ربما نكون قد سمعنا عن الاختبارات النفسية وتتساءل عما إذا كنا نحن أو أحد أفراد أسرتنا يجب أن يخضع للاختبار، قد تبدو الاختبارات النفسية مخيفة ولكنها مصمّمة لمساعدتنا، من نواحي عديدة يشبه الاختبار والتقييم النفسي الفحوصات الطبية.
على سبيل المثال إذا كان المريض يعاني من أعراض جسدية، فقد يطلب مقدم الرعاية الأولية أشعة سينية أو اختبارات دم لفهم سبب هذه الأعراض، ستساعد نتائج الاختبارات على تطوير خطة العلاج، تخدم التقييمات النفسية نفس الغرض، حيث يستخدم علماء النفس الاختبارات وأدوات التقييم الأخرى لقياس ومراقبة سلوك العميل للوصول إلى التشخيص وتوجيه العلاج.
يدير علماء النفس الاختبارات والتقييمات لمجموعة متنوعة من الأسباب؛ الأطفال الذين يواجهون صعوبة في المدرسة على سبيل المثال، قد يخضعون لاختبارات الكفاءة أو اختبارات صعوبات التعلم، يمكن لاختبارات المهارات مثل المهارة ووقت رد الفعل والذاكرة أن تساعد اختصاصي علم النفس العصبي في تشخيص حالات مثل إصابات الدماغ أو الخرف.
إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في العمل أو المدرسة أو في العلاقات الشخصية ، فيمكن للاختبارات أن تساعد الطبيب النفسي على فهم ما إذا كان لديه مشاكل في إدارة الغضب أو مهارات التعامل مع الآخرين أو سمات شخصية معينة تساهم في المشكلة، تُقيِّم الاختبارات الأخرى ما إذا كان العملاء يعانون من اضطرابات عاطفية مثل القلق أو الاكتئاب.
السبب الكامن وراء مشاكل الشخص ليس دائماً واضح؛ على سبيل المثال إذا كان الطفل يعاني من مشكلة في المدرسة، فهل يعاني من مشكلة في القراءة مثل عسر القراءة؟ مشكلة الانتباه مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)؟ صعوبة التحكم في الانفعالات؟ تسمح الاختبارات والتقييمات النفسية للأخصائي النفسي بفهم طبيعة المشكلة ومعرفة أفضل طريقة للتعامل معها.
الاختبارات والتقييمات:
الاختبارات والتقييمات مكونان منفصلان ولكنّهما مرتبطان بالتقييم النفسي، يستخدم علماء النفس كلا النوعين من الأدوات لمساعدتهم في الوصول إلى التشخيص وخطة العلاج، يتضمن الاختبار استخدام اختبارات رسمية مثل الاستبيانات أو قوائم المراجعة، توصف هذه غالباً بأنها اختبارات مرجعية معيارية، هذا يعني ببساطة أنّ الاختبارات قد تمّ توحيدها بحيث يتم تقييم المتقدمين للاختبار بطريقة مماثلة، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه أو من يدير الاختبار.
على سبيل المثال قد يصنف اختبار مرجعي معياري لقدرات الطفل على القراءة، قدرة هذا الطفل مقارنة بالأطفال الآخرين من نفس العمر أو مستوى الصف، تم تطوير الاختبارات المعيارية وتقييمها من قبل الباحثين وأثبتت فعاليتها في قياس سمة أو اضطراب معين، يمكن أن يشمل التقييم النفسي العديد من المكونات مثل الاختبارات النفسية المعيارية والاختبارات والاستطلاعات غير الرسمية ومعلومات المقابلة والسجلات المدرسية أو الطبية والتقييم الطبي وبيانات المراقبة.
يحدد عالم النفس المعلومات التي يجب استخدامها بناءً على الأسئلة المحددة التي يتم طرحها، على سبيل المثال؛ يمكن استخدام التقييمات لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب في التعلم أو مؤهل للمحاكمة أو لديه إصابة دماغية رضية، يمكن استخدامها أيضاً لتحديد ما إذا كان الشخص سيكون مدير جيد أو مدى جودة العمل مع فريق، أحد أساليب التقييم الشائعة على سبيل المثال؛ هي المقابلة السريرية.
عندما يتحدث طبيب نفسي إلى عميل عن مخاوفه وتاريخه؛ فإنه يكون قادر على ملاحظة كيفية تفكير العميل والأسباب والتفاعل مع الآخرين، قد تشمل التقييمات أيضاً إجراء مقابلات مع أشخاص آخرين قريبين من العميل، مثل المعلمين أو زملاء العمل أو أفراد الأسرة، مع ذلك لن يتم إجراء هذه المقابلات إلا بموافقة كتابية من العميل، يسمح الاختبار والتقييم معاً للأخصائي النفسي برؤية الصورة الكاملة لنقاط القوة والقيود لدى الشخص.
الاختبارات النفسية ليست مقاس واحد يناسب الجميع، يختار علماء النفس ويختارون مجموعة محددة من التقييمات والاختبارات لكل عميل على حدة، لا يمكن لأيّ شخص فقط إجراء تقييم نفسي، يتم تدريب علماء النفس السريري المرخصين بخبرة على إدارة التقييمات والاختبارات وتفسير النتائج، في كثير من الحالات يقوم علماء النفس الذين يقومون بإجراء الاختبارات بعلاج المرضى بالعلاج النفسي.
يركز بعض علماء النفس فقط على تقييم المرضى ثم يحولونهم إلى متخصصين آخرين لتلقي العلاج بعد إجراء التشخيص، في كلتا الحالتين ستساعد عملية الاختبار والتقييم في ضمان تلقي العميل العلاج الذي يناسب احتياجاته الفردية، لا يشبه الاختبار النفسي إجراء اختبار متعدد الخيارات إما أن تنجح فيه أو تفشل، بدلاً من ذلك يستخدم علماء النفس المعلومات من الاختبارات والتقييمات المختلفة للوصول إلى تشخيص محدد ووضع خطة علاجية.
يميل بعض الناس إلى إلقاء نظرة خاطفة على الاختبارات في وقت مبكر، إذا اشتبهوا في أنّهم قد يواجهون مشكلة معينة، فقد يبحثون عبر الإنترنت عن اختبار تدريبي لهذه المشكلة، يقول الخبراء إن هذه فكرة سيئة؛ في الواقع عادةً ما تأتي الممارسة في وقت مبكر بنتائج عكسية، عندما نحاول إجراء الاختبار بطريقة معينة قد تكون الإجابات غير متسقة وتجعلنا نبدو وكأنّنا نواجه مشاكل أكثر مما نواجهها بالفعل.