طرق تناول الطعام عند الأطفال الرضع المصابين بالشلل الدماغي:
عندما يولد الطفل يكون معتمداً اعتماداً كلياً على والديه في كافة احتياجاته وعندما يكبر يتعلم أن يطعم نفسه ويتدرب على استخدام المرحاض وأخيراً يتعلم ارتداء الملابس، فهذا ما يسمى الاستقلالية أو الاعتماد على النفس في مهارات الحياه اليومية.
لدى أطفال الشلل الدماغي نفس الاحتياجات، فمن خلال قدراتهم يحتاجون أن يصبحوا مستقلين قدر الإمكان، لكن كثيراً من الآباء والأمهات يعتقدون أن طفلهم غير قادر على القيام بعمل أي شيء لنفسه أو يتركوا ذلك لوقت لاحق؛ لكي يدربوه على هذه المهارات وهذا له تأثير في تشجيع الطفل كي يصبح أكثر اعتماداً على الأم أو المربي في كافة احتياجاته.
يواجه العديد من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي صعوبات كبيرة في التغذية ولكن الكثير هذه المشاكل يمكن التغلب عليها، وإن الرضّع حديثي الولادة لديهم أفعال انعكاسية تجعلهم يديرون الرأس بحثاً عن الثدي ليمتصوا ويبتلعوا الحليب وتنمو هذه المهارات بشكل طبيعي وتسمى بالأفعال الانعكاسية الجذرية.
تبدأ هذه الأفعال الانعكاسية عادةً في الاختفاء ما بين الشهر الثالث والرابع وتبقى الأفعال الانعكاسية عند بعض أطفال الشلل الدماغي مدة أطول، فغالباً ما يواجهون صعوبات في المص والبلع وتُعدّ هذه الإشارة الأولى على وجود مشاكل أعمق، فقد نلاحظ أن الطفل رغم تجاوزه الستة شهور من العمر فلا يزال يتعرض لأفعال انعكاسية جذرية وبالتالي تمنع تطور عمليات البلع والمضغ والعض.
بينما البعض الآخر من الأطفال لا تتطور عندهم هذه الأفعال اللاإرادية فيبقون ضعفاء في تناول الغذاء مع انخفاض في القدرة العضلية مثل عضلات باقي الجسم وعضلات الوجه، وتحديداً تلك العضلات حول الفم التي قد تكون ضعيفة أو نشطة أكثر من اللازم وبالتالي سيؤثر على كيفية استخدام اللسان والشفتين وعضلات الوجه وسيكون له تأثير في عملية التغذية.
قد يكون بعض الأطفال لديهم فرط في الحساسية خاصة عند لمس المنطقة التي حول الفم إلى الدرجه التي قد يبكي منها أو القيام بعمل ضجة إذا حاولت إطعامه، فالطريقة التي يتنفس بها وتؤثر أيضاً في شكل تغذيته ونطقه، فالرضع الصغار لديهم معدل أعلى للتنفس ٦٠ مرة في الدقيقة والذي يقل إلى (٢٥- ٢٠) مرة في الدقيقة بعد السنة الأولى من العمر، فكثير من أطفال الشلل الدماغي يبقون على التنفس بسرعة عالية قادرين على استخدام عضلات الصدر بفعالية ولديهم صعوبة في البلع والكلام.