ما هي إصابات الدماغ التي تؤثر على التواصل

اقرأ في هذا المقال


إصابات الدماغ تعتبر من الحالات الصحية المعقدة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك القدرة على التواصل. قد تحدث هذه الإصابات نتيجة لحوادث، أو إصابات رياضية، أو الأمراض، أو الظروف الطبية مثل السكتات الدماغية. تأثير هذه الإصابات على التواصل يختلف من شخص لآخر ويعتمد على نوع الإصابة وموقعها في الدماغ. في هذا المقال، سنستعرض أبرز إصابات الدماغ التي تؤثر على التواصل، وكيفية تشخيصها وعلاجها.

إصابات الدماغ التي تؤثر على التواصل

تعتبر إصابات الدماغ من الإصابات القاتلة، حيث تظهر معظم إصابات الدماغ في مرحلة المراهقة والرشد ما بين (15-19) سنة، ويكثر انتشارها لدى الذكور أكثر من الإناث. وتنتج إصابات الدماغ عن حوادث السيارات وتُشكّل 50% من الحالات، السقوط، الأعيرة النارية وسوء استخدام العقاقير، كما أن إصابة الرأس قد تسبب أنواعاً مختلفة من الإصابات يُسمَّى بعضها إصابات الدماغ النافذة، حيث تحدث في حالات كسر الجمجمة التي تسبب تلفاً في أنسجة الدماغ.

وتُسمَّى أيضاً إصابات الدماغ النافذة بإصابات الراس المفتوحة؛ لأنها تسبب جرحاً مفتوحاً في الرأس بسبب الرصاص أو سكين حادة أو حوادث السيارة، حيث يكون تأثير إصابات الدماغ مختلفة، فبعض المرضى يفقدون الوعي، كما يفقدون القدرة على معرفة الوقت والمكان ويفقدون الذاكرة والقدرة على الاستنتاج.

أمَّا إصابات الدماغ غير النافذة والتي تُسمَّى إصابات الرأس المغلقة التي تشتمل على تلف غير مباشر للدماغ، فقد يصاحبها أو لا يصاحبها كسر في الجمجمة، فمن أسباب الإصابات غير النافذة ضربة غير حادة للرأس أو ارتجاج الدماغ إلى الأمام والخلف داخل الجمجمة؛ بسبب حوادث السيارات، فعندما يتحرَّك الدماغ في الجمجمة فإن الأنسجة تتمزَّق.

وإن إصابات الدماغ تسبب سلسلة من الأعراض المرضية العصبية، حيث يتجمع الدم في الدماغ أو في طبقات الخلايا مسبباً زيادة في الضغط على الدماغ، انتفاخاً في أنسجة الدماغ وصعوبة في التنفس؛ بسبب نقص كمية الأوكسجين الواصلة للدماغ وبالتالي موت أنسجة الدماغ.

تشخيص إصابات الدماغ التي تؤثر على التواصل

يتم تشخيص إصابات الدماغ التي تؤثر على التواصل من خلال مجموعة من الفحوصات التي تشمل:

  • التقييم العصبي والفحص السريري: حيث يقوم الأطباء بتقييم الحالة العقلية والتواصلية للمريض من خلال طرح أسئلة ومراقبة استجابة المريض.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT scan): تستخدم هذه الفحوصات للكشف عن مناطق التلف الدماغي.
  • اختبارات اللغة والتواصل: تشمل هذه الاختبارات تقييم القدرة على الفهم، التحدث، الكتابة، والقراءة.
  • التقييم العصبي النفسي: لقياس تأثير الإصابة على القدرات العقلية والوظائف التنفيذية.

علاج إصابات الدماغ التي تؤثر على التواصل

تعتمد خطة العلاج على نوع الإصابة وشدتها. تشمل العلاجات الشائعة ما يلي:

  • العلاج الوظيفي والعلاج بالكلام (Speech Therapy): يساعد اختصاصي العلاج بالكلام المرضى على استعادة قدراتهم التواصلية. يتضمن العلاج تدريبًا على تقنيات تحسين النطق وفهم اللغة، وتقديم أدوات للمساعدة في التواصل.

  • العلاج الدوائي: يمكن أن يُوصى باستخدام أدوية للمساعدة في إدارة الأعراض المرتبطة بالتواصل، مثل الأدوية التي تساعد في تحسين الذاكرة أو تحسين وظائف المخ في حالات الخرف والزهايمر.

  • الجراحة والعلاج الإشعاعي: في بعض الحالات مثل الأورام الدماغية، قد يكون التدخل الجراحي أو العلاج الإشعاعي ضروريًا لإزالة أو تقليص حجم الأورام.

  • دعم اجتماعي وتقنيات مساعدة: يمكن استخدام الأجهزة التكنولوجية مثل التطبيقات التي تساعد في التواصل أو الأنظمة التي تعطي صوتًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبة شديدة في الكلام.

إصابات الدماغ التي تؤثر على التواصل هي مشكلة صحية معقدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للأشخاص المصابين بها. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن تحسين القدرات التواصلية لدى المرضى. إن توفير الدعم المناسب من خلال العلاج الوظيفي، العلاج بالكلام، والدعم النفسي والاجتماعي يعد أمرًا حيويًا لتحسين جودة حياة المرضى ومساعدتهم على التكيف مع التغيرات التي قد يمرون بها.


شارك المقالة: