العوامل المؤثرة على عملية التنقل لذوي الإعاقة البصرية
1- العوامل المعرفية
تتضمن العوامل المعرفية ذات العلاقة بعملية التنقل، مهارات تطوير المفهوم ومهارات التعرف ومهارات حل المُشكلة. ومهارات تطوير المفهوم تشمل إتقان المفاهيم الوظيفة للمناطق والأشكال والمباني والشوارع؛ لأن هذا الإتقان يعمل على توضيح المعلومات وتمكين الفرد من التنقل، حيث أن قدرة الأطفال المكفوفين على تطوير المفاهيم، من خلال أساليب التنشئة الأسرية ودور المعلمين تلعب دوراً مهماً في حثّ أو تثبيط حركة الطفل ومُحاولاته لاكتشاف البيئة من حوله.
2- العوامل الانفعالية
تؤثر العوامل الانفعالية على عملية التنقل المُستقل، فالشعور بالدونية والخوف وخيبة الأمل والانعزالية ونقص الدافعية كلَّها عوامل تحدّ من إمكانية تنقل المكفوفين. أمّا تطوير الاتجاهات الإيجابية والثقة بالنفس والرغبة والدافعية للتنقل المُستقل يزيد من فاعلية البرامج التدريبية، لكن البرامج التدريبية لا تكفي بحد ذاتها على عملية التدريب على التنقل المُستقل.
3- العوامل الاجتماعية
إن ردّ فعل الآخرين يلعب دوراً مهما في تشكيل سلوك الفرد وهذا ينطبق على المكفوفين؛ لأن عليهم أن يتعاملوا مع ردود فعل الناس من حولهم بشكل مُستمر والتوقعات المُتدنية من قبل أفراد الأسرة. حيث أن الخوف على المكفوفين وحمايته الزائدة والاتجاهات السلبية نحو الأطفال، تؤثر سلباً على التطور وتحد من قدرته على التدريب، فالمدرّب بحاجة إلى تفهّم ردود فعل الأسر ومدى قبولهم للمكفوفين وتقديم المُساعدة بطريقة مُناسبة قبل البدء بالتدريب، فمُمانعة الأسر لحرية تنقل الفرد لسبب أو لآخر، تؤثر على تدريبه على النتائج المُتوقعة من ذلك التدريب.
4- العوامل المادية
تشمل العوامل المادية المؤثرة على عملية التنقل التنظيمات البيئية كالشوارع والمباني، الصعوبات التي يجب التغلب عليها لمُساعدة المكفوفين ذات علاقة بتلك التي يواجهها المبصرين، كالأدراج والأرصفة والإرشادات المرورية ووسائل النقل.
5- التدريب والتعليم
التدريب على التنقل: تدريب الأفراد ذوي الإعاقة البصرية على استخدام أدوات التنقل مثل العصا البيضاء أو الكلاب المساعدة يعد أمراً أساسياً. يوفر هذا التدريب المعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع بيئة التنقل بأمان وكفاءة.
التدريب على استخدام التكنولوجيا: تعليم الأفراد كيفية استخدام التكنولوجيا المساعدة، مثل تطبيقات الملاحة الصوتية أو الأجهزة الذكية التي تدعم التنقل، يمكن أن يعزز استقلاليتهم ويجعل عملية التنقل أكثر سهولة.
6- الاستقلالية والمهارات الشخصية
الاستقلالية: قدرة الأفراد على التحرك بشكل مستقل تعتمد على مدى معرفتهم بالطرق والأماكن المحيطة بهم. الاستقلالية يمكن أن تكون محدودة بناءً على مستوى الثقة في الذات ومهارات التنقل الشخصية.
المهارات الحياتية: تطوير مهارات حياتية أخرى، مثل القدرة على تنظيم الوقت والتخطيط للرحلات، يلعب أيضاً دوراً في تسهيل عملية التنقل.
7- الدعم الاجتماعي والخدمات
الدعم العائلي والمجتمعي: التشجيع والدعم من الأفراد القريبين، مثل العائلة والأصدقاء، يمكن أن يكون له تأثير كبير على قدرة الشخص على التنقل. الدعم الاجتماعي يمكن أن يقدم التوجيه والمساعدة في التعامل مع التحديات اليومية.
الخدمات العامة: توفر العديد من المجتمعات خدمات داعمة لذوي الإعاقة البصرية، مثل المرافق العامة المجهزة والموظفين المدربين على تقديم الدعم المناسب. تحسين جودة هذه الخدمات يعزز من قدرة الأفراد على التنقل بأمان.
8- الوعي والتوعية
التوعية المجتمعية: الوعي بأهمية تقديم بيئة ملائمة لذوي الإعاقة البصرية من قبل المجتمع بشكل عام يمكن أن يساهم في تحسين عملية التنقل. تعليم الأفراد حول احتياجات ذوي الإعاقة البصرية يمكن أن يسهم في خلق بيئة أكثر دعمًا وملاءمة.
توعية المؤسسات: تدريب المؤسسات العامة والخاصة على توفير خدمات ملائمة، مثل تجهيز الأماكن العامة بالإشارات الصوتية أو الملموسة، يسهم في تسهيل عملية التنقل.
9- المعايير والتشريعات
التشريعات والسياسات: وجود قوانين وسياسات تحمي حقوق ذوي الإعاقة البصرية وتدعم توفير بيئة ملائمة للتنقل يمكن أن يكون له تأثير كبير. التشريعات التي تضمن تنفيذ المعايير البيئية المناسبة وتحسين الوصول إلى الخدمات يمكن أن تسهم في تحقيق بيئة أكثر شمولاً.
تعد عملية التنقل لذوي الإعاقة البصرية مسألة معقدة تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة، بما في ذلك البيئة المادية، التدريب، الدعم الاجتماعي، الوعي المجتمعي، والمعايير القانونية. من خلال فهم هذه العوامل والعمل على تحسينها، يمكن أن نساهم في توفير بيئة أكثر ملاءمة وتمكينية لذوي الإعاقة البصرية، مما يسهم في تعزيز استقلاليتهم وجودة حياتهم. تحقيق هذا الهدف يتطلب جهوداً من الأفراد والمجتمعات والمؤسسات لضمان أن يكون لكل شخص القدرة على التنقل بفعالية وأمان.