أهمية لغة الجسد وكيفية تفسيرها

اقرأ في هذا المقال


إنّ السرعة العادية التي يتحدّث بها الإنسان تتراوح ما بين مئة إلى مئة وعشرين كلمة في الدقيقة، كذلك يستطيع الإنسان العادي التفكير فيما يقارب من ثمان مئة كلمة في الدقيقة الواحدة، وهكذا تكون لغة الجسد هي المخرج الأهم والأنجح لهذا الكمّ الهائل من الأحاسيس والأفكار التي تنتاب الإنسان ولا ينطق بها، فلغة الجسد لغة تتعلّق بالقدرة على التعبير دون الحاجة إلى الكلام، ولكنّ هذا التعبير يتناسب وواقع الحال ويرتبط بشكل مباشر مع الأحاسيس والقيم الفكرية التي تنتج عنها، وقد تكون لغة الجسد معبّرة أكثر من الكلام في حال حسن استخدامها.

الأخطاء التي ترافق محاولة تفسير لغة الجسد:

قد نعتقد أن فهم لغة الجسد يعتمد على قدرتنا الشخصية على التمييز، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً، فإذا كانت اللغة المنطوقة عرضة لسوء الفهم، فإنّ ذلك ينطبق أكثر على لغة الجسد غير المنطوقة، وهناك العديد من الأخطاء التي نقع فيها عند محاولة تفسير لغة الجسد، وقد تؤدي بعض هذه الأخطاء إلى التظليل وسوء الفهم بشكل تام.

الخطأ الرئيسي الأول في محاولة تفسير لغة الجسد:

يتمثّل الخطأ الأكثر شيوعاً في محاولة تفسير كلّ حركة من حركات لغة الجسد على حدة، ومن ذلك التسرّع في تقييم الآخرين وإصدار الحكم عليهم، فعلى سبيل المثال هناك اعتقاد سائد أن الشخص الذي يقوم على حكّ أنفه يكذب فيما يقول، أو أنّ الشخص الذي يقوم على تربيع يديه أو ثني ساقيه يشعر بالخوف أو القلق حيال شيء ما.

في الواقع أن لغة الجسد ليست بالأمر الهيّن الذي يمكن لنا تفسيره بسهولة وسرعة، بل إنّ هذه المحاولة التحليلية النفسية غير المتمرسة لمثل هذه الحركات، قد تسبّب اضطراباً بالغاً وتفسيراً غير صحيحاً لطبيعة الأشخاص الذين يقابلوننا، إذ لا يمكننا أن نحكم على صدق شخص ما أو كذبه لمجرّد قيامه بحركة شعورية أو لا شعورية تدلّ حسب اعتقادنا على شيء ما غير ملموس ولا حقيقي.

علينا ألّا نحاول تفسير دلالات الحركات الفردية، بل علينا أن ننظر إلى لغة الجسد في ضوء الموقف الذي ظهرت فيه، وهذا أمر يحتاج منّا إلى التأني والحكمة وعدم التسرّع في إطلاق الأحكام على الآخرين، معتقدين بأننا خبراء في لغة الجسد ونحن لا نتقنها أصلاً.


شارك المقالة: