كيف نحصل على تقييم نفسي؟

اقرأ في هذا المقال


إذا شعر الشخص بالمرض سيذهب إلى الطبيب، ينطبق الشيء نفسه على الصحة العقلية، قد تبدو عبارة التقييم النفسي مخيفة ولكنها ليست أكثر من فحص عقلي، هو أمر مهم لأنّ مشاكل الصحة العقلية عادة لا تختفي من تلقاء نفسها، في الواقع يمكن أن تزداد سوءاً مع التقدم في العمر، مع ذلك فإنّ ثلث الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية معروفة فقط يطلبون المساعدة المهنية.

ما هو التقييم النفسي؟

على الرّغم من أنّ ثقافتنا قد تصم الأمراض العقلية، إلّا أنّها شائعة جداً وفقاً لتقرير عام 2020 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، يعاني واحد من كل أربعة أشخاص من اضطراب عقلي أو عصبي في مرحلة ما من حياته، يمكن الراحة من خلال العلاج المناسب سواء كان ذلك علاج بسيط لتعلّم آليات التأقلم الصحية أو الأدوية أو برنامج إعادة التأهيل، التقييم النفسي هو الخطوة الأولى.

إذا كان الشخص يعاني جسدياً، فسيحدد موعد مع الطبيب حتى يتمكن من فحص الأعراض، إذا كان الشخص يعاني عاطفياً، فالعملية متشابهة، بأبسط العبارات التقييم النفسي هو تقييم متخصص للصحة النفسية، يمكن أن يقوم بذلك الطبيب الخاص بالمريض والذي يمكنه إحالته إلى أخصائي الصحة العقلية، أو بواسطة طبيب نفسي أو متخصص في هذا المجال.

وفقاً لمقدم العلاج يتضمن التقييم النفسي للبالغين سلسلة من أسئلة التقييم النفسي اللفظي،كذلك اختبار بدني واستبيان مكتوب، يساعد هذا أخصائيي الصحة العقلية على التعرّف على أعراض الشخص وفهم شدة المرض العقلي المحتمل، من المهم أنّ نتذكر أن هذا فحص طبي روتيني يشبه الحصول على الأشعة السينية أو عمل الدم والطبيب لا يحكم عليه شخصياً، لن يكون العلاج فعال إلا إذا كان لدى الطبيب صورة كاملة لما هو خطأ.

كيف نحصل على تقييم نفسي؟

لا تظهر معظم اضطرابات الصحة العقلية بين عشية وضحاها، ما يقدر بنحو 50 في المائة من الأمراض العقلية تبدأ في حوالي سن 14، بينما يبدأ ثلثاها في سن 24 ومع ذلك، ينتظر الكثير من الناس حتى يعانون من أعراض حادة لتلقي العلاج، ممّا يعني أنّهم قد يعانون لسنوات، يساعد التدخل المبكر في تقليل شدته وقد يكون قادر على منع حدوث اضطراب نفسي كبير تماماً، لكن من المهم فهم علامات الإنذار المبكر.

قد يكون للأعراض التالية أسباب لا تعتبر مرض عقلي، لكن إذا كانت تتدخل في العمل والعلاقات فمن المفيد إجراء تقييم نفسي، يجب على أولئك الذين لديهم أفكار انتحارية أو أفكار لإيذاء الآخرين التماس العناية الطبية الفورية. وفقاً لجمعية الطب النفسي، قد نرغب في الحصول على تقييم نفسي إذا واجهنا العديد من الأعراض التالية:

  • تغيرات جذرية في النوم أو الشهية.
  • تقلبات مزاجية دراماتيكية أو سريعة.
  • الانسحاب الاجتماعي أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي تمتعنا بها سابقاً.
  • انخفاض في الأداء سواء كان ذلك في الدرجات الدنيا في المدرسة أو ترك النوادي الاجتماعية أو صعوبة أداء المهام اليومية.
  • مشاكل في التركيز أو الذاكرة أو التفكير المنطقي.
  • زيادة الحساسية للمشاهد والأصوات والروائح أو اللمس  أو تجنب المواقف التي قد تكون مفرطة التحفيز.
  • اللامبالاة.
  • الشعور بالانفصال أو الشعور بعدم الواقعية، يُشار إلى هذا غالباً باسم الانفصال أو تبدد الشخصية والذي يرتبط باضطرابات القلق المختلفة.
  • السبب والنتيجة المنطقي.
  • العصبية.
  • سلوك غير عادي.

زيارة الطبيب:

بمجرد أن يقرر الشخص إجراء تقييم للصحة العقلية، فإنّ الأمر يتعلق بالاتصال بالطبيب، يمكنك إمّ

ا التحدث إلى الطبيب المعروف لدى الأسرة، الذي يمكنه إحالة الفرد إلى طبيب نفسي أو يمكنه التحايل على مقدم الرعاية الأولية والذهاب مباشرة إلى ممارس الصحة العقلية، أولاً يجب أن يتحقق مع مزود التأمين الخاص به؛ لأنّ التغطية قد تعتمد على الإحالة، مع العلم  أنّه قد لا يزال يتعين عليه مراجعة طبيب الرعاية الأولية لإجراء فحص بدني.

