ما هو تعديل السلوك في التربية الخاصة؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو تعديل السلوك في التربية الخاصة؟

تعديل السلوك، هو التطبيق العملي المرتب لأسس علم النفس السلوكي؛ بهدف تطوير السلوك في البيئة الطبيعية التي يحصل فيها، ولعل أهم ما يميز تعديل السلوك هو الاهتمام بدراسة السلوك الذي يمكن ملاحظته مباشرة والتحليل الوظيفي لتفاعلات الفرد مع بيئته.

وقد شهدت العقود الأربعة الماضية استخداماً واسعاً لأساليب تعديل السلوك، لتغيير أنواع شتى من السلوك لدى فئات متباينة في العمر والخصائص، وفي أوضاع تطبيقية علاجية وتأهيلية وتربوية وإرشادية مختلفة، وكان من أكثر تطبيقات هذه الأساليب شيوعاً ونجاحاً تلك التي شهدها ميدان التربية الخاصة.

فقد نشر عدد هائل من الدراسات التجريبية التي قدمت أدلة علمية واضحة وقوية على فاعلية أساليب تعديل السلوك في تشكيل السلوك التكيفي وتدعيمه، خفض السلوك غير التكيفي عند هؤلاء الأطفال في الجوانب الأكاديمية والسلوكية والتطور اللغوي والمهارات الحياتية اليومية وغيرها، تتنوع نماذج تطبيق أساليب تعديل السلوك مع الأطفال المتخلفين عقلياً.

وتكون بعدة صور مختلفة وكثيرة منها تدريب الأهل أو المعلمين أو الأصدقاء أو الأطفال أنفسهم عن طريق برامج للتنظيم الذاتي أو المعالجين والاختصاصيين، أما السلوكيات المستهدفة في برامج تعديل السلوك فهي متباينة بشكل واسع جداً، ولكنها تشمل تقليدياً إيذاء الذات والسلوك النمطي والسلوك الفوضوي.

وأيضاً السلوك العدواني والنشاط المفرط وضعف الانتباه والتشتت والتفاعلات الاجتماعية غير المناسبة والعناد والعادات الكلامية واللغوية غير المقبولة والعادات الشخصية الشاذة، وجملة من المشكلات أو الاضطرابات النفسية الأخرى بالإضافة إلى تنمية وتطوير أشكال من السلوكيات المرغوب فيها.

ويتضح من تحليل ومراجعة أدبيات التربية الخاصة، أن أساليب تعديل السلوك المعتمدة على مبادئ التعلم وبشكل خاص منها مبادئ الإشراط الإجرائي والاجتماعي، هي الأساليب الأكثر فاعلية، واستخدام مع الأطفال المتخلفين عقلياً.

فقد حققت هذه الأساليب مثل التعزيز الإيجابي والتشكيل والنمذجة والتغذية الراجعة وتنظيم الذات والمحو وتكلفة الاستجابة والإقصاء عن التعزيز الإيجابي والتصحيح الزائد والتعزيز التفاضلي للاستجابات البديلة، وغياب السلوك نجاحاً كبيرة في تطوير مهارات الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، وقدراتهم من جهة وكسب سلوكياتهم غير التكيفية من جهة ثانية.

ونظراً للكم الهائل من الدراسات التجريبية، الذي تزخر به الأدبيات ذات العلاقة بتعديل سلوك الأطفال المتخلفين عقلياً، فقد اقترح (داکر ورفاقه) مؤخراً نموذجاً لتطوير قاعدة بيانات عن السلوك المشكل لدى هؤلاء الأطفال.


شارك المقالة: