ما هي الطرق البصرية الفمية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

اقرأ في هذا المقال


تتعارض الطرق البصرية الفمية مع الطرق السمعية الفمية؛ ذلك باحتوائها على الإشارات اليدوية وتهجئة الأصابع وتعرف أيضاً باسم أنظمة التواصل اليدوية، فالطرق البصرية الفمية لا تستثني قراءة الكلام وإنتاج الكلام، فالهدف الرئيسي من الأسلوب البصري الفمي هو تزويد الصم والأطفال ذوي الإعاقة السمعية بقاعدة معلومات قوية.

ما هي الطرق البصرية الفمية

الطرق البصرية الفمية هي مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تعليم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية كيفية فهم الكلام والتواصل باستخدام مزيج من الحركات الفمية (مثل حركة الشفاه واللسان) والإشارات البصرية (مثل لغة الإشارة أو الرموز البصرية). هذه الطرق تركز على استغلال حاسة البصر لتعويض فقدان أو ضعف السمع، وتوفر للأطفال وسائل فعّالة للتواصل والتعلم.

الطرق البصرية الفمية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

  • لغة الإشارة: إن لغة الإشارة هي اللغة العامة الطبيعية للصم، حيث أن الإشارات لها معاني واضحة والكلمات يمكن ربطها لتكوين جمل، فلغة الإشارة لغة مُستقلة وهي ليست فقط ترجمة للغة الشفهية الفمية، حيث أن الإيماءات الطبيعية وتهجئة الأصابع تعتمد على تفهم الحالة، وإن مستخدمي لغة الإشارة يدركون مدى أهمية تعبيرات الوجه في التواصل الفعال.
  • طريقة روشستر: هي طريقة تستخدم بالتزامن من الحديث وتهجئة الأصابع ونوع من الكتابة في الهواء، فهي تقنية تتفوَّق على الكلام العادي، وتعرف أيضاً بالكلام المرئي؛ لأن المُعلّم قادر على التحرّك داخل الصف والإشارة إلى ما يقوله، حيث يرى على الشفاه بطريقة مرئية أكثر. وتُركّز طريقة روشستر على الطريقة الفمية الشفهية التقليدية وتدعم بشكل متزامن بتهجئة الأصابع البصرية.

وتتكون الطرق البصرية الفمية من العناصر التالية:

  • قراءة الشفاه: وهي تقنية تعتمد على قدرة الطفل على مراقبة وفهم الكلام من خلال متابعة حركة الشفاه واللسان أثناء التحدث. تعتبر قراءة الشفاه أداة مهمة للتواصل اللفظي للأطفال ذوي الإعاقة السمعية، حيث يتعلمون من خلالها تمييز الأصوات والكلمات من خلال شكل الشفاه أثناء النطق.

  • لغة الإشارة: وهي وسيلة تواصل بصرية تعتمد على استخدام اليدين لتشكيل إشارات معينة تعبر عن كلمات وجمل. يمكن أن تساعد لغة الإشارة الأطفال على التواصل بشكل أكثر فعالية، خاصة إذا كانت الإعاقة السمعية شديدة. كما تعزز لغة الإشارة الفهم والتواصل اليومي في البيئة الاجتماعية والمدرسية.

  • الإشارات الفمية: تُعرف أيضًا بـ”التعبيرات الفمية”، وهي حركات الفم التي تشير إلى أصوات معينة بطريقة مرئية. يمكن استخدام هذه الحركات بجانب لغة الإشارة أو قراءة الشفاه لتوضيح بعض الأصوات التي قد يصعب تمييزها.

  • الرموز البصرية: استخدام الصور أو الرسوم التوضيحية كوسيلة لدعم الفهم وتعليم المفاهيم الجديدة. تعتبر هذه الرموز أداة مفيدة في توضيح المفردات والمفاهيم للأطفال الذين قد يجدون صعوبة في التعلم من خلال الأساليب اللفظية التقليدية.

أهمية الطرق البصرية الفمية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

  • تعزيز التواصل: تعتمد الطرق البصرية الفمية على تعزيز قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين. من خلال تعلم قراءة الشفاه أو استخدام لغة الإشارة، يمكن للأطفال التعبير عن احتياجاتهم وأفكارهم بوضوح أكبر، مما يسهم في تقليل مشاعر العزلة والانفصال.

  • تطوير المهارات اللغوية: تُساهم هذه الطرق في تعزيز تطوير اللغة لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية. على الرغم من أنهم قد لا يستطيعون سماع الكلام بالطريقة التقليدية، فإنهم قادرون على تعلم مفردات جديدة وفهم الجمل من خلال الحركات الفمية والبصرية.

  • تحسين الأداء الأكاديمي: الأطفال الذين يتعلمون من خلال الطرق البصرية الفمية يكونون أكثر قدرة على متابعة المواد الدراسية والمشاركة في الأنشطة التعليمية. توفر لهم هذه الأدوات وسائل إضافية لفهم المعلومات المكتوبة والمنطوقة، مما يحسن من أدائهم الأكاديمي.

  • تعزيز الثقة بالنفس: عندما يتمكن الأطفال من التواصل بشكل فعال مع الآخرين، فإن ذلك يعزز من ثقتهم بأنفسهم. الطرق البصرية الفمية تمنحهم شعورًا بالقدرة على التعبير عن أنفسهم والمشاركة في المجتمع، مما يساعدهم على الشعور بالقبول والتفاعل بشكل إيجابي مع أقرانهم.

كيفية تطبيق الطرق البصرية الفمية

تطبيق الطرق البصرية الفمية يتطلب تعاونًا بين المعلمين، الأخصائيين، وأولياء الأمور. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لدعم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية باستخدام هذه الطرق:

  • تدريب على قراءة الشفاه: يمكن توفير برامج تدريبية للأطفال لتعزيز مهاراتهم في قراءة الشفاه. هذه البرامج قد تشمل تمارين لملاحظة حركات الشفاه وتعلم كيفية التمييز بين الأصوات المختلفة.

  • تعليم لغة الإشارة: من المهم تعليم الأطفال لغة الإشارة منذ سن مبكرة. كما يمكن تشجيع الأسرة والمدرسين والأصدقاء على تعلم لغة الإشارة أيضًا لدعم التواصل المستمر مع الطفل.

  • استخدام الوسائل البصرية في التعليم: يمكن دمج الرموز البصرية والصور في المواد الدراسية لتسهيل فهم المفاهيم الجديدة. على سبيل المثال، استخدام الصور والرسوم التوضيحية في الكتب المدرسية أو الدروس التفاعلية.

  • الدمج في الأنشطة الاجتماعية: من الضروري تشجيع الأطفال ذوي الإعاقة السمعية على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمناسبات التي تتيح لهم فرصة التفاعل مع أقرانهم. هذا يساعد في تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي وتطبيق ما تعلموه في البيئات الحياتية.

التحديات التي قد تواجه تطبيق الطرق البصرية الفمية

على الرغم من أهمية وفعالية الطرق البصرية الفمية، قد يواجه الأطفال وأسرهم بعض التحديات في تطبيقها. من بين هذه التحديات:

  • الاعتماد الكبير على البصر: الأطفال الذين يعانون من إعاقات بصرية إلى جانب الإعاقة السمعية قد يواجهون صعوبة في استخدام هذه الطرق بشكل فعال. في مثل هذه الحالات، قد تكون هناك حاجة لاستخدام وسائل بديلة مثل الأجهزة التقنية.

  • الوقت والجهد المطلوبين للتعلم: تعلم قراءة الشفاه أو لغة الإشارة يتطلب وقتًا وجهدًا من الطفل وأسرته. قد يشعر البعض بالإحباط إذا لم يتمكنوا من إتقان هذه المهارات بسرعة.

  • قلة الموارد والتدريب: في بعض المناطق، قد يكون هناك نقص في الموارد والتدريب المناسب للأطفال ذوي الإعاقة السمعية وأسرهم، مما يجعل تطبيق هذه الطرق أكثر صعوبة.

الطرق البصرية الفمية تعد أدوات حيوية وفعّالة في تعليم وتواصل الأطفال ذوي الإعاقة السمعية. من خلال قراءة الشفاه، لغة الإشارة، والإشارات الفمية، يمكن للأطفال تحسين مهاراتهم اللغوية والتواصلية، والاندماج في المجتمع بشكل أفضل. ومع توفير التدريب والدعم المناسبين، يمكن لهذه الطرق أن تسهم في تحسين جودة حياة الأطفال ذوي الإعاقة السمعية وتمهيد الطريق أمامهم لتحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي.


شارك المقالة: