اقرأ في هذا المقال
- ما الذي يحتاج معرفته معلم الفصل الدراسي حول التعلم؟
- ما هي خصائص المتعلمين التي يجب على معلمي الفصل أن يهتموا بها عند التخطيط لدروسهم؟
ما الذي يحتاج معرفته معلم الفصل الدراسي حول التعلم؟
وفقًا لمنهج العلوم السلوكية، يجب أنّ يكون المعلم التربوي قادرًا على مجموعة من الأمور، وتتمثل هذه الأمور من خلال ما يلي:
التركيز على أداء المتعلم:
عرف علماء السلوك تقليديًا التعلم على أنه تغيير ثابت في السلوك تسببه البيئة، ووسَّع المنظِّرون المعرفيون هذا التعريف التقليدي للتعلم ليشمل موضوعات مثل التغييرات المعرفية في سعة الذاكرة والتفكير والمعالجة العقلية، ويعارض علماء السلوك هذا التعريف، حيث لا تنبع معارضتهم من إنكار حدوث تغييرات في النشاط المعرفي العقلي أكثر من القلق بشأن صعوبة قياسها.
ويعتقد علماء السلوك أنّه من أجل إنشاء علم حقيقي للتعليم، ويجب أن نكون قادرين على شرح كيف يؤثر ما يفعله المعلمين على ما يفعله المتعلمين، وليس على ما يفكرون به أو كيف يفكرون فيه.
والنشاط المعرفي شيء لا يمكن قياسه بشكل مباشر، لا يمكن الاستدلال عليه إلّا من خلال مراقبة الأداء، ويمكن أن تكون الاستنتاجات حول النشاط المعرفي خاطئة، ويعتقد علماء السلوك أنّ التركيز على الأداء الذي يمكن ملاحظته يتجنب الاستدلالات الخاطئة حول التعلم ويسمح لنا ببناء علم تعليمي على أساس ثابت.
وتعتبر الفروق بين التعلم والأداء وبين التغييرات المعرفية والملاحظة مهمة للتدريس، ومن خلال دعوتهم القوية للنتائج وأهداف الأداء التي يمكن ملاحظتها، ويتحدى علماء السلوك المعلمين بعدم اعتبار التعلم أمرًا مفروغًا منه.
وهذا يعني أنّه يجب على المعلم التربوي التخطيط للدروس برؤية واضحة للنتائج المهمة التي تريد أن يحققها المتعلمون، وإنهاء التعليم بتقييم لتلك النتائج، تتوافق هاتان التوصيتان مع نهج العلوم السلوكية للتعلم، وتم انتقاد فرضية علم السلوك، وأن المقياس الوحيد الصحيح للتعلم هو الأداء الذي يمكن ملاحظته من قبل بعض التربويين وعلماء النفس.
من ناحية أخرى يعتقد علماء السلوك أن الاهتمام بالأداء سيكون له تأثير معاكس، حيث سيقنع المعلمين بالتفكير بجدية أكبر فيما يريدون أن يحققه المتعلمون، وهذا بدوره سيساعد المعلمين على ابتكار طرق حقيقية لتقييم التعلم من حيث الأداء ومهارات التفكير، وليس مجرد اكتساب الحقائق، حيث يمكن للمعلم كتابة أهداف وغايات تعليمية واضحة ومفصلة يمكن قياسها بشكل موثوق في سياق أداء الفصل الدراسي والأداء في مهام التقييم في العالم الحقيقي.
ضمان تعلم المهارات الأساسية:
قد يتساءل المعلم التربوي كيف يدخل ذكاء شخص ما أو قدراته أو أسلوب تعلمه في نظرية التعلم للعالم السلوكي، وبعد كل شيء إذا كان شخص ما يفتقر إلى الكفاءة في الرياضيات أو الكتابة، أو يمتلك القليل من القدرة الموسيقية أو الرسم، ألّا يؤثر ذلك على تعلمه؟
تحليل المهمة:
تسمّى عملية تحليل الظروف الداخلية اللازمة للتعلم تحليل المهام، ونتيجة تحليل المهمة هي ترتيب المهارات المطلوبة مسبقًا في التسلسل الهرمي للتعلم، ويبدأ في تحليل المهمة بتحديد المهمة التي تريد أن يقوم بها المتعلمون في نهاية الدرس أو وحدة التدريس، ومن ثم يسأل لأداء هذه المهمة، ما هي المهارات المطلوبة التي يجب أن يتقنها المتعلمون بالفعل؟ ويجب أن تكون الإجابة هي المهارات الأساسية الأكثر تعقيدًا والأعلى مستوى.
بعد ذلك يحدد المتطلبات الأساسية الإضافية لكل من هذه المهارات، في النهاية يظهر التسلسل الهرمي للتعلم.