وفقاً لجمعية القلق والاكتئاب (ADAA)، يمكن أن يكلف العلاج أكثر من 100 دولار في الساعة إذا لم يتم تغطيته بالتأمين، على الرغم من أنّ بعض المعالجين يقدمون خيارات منخفضة التكلفة ومتدرجة، إذا لم يكن الشخص متأكد من مكان العثور على ممارس صحة عقلية مرخص، فهناك عدد من الموارد المتاحة مثل (Psychology Today و ZocDoc)، أو يمكن البحث من خلال منظمة للصحة العقلية مثل (ADAA).

الحصول على امتحان جسدي:

عادةً ما يكون الفحص البدني ضروري قبل البدء في علاج اضطرابات الصحة العقلية، وفقًا لتقرير (WebMD) يرجع ذلك إلى أنّ بعض الأمراض الجسدية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الاضطرابات العصبية، لها أعراض تشبه المرض العقلي، قد يطلب الطبيب إجراء فحص للبول أو فحص للدم أو فحص للدماغ، من المحتمل أن يُطلب منه أسئلة تقييم نفسي روتينية حول تعاطي المخدرات والكحول.

من المهم إخبار الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها، حتى لو كانت تبدو غير ضارة مثل المكملات الغذائية أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء يمكن أن تؤدي الجرعة غير الصحيحة إلى أعراض معينة تحاكي اضطرابات الصحة العقلية، على سبيل المثال يمكن أن يسبب التسمم بالحديد من كثرة مكملات الحديد الخمول، هو أيضاً أحد أعراض الاكتئاب.

الإجابة عن أسئلة التقييم النفسي التمهيدي:

سيطرح مقدم خدمات الصحة العقلية على الفرد عدد من أسئلة التقييم النفسي، غالباً ما يتم ذلك من خلال استبيان مكتوب قد يطلب منه على سبيل المثال سرد سمات شخصيته، الأسئلة النموذجية تركز على تاريخ الصحة العقلية، “هل تلقيت علاج في الماضي؟ منذ متى وأنت تعاني من الأعراض؟”، أمّا التاريخ العائلي فيمكن أن تنتقل اضطرابات الصحة العقلية عبر الأجيال، على سبيل المثال إذا كان أحد والدي الفرد البيولوجيين يعاني من اضطراب ثنائي القطب، فإنّ احتمالية إصابته بالاضطراب ثنائي القطب تزداد.

كذلك التاريخ الشخصي على سبيل المثال، “هل تعرضت لأي صدمات؟ ماذا كانت تشبه طفولتك؟ هل خدمت في الجيش أو في مهنة عالية الضغط؟ هل تنخرط في سلوك محفوف بالمخاطر؟”، يجب أن يكون الفرد مستعد للإجابة على الأسئلة المتعلقة بصدمة سابقة، وفقاً لهارفارد هيلث فإنّ الصدمات السابقة وخاصة صدمات الطفولة المبكرة، هي عامل خطر لمعظم الاضطرابات النفسية وخاصة اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، يعاني حوالي 5 إلى 10 بالمائة من الأشخاص من اضطراب ما بعد الصدمة.

الخضوع للتقييم المعرفي وتقييم الصحة العقلية:

سيستخدم الطبيب هذا الجزء من التقييم النفسي لطرح أسئلة حول أفكار الشخص ومشاعره وسلوكه بالتفصيل، إنّهم يحاولون تكوين شعور بشخصيته وكيف تعمل في حياته اليومية، على سبيل المثال قد تؤدي بعض الأنشطة إلى تفاقم الأعراض، لكن ربما يكون قد وجد طرق للتأقلم تعمل، أما التقييمات المعرفية فهي جزء مهم من التقييم النفسي للبالغين؛ لأنّ الطبيب يجب أن يقيس قدرته على التفكير ومعالجة المعلومات.

في هذا القسم من التقييم، قد يُطلب من الشخص القيام بمهام أساسية مثل التعرف على الأشكال أو حل الرياضيات البسيطة أو تذكر قائمة قصيرة، قد يُسأل أيضاً عن قدرته على إكمال المهام اليومية مثل الأكل والاستحمام والعمل.

الحصول على التشخيص والعلاج:

قد يستغرق التقييم النفسي عدة ساعات وحتى بعد ذلك، قد لا يزال على الشخص انتظار نتائج الاختبارات المعملية، بمجرد أن يحلل الطبيب نتائج تقييمه، يجب أن يكون قادر على تزويده بالتشخيص ويمكنه البدء في مناقشة خيارات العلاج، يجب أن يتذكر الشخص أنّ الصحة العقلية ليست مجففة وجافة، قد يستجيب بعض الأشخاص جيداً لأساليب مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، قد يحتاج آخرون إلى الأدوية.


شارك المقالة: