تعتبر مشكلة محدودية اللغة لدى الأطفال من القضايا التي تشغل بال المختصين في مجال التربية الخاصة، حيث تؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع محيطه. ولأن كل حالة تختلف عن الأخرى، فقد تم تطوير العديد من التصنيفات التي تساعد في فهم طبيعة هذه المشكلة وتحديد التدخلات العلاجية المناسبة.
الأطفال محدودي اللغة
تستخدم هذه الفئة من الأطفال الإيماءات والإشارات والأصوات أو الكلمات والجمل البسيط للتواصل، بالنظر الى إمكانات لغتهم المحدودة، فغالباً ما تلجأ الأم إلى المعلم أو أخصائي النطق واللغة للمساعدة في مواجهة المشكلة. وإن مشكلة الأطفال محدودي اللغة تستدعي تظافر جهود عدد من المختصين إضافة لأسر الأطفال، حيث تتضمن فريق متعدد التخصصات معلمو التربية الخاصة وأخصائيو السمعيات والعلاج الطبيعي والوظيفي وغيرهم، ممّن تتطلب حاجة الطفل.
فالطفل الذي لا يستطيع الكلام سرعان ما يصبح معزولاً لقلة تواصل الآخرين معه؛ نظراً لعدم تمكّنه من طلب الأشياء التي يحتاجها عن طريق اللغة، فإن الأهل يستبقون حاجاته ويقدمون لهم ما يحتاجوا حالما يتوجه نظره آلية. أما إذا استمر هذا الوضع فسيشعر بعدم وجود حاجة حقيقية للتواصل، لا سيما أن حياة الطفل تسير بفعالية من خلال وسائل أخرى غير اللغة، فعلى أولياء الأمور والمعلمين أن يعلموا بأن لهم دورا مهما في عملية المعالجة.
وإن أخصائي النطق واللغة يشجعهم على القيام بهذا الدور من خلال مشاركتهم في التقييم والعلاج، فهم يعرفون الكثير من المعلومات عن الطفل، كما أنهم يقضون مع الأطفال وقتاً أكبر بكثير ممّا يقضيه الاختصاصي في جلسات العلاج.
تصنيفات الأطفال المحدودي اللغة
- الأطفال الذين لا يستخدمون اللغة المنطوقة للتواصل: يعتمد هؤلاء الأطفال على الإيماءات التي قد تكون أحياناً متزامنة مع بعض الأصوات غير المفهومة، فإن عدم قدرة الطفل على التواصل من خلال اللغة المنطوقة لا ترجع لوجود مشكلة نطقية لديهم، بل لعدم وجود مفردات أو أي من مكونات اللغة الأخرى.
- الأطفال الذين ينتجون تفوهات على مستوى الكلمة المنفردة فقط أو يطلق عليهم اسم المتواصلون بكلمة واحدة: هؤلاء الأطفال قادرين على إنتاج تفوهات متعددة الكلمات، كأن يقول الطفل “باي” عندما يريد الخروج مع والده أو أن يقول “فوق” عندما يريد أن ترفعه للأعلى وأنت تلاعبه، فغالباً ما يتكيف الوالدان مع طفلهم، فهم يعرفون ما يريد طفلهم فقد تعودوا على هذه التفوهات، فما أن ينطق الطفل كلمة ما حتى ينهض أحد والديه ويحضره له، كما أنهم مدركون بأن طفلهم لا ينتج أكثر من كلمة واحدة، فيظهر ذلك من خلال المعلومات التي تقدم للاختصاصي أثناء مقابلتهم.
- الأطفال محدودي اللغة الأطفال الذين ينتجون تفوهات متعددة للكلمات ولكنها بدائية في طبيعتها: فهي تشبه إلى حد كبير الكلمات المبكرة التي ينتجها الأطفال الطبيعيون في المراحل الأولى لتطور لغتهم، فقد ينتج الطفل تفوهات مثل كمان حليب، بابا راح مدرسة، ماما نام، بح حلو، كمان أكل بسكوت وغير ذلك، فلا بُدّ من الإشارة هنا إلى أن بعض هذه التفوهات قد تتكون من كلمتين أو من ثلاث أو أربع كلمات، إلا أن التفوهات تفتقر إلى الكلمات الوظيفية التي تربط كلمات المحتوى مع بعضها، ففي المثال السابق ( بابا راح مدرسة) لم يستخدم الطفل حرف الجر ولا أداة التعريف “ال” (بابا راح إلى المدرسة)، حيث يطلق على التفوهات التي تنتجها هذه الفئة من الأطفال الكلام التلغرافي.