عندما يستشير الشخص المصاب طبيب عيون بخصوص مشكلة في الرؤية، يقوم الطبيب بإجراء سلسلة من الاختبارات ويفحص عينيه بحثاً عن علامات العدوى، ستساعد نتائج هذه الاختبارات في الوصول إلى التشخيص ووضع المريض على خطة العلاج الصحيحة، على سبيل المثال النظارات أو قطرات العين، بالمثل يقوم علماء النفس بإجراء اختبارات لفهم أداء الفرد وسلوكه للتوصل إلى تشخيص لمشكلة تتعلق بالصحة النفسية والعقلية والعلاج المقابل.
ما هو التقييم النفسي والاختبار النفسي؟
التقييم النفسي عبارة عن سلسلة من الاختبارات التي يجريها طبيب نفسي، ذلك بهدف جمع معلومات حول كيفية تفكير الناس وشعورهم وتصرفهم ورد فعلهم، تُستخدم النتائج لإعداد تقرير عن قدرات الشخص وسلوكه المعروف بالتقرير النفسي، الذي يستخدم بعد ذلك كأساس لتقديم توصيات بشأن علاج الفرد، يتم استخدام التقييمات والتقارير النفسية في مجالات أخرى أيضاً، كما هو الحال في حالة التخطيط الوظيفي للشباب أو في عملية التقدم للوظيفة لتحديد مدى ملاءمة مقدم الطلب للوظيفة المفتوحة.
يوجد العديد من الإجراءات المستخدمة لإنشاء التقييم وهي المقابلات والملاحظة والتقييم الكتابي والتشاور مع متخصصين آخرين في مجال الصحة العقلية والاختبارات النفسية الرسمية، يستخدم التقييم النفسي أيضاً في مجالات أخرى مثل التعليم لتقييم قدرة الطالب على التعلم والتقدم في الفصل الدراسي، كذلك النظام القانوني لتقييم حالة الصحة العقلية للشخص.
يستخدم الاختبار النفسي لقياس القدرات المختلفة للفرد، مثل أهليته في مجال معين والوظائف المعرفية مثل الذاكرة والتعرف المكاني أو حتى سمات مثل الانطوائية، تستند هذه الاختبارات إلى نظريات نفسية تمّ اختبارها علمياً، يمكن أن يختلف تنسيق الاختبار من مهام القلم الرصاص والورق إلى المهام القائمة على الكمبيوتر، هي تشمل أنشطة مثل حل الألغاز والرسم وحل المشكلات المنطقية وألعاب الذاكرة.
تستخدم بعض الاختبارات أيضاً تقنيات تُعرف باسم تقنيات الإسقاط، التي تهدف إلى الوصول إلى اللاوعي، في هذه الحالات يتم تحليل استجابات الموضوع من خلال التفسير النفسي وخوارزميات أكثر تعقيد من التقنيات غير الإسقاطية، على سبيل المثال يمكن أن يوفر اختبار (Rorschach) المعروف باسم اختبار بقعة الحبر نظرة ثاقبة على شخصية الشخص وأدائه العاطفي.
قد تتضمن الاختبارات النفسية أيضاً مراقبة تفاعلات وسلوك الشخص، بناءً على نتيجة الاختبار سيتم استخلاص استنتاج حول القدرات والإمكانات الكامنة للفرد.
تفسير الاختبارات النفسية:
لا يُقصد من الاختبارات النفسية أن تُفسر دون سياق الشخص الذي يتم اختباره، مثلاً بيئته أو وضعه الاجتماعي الاقتصادي أو صحته الجسدية، في حين أنّ الاختبارات تستخدم مقاييس تم التحقق منها علمياً، فإنّ استخدام نتائجها كمعايير قائمة بذاتها يمكن أن يؤدي إلىتفسير خاطئ؛ على سبيل المثال في حالة تقرير عمل الدم من الضروري أن يقرأ الطبيب الأرقام المتعلقة بأعراض المريض والصحة البدنية العامة للوصول إلى تشخيص دقيق.
بالمثل من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن العديد من الاختبارات النفسية متاحة بسهولة على الإنترنت، إلّا أنّ أخذها دون استشارة أخصائي الصحة العقلية قد لا يؤدي إلى الحصول على تحليل فعلي لشخصية الشخص أو كفاءته أو سلوكه، هذا بدوره قد يعني عدم الحصول على المساعدة التي يحتاجها.
يمكن أن يسمح الاختبار النفسي بضبط واكتشاف كيفية تضافر السمات فيما يتعلق بتشخيص معين أو مشكلة نفسية، على سبيل المثال يعتبر تشخيص الاكتئاب أمر مباشر نسبي، لكنّ تشخيص الاكتئاب لدى شخص لديه نمط شخصية نرجسية مقابل شخص لديه نمط شخصية فصامية أو مشاكل تعاطي المخدرات سيعيد تركيز العلاج تماماً، ستحتوي بطارية الاختبار النفسي الجيدة على مقياس شخصي للتقرير الذاتي وقوائم جرد للأعراض، ربما بعض الاختبارات الإسقاطية.
ماذا تقيس الاختبارات النفسية؟
الصحة النفسية:
يغطي الاختبار النفسي عدد من المجالات المختلفة مثل تقييم الصحة النفسية، يتضمن تقييم الصحة النفسية معلومات حول التاريخ الطبي للشخص والتاريخ العائلي والحالة الحالية لصحته العقلية، يساعد التقييم في تحديد ما إذا كانت هناك أي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية وتحديد التشخيص والعلاج وفقاً لذلك، من المرجح أن يبدأ الطبيب النفسي أو الطبيب النفسي موعد لتقييم الصحة العقلية والذي سيمكنه من تشخيص المريض وعلاجه بشكل صحيح.
تقييمات السلوك التكيفي:
يقيس هذه المهارات الاجتماعية والعملية للفرد، ذلك لتحديد قدرته على العمل بشكل يومي في المنزل أو المدرسة أو العمل، عادة ما يتم إجراؤها جنباً إلى جنب مع الاختبارات المعرفية، على سبيل المثال يمكن استخدامه لتقييم قدرة الطفل على العمل في الأنشطة الاجتماعية مع الطلاب الآخرين في المدرسة.
اختبار القدرات:
يقيس اختبار الكفاءة قدرة الشخص على أداء أنواع مختلفة من المهام، يتم ذلك لتحديد المجالات التي تكون فيها مهاراتهم هي الأقوى، قد يكون بعض الأشخاص أفضل في المهام الكمية التي تتطلب مهارات الرياضيات والتفكير المنطقي، البعض الآخر في اللغة والبعض الآخر في التفكير الإبداعي.
يتم استخدام هذه الاختبارات من قبل المعالجين المهنيين لقياس القدرة ومعرفة نوع المهن أو الأدوار الوظيفية التي قد يكون الشخص مناسب لها، يمكن أيضاً استخدامها من قبل المستشارين المهنيين لتوجيه الناس نحو التعليم العالي في المجالات التي يظهرون فها قدرة عالية.
الاختبار المعرفي:
يقيس الاختبار المعرفي القدرات المعرفية للشخص، مثل حل المشكلات والتفكير والمفردات والفهم والذاكرة، تُعرف أكثر باسم اختبارات الذكاء أو اختبارات الذكاء، كما تستخدم في مجال التعليم لتحديد نقاط القوة والإمكانات لدى الشخص، على سبيل المثال يمكن إعطاء الطفل اختبار إدراكي لقياس قدرته في موضوعات مختلفة، السماح للمعلمين بمساعدة الطفل على العمل في الموضوعات التي يواجهون مشاكل فيها.
اختبار التعليم أو التحصيل:
يتم إجراء اختبار تعليمي لاختبار مدى تقدم الفرد في تعلم موضوع ما، مثل الرياضيات وفهم القراءة لتحديد أي صعوبات قد يكون لديهم فيها، اختبارات التحصيل هي الاختبارات التي يقوم بها الطلاب في المدارس والكليات.
الاختبارات النفسية الشرعية:
تُستخدم اختبارات الطب الشرعي في المجال القانوني لتحديد ما إذا كان المشتبه به قادر على ارتكاب الجريمة التي اتهم بارتكابها، هو يشمل الاختبارات المعرفية والشخصية والنفسية العصبية.
الاختبارات العصبية النفسية:
تحلل الاختبارات العصبية النفسية كيفية عمل دماغ الفرد، ذلك من أجل تحديد أي مشاكل في عمله، على سبيل المثال قد يضطر الشخص المصاب بإصابة في الرأس إلى الخضوع لاختبارات نفسية عصبية للتحقق من قدرة دماغه على الاحتفاظ بالمعلومات.
اختبارات شخصية:
تركز اختبارات الشخصية على السمات الشخصية للفرد، يساعد في تقييم ما إذا كان الشخص أكثر انطوائية أو منفتحة أو حذراً أو عفوياً، كذلك كيف يمكن أن يتفاعل أو يستجيب لمواقف الحياة المختلفة.