ما هي الممارسة المستنيرة للصدمات في منتسوري

اقرأ في هذا المقال


ما هي الصدمة؟ تشير ماريا منتسوري إلى إن الصدمة هي استجابة فسيولوجية ونفسية لأي موقف مزعج أو خطير للغاية، ويمكن أن تتراوح هذه المواقف من إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم، والشدائد المستمرة مثل التمييز أو التنمر أو الفقر أو العنف المجتمعي يمكن أن تسبب الصدمة أيضًا.

ما هي الممارسة المستنيرة للصدمات في منتسوري

يتعافى معظم الأطفال من حدث صادم بعد بضعة أسابيع أو أشهر، لكن الصدمات المتكررة أو الشدائد المزمنة يمكن أن تضع الدماغ في حالة تأهب قصوى بحثًا عن التهديد التالي، وهذا ما يسمى بفرط اليقظة، ويمكن أن يجعل الأطفال يبالغون في رد فعلهم تجاه الأحداث التي تبدو محايدة، مثل أن يطلب المعلم منهم تسليم مهمة.

ويجب الوضع في الاعتبار أن الأطفال يمكنهم الاستجابة بطرق مختلفة لنفس التجربة، وقد يصاب بعض الأطفال بصدمة نفسية من التجربة، بينما قد لا يصاب آخرون بذلك.

وتشير ماريا منتسوري إلى إن محنة الأطفال وصدماتهم منتشرة ولها عواقب قوية وبعيدة المدى على الصحة والرفاهية، وشهدت السنوات الأخيرة اعترافًا متزايدًا بالحاجة إلى الممارسة الواعية بالصدمات، والتي تهدف إلى تعزيز الفهم والشفاء والوقاية من الصدمات مرة أخرى.

وتُظهر البيانات التاريخية أن مدارس منتسوري المبكرة كانت تُعرف دوليًا باسم مدارس الشفاء، حيث تم على ما يبدو شفاء الأطفال المتضررين من المِحَن أو الصدمات على نطاق واسع.

ويعرض الخبراء النتائج المستخلصة من تحليل وثائقي لثلاثة مصادر أساسية، وهي روايات ماريا منتسوري الأصلية وروايات شهود العيان وتقارير وسائل الإعلام المتعلقة بهذا الجانب العلاجي لمدارس منتسوري المبكرة، وتُظهر النتائج:

أولاً، منذ بداية حياتها المهنية، عملت منتسوري مع الأطفال الذين عانوا من التعرض الكبير للشدائد أو الصدمات.

وثانيًا، إن طريقة منتسوري قد ثبت أنها تؤثر على الشفاء لدى هؤلاء الأطفال.

وثالثًا، إن مشاركتها الطويلة مع الأطفال المتضررين من الصدمات أدّت مباشرة إلى محاولاتها اللاحقة لإنشاء منظمة تسمى الصليب الأبيض، والتي كان من المقرر أن تدمج من بين أمور أخرى وعمل دورة تعليمية عن الصدمات للمعلمين والممرضات.

رابعاً، في هذا النهج المبتكر لدراسات منتسوري يتم مجادلة بأن منتسوري كانت سابقة لعصرها، وأن عملها أكثر أهمية اليوم في سياق أبحاث الشدائد والصدمات، وإن أساليبها ومبادئها ومقارباتها يمكن تسخيرها واستخدامها في الطرق التي تعزز الممارسة الواعية بالصدمات في بيئات التعليم المعاصرة.

كيف تبدأ الممارسة المستنيرة للصدمات في منتسوري

تبدأ الممارسة المستنيرة للصدمات في منتسوري بفهم كيف يمكن أن تؤثر الصدمات على التعلم والسلوك، وباستخدام هذا النهج يفكر المعلمون في ما قد يخبرهم به سلوك الطلاب، ويفكرون في ممارساتهم التدريسية لإيجاد طرق لدعم الطلاب الذين قد يعانون من الصدمة بشكل أفضل.

