إنّ أحد الأهداف الرئيسية للتعليم هو تعزيز التعلم مدى العمر، وبالتالي يجب أن يكون التعليم قادرًا على تحفيز الطلاب على مواصلة التعلم طوال حياتهم حتى خارج الفصل الدراسي، لذلك، يجب أن يسعى المعلم التربوي جاهدة لتعزيز تنمية التعلم مدى الحياة بين الطلاب، وهناك أدلة في الأدبيات التربوية تدعم فكرة أن إدارة الفصل الدراسي تلعب دورًا رئيسيًا في مساعدة المعلمين على تحقيق التعلم الأمثل في فصولهم الدراسية، في ضوء ذلك أنه من المهم تقييم أهمية الإدارة الفعالة لسلوك الطلاب في الفصل الدراسي.
فوائد الانضباط الصفي الفعال للمعلم:
يعتبر المعلمون أنّ إدارة سلوك الطلاب من أكبر الضغوطات في مهنتهم، على سبيل المثال، أنّ ما يقرب من 30٪ من 400 ممن تركوا مهنة التدريس استشهدوا بإدارة الطالب كأحد أسباب استسلامهم، وأنّ المعلمين صنفوا إدارة سلوك الطلاب على أنها ثاني أكثر العوامل توترًا للمعلمين.
يساعد على خلق بيئة تعليمية مواتية:
إذا كان لدى المعلم استراتيجيات استثنائية لمساعدته في إدارة الفصل الدراسي بفعالية، فسوف تساع هذه الاستراتيجيات المعلم على إنشاء بيئة مواتية للطلاب للتعلم بفعالية.
وأنّ مهارات المعلم في إدارة الفصل الدراسي يمكن أن تساعد على إنشاء بيئة مواتية تجعل جميع الطلاب لديهم شعور بالانتماء حتى يشعروا بالحرية في استكشاف المزيد من فرص التعلم ضمن الحدود والمعايير التي وضعتها الجهود المشتركة بين المعلم والطلاب، حيث أن هذا ممكن إذا كانت لدى المعلم خطة مدروسة جيدًا لإدارة سلوك الطلاب والفصل الدراسي.
من ناحية أخرى إذا لم يكن لديه خطة لإدارة دروسه وسلوك الطلاب في الفصل الدراسي، فستكون هناك فوضى تجعل بيئة الفصل الدراسي الخاصة به غير مناسبة للتعلم الفعال، في هذه البيئة سيتعلم الطلاب أقل بكثير مما يمكن أن يتعلموه إذا كنت قد أدرت الفصل الدراسي بفعالية.
يساعد على تجنب إهدار الوقت والطاقة:
أن المعلم بحاجة إلى استراتيجية مناسبة لإدارة الفصل الدراسي لتوجيه كل الأشياء التي تحدث في الفصل الدراسي خلال اليوم، وغالبًا ما يكون من المفيد التخطيط المسبق للدرس مع مراعاة مشكلات إدارة الفصل الدراسي مثل أن التخطيط للسلوكيات السيئة المحتملة أثناء الدرس، في هذه الحالة لن تمنع المعلم من مساعدة الطلاب على فهم ما سيقوم بتدريسه بشكل فعال.
هذا يعني قبل أن يطرح الطالب سلوكًا في الصف أثناء الدرس، يمكن أن تساعد خطة المعلم لإدارة الفصل على التعامل بسرعة مع هذا السلوك والمضي قدمًا في الدرس.
والتفكير والبدء في عمليات التخطيط لإدارة الفصل الدراسي الخاص بالمعلم سيكون دائمًا مفيدًا للغاية في إزالة جميع الاضطرابات تقريبًا في الصف، وعلى المعلم التذكر دائما أن تخطيط إدارة الفصل الدراسي الخاص به سوف يختلف باختلاف الفصول الدراسية.
وعلى سبيل المثال من المناسب دائمًا القيام بالتخطيط الدقيق حول كيفية إدارة الفصل الدراسي إذا كان لدى المعلم طلاب مشاغبون في ذلك الفصل، وإلا سيضيع كل فترة الدرس في محاولة التحكم في سلوك واحد أو عدد قليل من الطلاب وإدارته في حين أن الغالبية لا تتعلم الكثير، وسيؤدي هذا غالبًا إلى إجبار بعض الطلاب المطيعين على المشاركة في تعطيل الدرس.
يساعد على رفع الروح المعنوية للمعلم:
يساعد امتلاك مهارات جيدة في إدارة الفصل الدراسي على رفع معنويات المعلم، ويجعله يشعر وكأنّه سيد عمله، والمعلم الذي لا يبرز أفضل ما في طلابه فحسب بل يستمد أيضًا رضاءً قويًا وتحفيزًا ممّا يفعله، على سبيل المثال يشعر المعلم دائمًا بالسعادة والرضا بعد أن ينتهي من تدريس الدرس بدون أو مع انقطاعات أقل.
ولكن عندما يكون لديه درس صعب مع الكثير من الاضطرابات وسوء سلوك الطلاب، فإنّه دائمًا سوف يشعر بالإرهاق ويشعر بالرغبة في التخلي عن مهنته التعليمية، لهذا السبب يعتقد أن إدارة الفصل الدراسي مهمة للغاية في التعليم، ومن الضروري دائمًا أن يكون لديه فلسفة لإدارة سلوك الطلاب وخطة لإرشاده في تحقيق تلك الأفكار في الفصل الدراسي.
أهمية الانضباط الصفي الفعالة للطلاب:
يعتمد إنجاز الطلاب بشكل كبير على فعالية معلميهم في الفصل الدراسي، وأنّ الطلاب الذين يقضون عامًا تحت إشراف مدرسين غير فعالين يحصلون على نقاط متدنية بينما يحصل نظرائهم الذين يقضون نفس الوقت تحت إشراف معلم فعال على نقاط مرتفعة في تحصيلهم.
يخلق هيكلًا وأهدافًا قابلة للتحقيق للطلاب:
ستساعد استراتيجيات إدارة الفصل الدراسي المعلم دائمًا وتشجعه على إنشاء هيكل وأهداف لسلوك الطلاب وتنفيذ الدروس في الصف، ومع هذا سيعرف الطلاب دائمًا ما إذا كانت سلوكياتهم وأفعالهم متوافقة مع الهيكل المعمول به في الفصل الدراسي.
وتوفر الإدارة الفعالة لسلوك الطلاب والفصول الدراسية استراتيجيات للمعلم لتنظيم فصولهم ودروسهم بحيث يكون لدى الطالب خارطة طريق ليتبعها، ويتم ذلك دائمًا مع الأهداف المرفقة.
يطلع الطلاب على ما هو متوقع منهم:
ستساعد استراتيجية إدارة الفصل الدراسي المناسبة الطلاب على فهم ما هو متوقع منهم، زفي إدارة السلوك في الفصل الدراسي سيتعين على المعلم والطلاب دائمًا وضع القواعد والإجراءات والمعايير للتحكم في السلوك.
وبهذا يعرف الطلاب بالضبط ما يجب عليهم فعله في المواقف المختلفة، ولن يكون هناك لبس فيما يتعلق بمسؤوليات كل طالب في الفصل.
حيث أنّ جميع الطلاب لديهم الحافز للتعلم ، طالما أن هناك توقعات واضحة، والمهام والأنشطة لها قيمة، وأنّ بيئة التعلم تعزز الدافع الذاتي.
على سبيل المثال إذا كانت هناك قاعدة مفادها أن الجميع يجب أن يظلوا في مقعده عندما يرن الجرس، فسيعرف الطلاب ذلك وسينتظرون من المعلم ليخبرهم بالخروج لقضاء فترة راحة، ومع ذلك إذا لم يتم تنفيذ الإدارة السليمة للفصول الدراسية ودقات الجرس، فسيتم الخلط بين الطلاب فيما يتعلق بما يجب القيام به أو عدمه.
مع هذا سينتهي الطلاب باتخاذ قرار مناسب لهم، وبالتالي سوف يندفعون للخارج بينما قد يحاول المعلم جذب انتباههم.
يزيد من وقت المهمّة ويقلل من اضطرابات الفصل الدراسي:
تقلل الإدارة الجيدة للفصول الدراسية من الاضطرابات في الفصل، وبالتالي يحاول المعلمون التنبؤ بكل الاضطرابات المحتملة ووضع خطط لإدارتها بشكل مناسب، وعندما ينجح هذا فإنّه يزيد من الوقت الذي يقضيه الطلاب في أنشطة الدرس بدلاً من التحدث عن السلوك التخريبي لأصدقائهم، هذا يضيف قيمة لجهود الطلاب لأنهم سيتعلمون الكثير، وبهذا يصبحون قادرين على التعلم وفهم واجتياز التقييمات ذات الصلة للنجاح في الحياة.
على سبيل المثال يمكن للمدرس أن يكون قادرًا على التنبؤ بالسلوك المحتمل للطلاب الذين يتحدثون ويضع الخطوات المثالية التي يجب اتخاذها في إدارة هذا السلوك، وعند القيام بذلك سيحصل الطلاب على مزيد من الوقت للعمل في أنشطة الفصل.