إذا كان المعلم تواجه مشكلة في إجراء تحليل للمهمة باستخدام عملية طرح الأسئلة المنطقية، فينبغي على المعلم القيام بالمهمة بنفسه وكتابة ما قام بفعله، أو مراقبة شخصًا ما يقوم بالمهمة وكتابة ما رآه، حيث أنّ بعض أدلة المناهج مفصلة بشكل كافٍ لتزويد المعلم بتحليل للمهام.
التسلسل:
يعتمد بناء التسلسل الهرمي للتعلم على تحديد المهارات المطلوبة في التسلسل الصحيح: لا يمكن تعليم الطرح مع إعادة التجميع قبل تعليم القيمة المكانية، ويعتبر علماء السلوك أن التسلسل الذي يتم فيه تدريس المهارات له أهمية خاصة، وإنهم يضعون علاوة على الاستجابات الصحيحة والاستجابة السريعة والكفاءة.
لذلك ينتج عن التعليمات المتسلسلة بشكل غير صحيح أخطاء وإحباط وعدم كفاءة، ويحذر بعض التربويون من أنّ تسلسل المهارات المقدمة في المنهج الذي يستخدمه قد يخلق مشاكل للمتعلمين وبالتالي، فإنّ الأمر يستحق وقت لفحص هذا التسلسل وتعديله عند الضرورة.
كما أنّ حل المشكلات المعقدة في الرياضيات وكتابة التراكيب وتفسير مقاطع القراءة الصعبة كلها مهام تتطلب من المتعلمين أداء المهارات المطلوبة مسبقًا تلقائيًا وبدون جهد، حيث يتخيل المعلم الصعوبة التي سيواجهها المتعلمون في كتابة مقال إذا لم يتمكنوا من تشكيل الحروف والتهجئة وعلامات الترقيم وبناء الجمل النحوية، ويجد المتعلمون الذين لا يستطيعون أداء المهارات الأساسية دون جهد وبأقل قدر من الأخطاء صعوبة في نقل التعلم الجديد إلى سياقات مشكلة غير مألوفة، وأنّ أحد المكونات الرئيسية لنقل التعلم الجديد هو التمكن من المهارات المطلوبة مسبقًا.
ما هي خصائص المتعلمين التي يجب على معلمي الفصل أن يهتموا بها عند التخطيط لدروسهم؟
لدى علماء السلوك إجابة مباشرة نظرًا لاهتمامهم بالأداء الذي يمكن ملاحظته لهذه الأسئلة: بخلاف القدرات البدنية للمتعلم لأداء مهمة التعلم، فإنّ السمة الوحيدة ذات الصلة بتعلم الطالب مهارة ما هي ما إذا كان المتعلم يمتلك الشروط المسبقة لذلك، بمعنى آخر إذا كان المعلم يتوقع أن يتعلم الطلاب كيفية كتابة فقرة فعليه أولاً أن يسأل نفسه عما إذا كان بإمكانهم كتابة جملة كاملة أو جملة موضوع ما، والانتقالات بين الجمل، وعلى مستوى أساسي أكثر هل يمكنهم تهجئة الكلمات وتشكيل الحروف بشكل صحيح؟ إذا كان بعض المتعلمين لدى المعلم لا يستطيعون تعلم كتابة فقرة بمهارة وبدون عناء.
يعتقد علماء السلوك أنّه يمكن تحديد مصدر جميع حالات فشل التعلم تقريبًا إذا قام المعلمون بتحليل كل من الظروف الداخلية أي المهارات الأساسية والظروف الخارجية كالأحداث التعليمية للتعلم، وعلى سبيل المثال إذا كان أحد المتعلمين لديه غير قادر على إتقان القسمة المطولة، فهل هذا لأنّه لم يتعلم كيفية الطرح؟ إذا كان يواجه صعوبة في تعلم مهارات الطرح، فهل تعلم كيفية إعادة التجميع؟ إذا لم يتعلم إعادة التجميع، فهل يمكنه تحديد أي رقمين أكبر؟ لن يستنتج العالم السلوكي في أي وقت من الأوقات أنّ المتعلم يفتقر إلى القدرة أو الذكاء.
وإذا قام المعلم بالتحليل والتحقيق بعمق كافٍ، فيمكنه في النهاية تحديد مصدر المشكلة وتعليم أو إعادة تعليم المهارات اللازمة للتعلم للاستمرار.
حيث نشأت فكرة تقسيم السلوكيات المعقدة إلى سلوكيات مكونة أصغر مع سكينر (1954)، فقد أظهرت تجارب سكينر على تشكيل سلوك الفئران فائدة هذه الطريقة، ومع ذلك أظهر Gagné (1970) وأكثر من أي عالم سلوكي آخر، أهمية التعلم في الفصل لمثل هذا التحليل.