حيث يمكن أن تبطئ الصدمة القدرة على التعلم أو توقفها تمامًا، وعندما تشعر أجسامنا بوجود تهديد تندفع الطاقة نحو مناطق الدماغ المتخصصة في تجنب الخطر، وهذا ضروري لإبقائهم أحياء ولكنه يعني أيضًا أن الطاقة تنتقل بعيدًا عن مناطق الدماغ التي تساعد على التعلم.

وعندما يعاني الطلاب من صدمة قد يتشتت انتباههم أكثر أو يستغرقون وقتًا أطول لإكمال المهام، وقد يكونون أكثر انفعالًا أو عصبيًا، وهم أكثر عرضة للتخلف في الفصل أو الوقوع في المشاكل بسبب مشكلات السلوك.

كيفية استخدام التدريس الواعي بالصدمات بطريقة منتسوري

تشير ماريا منتسوري إلى إن المعلمون يعرفون أهمية بناء علاقات إيجابية مع الطلاب وعائلاتهم، وهذه العلاقات أكثر أهمية للطلاب الذين يعانون من الصدمة.

حيث يمكن أن يساعد التدريس الواعي بالصدمات بطريقة منتسوري في إظهار الطلاب أن المعلمين يهتمون، ويمكن أن تساعد المعلمين على تقديم الدعم، ويمكن أن يساعد الطلاب على التعافي بعد حدث مفاجئ.

فكيف يبدو التدريس الواعي بالصدمات بطريقة منتسوري؟ من الممكن أن يكون لإجراء تغييرات بسيطة على هيكل الفصل والتفاعل مع الطلاب تأثير كبير على أولئك الذين يعانون من الصدمات، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن للمعلمين تجربتها:

١- الانتباه للمشاعر، وتحديد وإدارة المشاعر فهي الخطوة الأولى في مساعدة الطلاب على إدارة مشاعرهم.

٢- توقع أن يبالغ الطلاب في رد فعلهم أحيانًا، لذا يجب توفير المساحة والوقت اللذين يحتاجانهما ليهدأ، وتركهم يعرفون أن هذه استجابة طبيعية للصدمة.

٣- منح الطلاب فرصًا للتحدث أو الكتابة عن تجاربهم، ويمكن أن يساعد فهم الأسباب الكامنة وراء سلوك الطالب في الرد بتعاطف.

٤- تذكر أن السلوك هو شكل من أشكال التواصل، ومحاولة عدم اعتباره شخصياً.

٥- التواصل مع العائلات حول ما يتم رؤيته، فقد يكون لديهم أفكار يمكن تجربتها في الفصل، أو قد يطلبون أفكارًا حول كيفية المساعدة في المنزل.

٦- التأكد من أن طريقة التدريس الخاصة به تستجيب ثقافيًا ولا تؤدي إلى تفاقم التجارب الصادمة التي قد يمر بها الطلاب.

٧- تعليم وصياغة المهارات الاجتماعية والعاطفية، بما في ذلك استراتيجيات السلوك الإيجابي.

٨- الطلب من مستشار المدرسة أو أخصائي الصحة العقلية الآخر التوصيات والدعم، وبالنسبة لقضايا السلوك يمكن أن يساعد التقييم السلوكي الوظيفي في تحديد سبب السلوك وكيفية المساعدة.

وفي النهاية تشير ماريا منتسوري إلى إن الصدمة يمكن أن يكون لها تأثير على التعلم لذا يمكن استخدام الممارسة المستنيرة للصدمات لتقديم الدعم للأطفال، ويمكن أن يساعد الطلاب على التعافي بعد حدث مفاجئ، وقد وضعت ماريا منتسوري العديد من الاستراتيجيات التي تساعد الأطفال على الوعي باستخدام هذه الممارسة المستنيرة للصدمات.


شارك المقالة: