كيفية التعامل مع الشخصية المستفزة

اقرأ في هذا المقال


من هو الشخص المستفز؟

هو من يتصرف بأفعال تزعج الناس، أو يتسم بخصائص سيئة تجعل المكان الموجود فيه غير محبب للجميع، وغالباً ما تكون هذه السلوكيات التي يتصرف بها صاحب هذه الشخصية متكررة، وهو غير مدرك أنها أفعال مزعجة تستفز من يحيط به.

وسمّيت هذه الشخصية بهذا الاسم لأن الأفعال التي يقوم بها الشخص تستفز المشاعر السلبية للآخرين، مثل الغضب والعدوان، بل أن صاحب هذه الشخصية قد يحرك بداخل من يتعامل معه مشاعر اليأس والكآبة والضيق، وقد يحفزهم للتصرف بأسلوب لا يريده الفرد ولا تعكس شخصيته الحقيقية.

كيفية التعامل مع الشخصية المستفزة:

عن طريق إدراك أسباب التوتر والشعور بعدم الارتياح تجاه سلوكيات صاحب هذه الشخصية أو حتى الإحساس بالضيق لمجرد وجوده في حياة الفرد، يمكن تحديد الأسلوب الأفضل للتعامل معه، وهذه بعض النصائح لكيفية التعامل معها:

تحديد الأفعال المثيرة للاستفزاز:

تحديد هذه الشخصية يستند كذلك على معايير ذاتية، فقد ينزعج أحد الأفراد من إصدار الأصوات العالية أو إصدار صوت عند الطعام، فيما قد لا يكون هذا مصدر إزعاج للبعض الآخر، ولهذا يتطلب تحديد السلوكيات المزعجة التي يقوم بها صاحب هذه الشخصية، ثم معرفة كيفية معالجة هذه الأفعال بحد ذاتها مع الحفاظ على اللباقة، خاصة في العلاقات التي لا يمكن قطعها مثل الأقارب أو المدير في العمل.

التركيز على حماية الذات:

يسبق التفكير في كيفية إيقاف صاحب هذه الشخصية، التفكير في كيفية التعامل مع المواقف وحماية الذات من النتائج النفسية السلبية للاستفزاز المتواصل، وعلى الفرد أن يجعل هدفه تجنب الاستفزاز والحفاظ على هدوئه ومنع زيادة العصبية والتسرع.

رسم حدود واضحة وثابتة:

في العديد من الحالات لا يدرك صاحب هذه الشخصية ما يجعل من يتعامل معه غاضب أو منزعج، بالتحديد عندما يحاول الفرد أن يكون لطيف ولين فيظن أن أفعالة المستفزة مقبولة، لهذا على من يتعامل مع صاحب هذه الشخصية أن يكون واضح في وضع الحدود معه، وأن يتم إخباره بكل صراحة إذا كان الفرد غير مهتم بحديثه، أو يزعجه تدخله في الأمور الشخصية، أو أن أسلوبه في الكلام تجعل الفرد غير مرتاح في التعامل معه، في أغلب الحالات يتجاوب أصحاب هذه الشخصية عند تحديد الأفعال المزعجة، ودور الفرد في هذه الحالة أن يكون حازم في تحديد هذه الأفعال وعدم تقبلها بأسلوب محترم وهادئ.

عدم المحاولة في تحليل السلوكيات المستفزة:

كذلك على الفرد عدم ترك الأفعال المستفزة تشغل ذهنه، وعدم التفكير المبالغ بالمثيرات والأسباب التي كان لها دور في جعل صاحب هذه الشخصية أن يقوم بهذه الأفعال، على الفرد أن يشغل ذهنه فقط بما يجعله أكثر راحة وهدوء.

عدم الدخول معه في جدال:

مهما كان السبب، وعدم المحاولة في تعديل طريقة أو توجيهه، فالدخول بجدال مع صاحب هذه الشخصية يعني تشجيعه على المزيد الأفعال المزعجة والإصرار على آرائه، وأيضاً محاولة تعديل أفكار أو أفعال صاحب هذه الشخصية قد تجعله أكثر استفزاز وإزعاج.

التجاهل:

التجاهل ليس ضعف ولا انهزام، بل هو أسلوب دبلوماسي لتجنب الاختلاف مع الأشخاص المزعجين، في كثير من الأوقات على الفرد تجاهل ما يقوله صاحب هذه الشخصية، وتجاهل وجوده تماماً، وتجنب إبراز الانزعاج أو الغضب أو حتى الاهتمام.

إجابات قصيرة:

بالرغم من توفر حالات استثنائية من الثرثرة اللاإرادية عند صاحب هذه الشخصية؛ لكن الإجابات القصيرة عادةً ما تخلق جو من الرسمية، وتجعل صاحب هذه الشخصية أقل رغبة في طرح الأسئلة أو الدخول في نقاشات يعلم بشكل مسبق أن الرد عليها سوف يكون بكلمة واحدة، وربما يتم تحريضه على طرح السؤال لماذا تجيبني بهذه الطريقة؟ ما يتيح للفرد الفرصة للتعبير عن انزعاجه من نوعية الأسئلة أو أسلوب النقاش.

إلغاء متابعته على مواقع التواصل الاجتماعية:

إذا كانت مشكلة الفرد مع أصحاب هذه الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعية، فإن لديه خيارات عديدة، مثل إلغاء المتابعة.

الاستفادة من الشخص المستفز:

في الواقع يمنح أصحاب هذه الشخصية للفرد فهم أفضل لنفسه، فيعرف عن طريقهم ما المواضيع التي تجعله متوتر وقلق، وعليه أن يستغل هذه الأمر لإلقاء نظرة عميقة على ذاته، ويتعامل مع النقاط الضعيفة التي يسهل هزها واستفزازها من قبل الآخرين، وتعلم الفرد كيف يحميها ويحد من استثارتها.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019شخصيات مضطربة، طارق حسن، 2020كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014


شارك المقالة: