اقرأ في هذا المقال
- ما هو التبرير
- كيفية استخدام التبرير والتعقل
- كيفية استخدام ذكائنا بدلا من الغضب
- خطوات نحو المسؤولية والنمو الشخصي
ما هو التبرير
التبرير: هو الفعل الذي نقوم به عندما نعمل عملاً غير صحيح فنبحث عن مبرر، أو سبب عقلي لغضبنا أو لخطئنا، أو عدم سعادتنا، فإنّنا نقول لأنفسنا، ولأي شخص أخر يسمعنا، كم تمَّ معاملتنا معاملة سيئة، وكم كان مَسلك الشخص اﻵخر رهيباً، ونبقى نعيد بالموقف الذي حصل في عقلنا باستمرار، وكلّما فكرنا في الشخص أو بالموقف ينتابنا الغضب، ونشعر بأنَّنا غاضبين من كل شيء يحصل معنا، كما لو أنَّنا قد دفعنا ثمناً غالياً، لأنَّنا كنّا أشخاص صالحين، وفاضلين تماماً، من وجهة نظرنا.
كيفية استخدام التبرير والتعقل
إنَّ وسيلتنا لاختصار دورة هذه الميول الطبيعية تِجاه التبرير والتعقّل، تنبع من رفضنا، ولا بد أن نتوقف عن التبرير بدلاً من ذلك، وأن نستخدم عقلنا خارق القدرات في تدبّر اﻷسباب، وليس في تبرير عواطفنا السلبية، وأن نتذكر أن عواطفنا السلبية ليست في صالحنا، وأنَّها هدامة من كل النواحي، حيث أنَّها لا تؤثر على الشخص اﻵخر ولا تغير من طبيعة الموقف، إنَّها ببساطة تحطم سعادتنا وثقتنا بذاتنا، وتجعلنا أضعف وأقل فعالية في جوانب أخرى من حياتنا.
كيفية استخدام ذكائنا بدلا من الغضب
ينبغي علينا بدلاً من تبرير غضبنا وبؤسنا، أن نستخدم ذكائنا وخيالنا في التماس العذر للشخص اﻵخر، فمثلاً إذا تجاوزنا شخص ما وقطع طريق سيارتنا بسيارته، فبدلاً من أن ينتابنا الغضب، يمكننا أن نقول: ” حسناً، من المُستحسن أن أكون أكثر حرصاً في المرة القادمة، أظن أنَّه يَمرّ بيوم عصيب”، أو “لا بدّ أنَّه قد تأخر عن موعد مهم”.
خطوات نحو المسؤولية والنمو الشخصي
التبرير هو ميكانيزم دفاعي نفسي يلجأ إليه الأفراد لتفسير أو تقديم أسباب لتصرفاتهم أو قراراتهم التي قد لا تكون مبررة بالكامل. بينما يمكن أن يكون التبرير وسيلة لحماية الذات من الانتقادات أو الشعور بالذنب، إلا أنه يمكن أن يعيق النمو الشخصي ويؤثر على العلاقات مع الآخرين. فيما يلي سنتناول كيفية التوقف عن التبرير والتحول نحو تحمل المسؤولية والنمو الشخصي.
لماذا نبرر؟
قبل أن نناقش كيفية التوقف عن التبرير، من المهم أن نفهم لماذا نقوم بالتبرير:
حماية الذات: التبرير يمكن أن يكون وسيلة لحماية الذات من الانتقادات أو اللوم. عندما يشعر الفرد بالتهديد أو القلق من تقييمات الآخرين، قد يلجأ إلى التبرير كوسيلة للدفاع عن نفسه.
التحايل على الشعور بالذنب: الأفراد قد يستخدمون التبرير لتخفيف شعورهم بالذنب أو المسؤولية عن تصرفاتهم. بتقديم أسباب قد تبدو منطقية، يمكنهم الشعور بأنهم غير مذنبين.
التحكم في الصورة الذاتية: التبرير يساعد بعض الأشخاص على الحفاظ على صورة إيجابية عن أنفسهم. من خلال تقديم تفسيرات لأفعالهم، يمكنهم تجنب مواجهة عيوبهم أو فشلهم.
خطوات للتوقف عن التبرير
الاعتراف بالدوافع: الخطوة الأولى للتوقف عن التبرير هي الاعتراف بدوافعك. اسأل نفسك لماذا تشعر بالحاجة إلى التبرير. هل هو خوف من الانتقاد؟ هل هو شعور بالذنب؟ فهم الأسباب الكامنة وراء التبرير يمكن أن يساعدك في التعامل معها بشكل أكثر فعالية.
تحمل المسؤولية: اتخذ خطوة نحو تحمل المسؤولية عن أفعالك وقراراتك. بدلاً من تقديم أعذار، اعترف بمسؤوليتك عن النتائج التي ترتبت على أفعالك. هذا لا يعني الاعتراف بالخطأ فحسب، بل يعني أيضًا الالتزام بتحسين الأمور وتجنب الأخطاء المستقبلية.
تقدير التعليقات البناءة: بدلاً من رؤية الانتقادات كتهديد، حاول تقديرها كفرص للنمو. التبرير يمكن أن يكون ردة فعل ضد الانتقادات، ولكن الاستماع إلى التعليقات البناءة يمكن أن يوفر رؤى قيمة لتحسين نفسك وتطوير مهاراتك.
تطوير الوعي الذاتي: العمل على تطوير وعيك الذاتي يساعدك على فهم نفسك بشكل أفضل والتعامل مع مشاعرك وقراراتك بشكل أكثر نضجًا. قم بتقييم تصرفاتك ومشاعرك بانتظام وكن صريحًا مع نفسك بشأن دوافعك وأخطائك.
ممارسة الصدق والشفافية: الصدق والشفافية في التعامل مع الآخرين يمكن أن يقلل من الحاجة للتبرير. عندما تكون صريحًا بشأن أفكارك ومشاعرك، ستقل الحاجة إلى تقديم أعذار لأنك ستبني علاقة مبنية على الثقة والصدق.
تبني ثقافة النمو: بدلاً من التركيز على الأخطاء كعقوبات، حاول تبني ثقافة النمو حيث تعتبر الأخطاء فرصًا للتعلم والتحسين. هذا يساعد في تقليل الحاجة للتبرير، حيث يتم التعامل مع الأخطاء بشكل إيجابي كجزء من عملية التطور.
التحلي بالثقة بالنفس: بناء الثقة بالنفس يمكن أن يقلل من الحاجة للتبرير. عندما تكون واثقًا في قراراتك وأفعالك، ستقل الحاجة إلى تقديم أعذار لأنك ستكون مطمئنًا إلى صحتها.
التركيز على الحلول بدلاً من الأعذار: بدلاً من التركيز على تقديم أعذار للأخطاء أو المشاكل، قم بالتركيز على إيجاد حلول وتحسين الوضع. هذا النهج يوجه طاقتك نحو تحقيق نتائج إيجابية بدلاً من البحث عن تفسيرات لمواقف غير مرغوب فيها.
ممارسة الاستماع النشط: الاستماع النشط يمكن أن يساعد في تقليل الحاجة للتبرير. عندما تكون منتبهًا ومهتمًا بما يقوله الآخرون، يمكنك فهم وجهات نظرهم وتقديم ردود فعل أكثر ملاءمة بدلاً من تقديم أعذار.
الاعتراف بالإنجازات والتعلم منها: من المهم الاعتراف بالإنجازات والنجاحات والتعلم منها. بدلاً من التبرير للأخطاء، استغل الفرص للاحتفال بالنجاحات وتعلم من التجارب الإيجابية لتعزيز ثقتك بنفسك وقدرتك على التعامل مع المواقف بشكل أكثر فعالية.
فوائد التوقف عن التبرير
تحسين العلاقات: التوقف عن التبرير يعزز من صدق العلاقات ويزيد من الثقة المتبادلة بين الأفراد. العلاقات المبنية على الصدق والشفافية تكون أكثر قوة واستدامة.
تعزيز النمو الشخصي: من خلال تحمل المسؤولية والتعامل مع الأخطاء بشكل إيجابي، يمكنك تحقيق نمو شخصي ملحوظ. هذا يسهم في تطوير مهاراتك وقدراتك بشكل مستمر.
زيادة الثقة بالنفس: عندما تتوقف عن التبرير وتتحمل المسؤولية عن أفعالك، ستزيد ثقتك بنفسك وقدرتك على مواجهة التحديات بثقة أكبر.
تحسين الأداء: التركيز على الحلول بدلاً من تقديم أعذار يعزز من قدرتك على تحسين أدائك في مختلف جوانب حياتك، سواء في العمل أو الحياة الشخصية.
التوقف عن التبرير هو خطوة نحو تحقيق النضج الشخصي وتحسين العلاقات مع الآخرين. من خلال تحمل المسؤولية، ممارسة الصدق، وتبني ثقافة النمو، يمكن للفرد أن يتجاوز ميكانيزمات التبرير ويحقق نتائج إيجابية في حياته. التبرير قد يكون وسيلة للدفاع عن النفس، ولكن التحلي بالشفافية والصدق يفتح أبوابًا جديدة للنمو الشخصي والنجاح.