متى تصبح الفوبيا مرضا

اقرأ في هذا المقال


تمّ إدراج مرض الفوبيا تحت أمراض القلق والخوف، حيث يوجد الكثير من أنواع الفوبيا، كما يمكن مواجهة الفوبيا عن طريق استخدام العلاج السلوكي المعرفي، إضافة إلى استخدام بعض مضادات الاكتئاب، التي يقوم الطبيب بوصفها.

هل تعتبر الفوبيا مرضا

يمكن تعريف الفوبيا بأنّها مرض من الأمراض النفسية، فهي الخوف من موقف معين عند حدوثه أو عند التفكير فيه أو شخص معين عند رؤيته، في الغالب يسبق مثل هذا الخوف تجربة أساسية حاسمة، أي أن يكون المصاب قد عاش تجربة سابقة مخزنة في الدماغ، يمكن أن تؤدي إلى سلسلة استجابات عند حدوث بعض مسبباتها.

يمكن اعتبار الفوبيا مرض إذا شعر المصاب في الموقف المعني بخوف حاد لا يمكنه تحمُّله، ممّا يؤدي إلى إعاقته بشكل كبير من القيام بنشاطاته بشكل طبيعي، كذلك تظهر بعض العلامات الجسدية، مثل سرعة دقات القلب وضيق التنفس وزيادة إفرازات العرق، من بين هذه الأنواع ما يعرف بفوبيا التعرض للسخرية أو جيليو فوبيا، فعندما يسمع المصاب بعض الأشخاص يضحكون، يمكن أن تظهر عليه الأعراض، اعتقاداً منه بأنّه هو سبب ضحكهم بالرّغم من أنّ الحقيقة عكس ذلك.

متى يمكن أن تصبح الفوبيا مرضا

الفوبيا، أو الرهاب، هي حالة من الخوف الشديد وغير العقلاني تجاه كائن معين أو موقف أو نشاط. بينما يعتبر الخوف رد فعل طبيعي لدى البشر تجاه التهديدات، إلا أن الفوبيا تتجاوز هذا الشعور الطبيعي لتصبح استجابة مبالغ فيها وغير متناسبة مع الخطر الحقيقي. في بعض الحالات، يمكن أن تتطور الفوبيا إلى حالة مرضية تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية. فيما يلي سنستعرض متى تصبح الفوبيا مرضًا يستدعي التدخل والعلاج.

1. التأثير الكبير على الحياة اليومية

تُعتبر الفوبيا مرضًا عندما يبدأ الخوف في التدخل بشكل كبير في الحياة اليومية للشخص. على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما فوبيا من الطيران (رهاب الطيران)، فقد يتجنب السفر تمامًا، مما قد يؤثر على حياته المهنية أو علاقاته الاجتماعية. الفوبيا التي تعيق قدرة الفرد على أداء أنشطته اليومية بشكل طبيعي تُعتبر فوبيا مرضية.

2. ردود الفعل الجسدية الشديدة

عندما تتحول الفوبيا إلى مرض، غالبًا ما تصاحبها ردود فعل جسدية شديدة عند مواجهة الموقف أو الكائن الذي يثير الخوف. يمكن أن تشمل هذه الردود الجسدية زيادة معدل ضربات القلب، التعرق، الدوار، ضيق التنفس، وحتى نوبات الهلع. إذا كانت هذه الأعراض الجسدية تحدث بشكل متكرر وتؤثر على صحة الشخص الجسدية والنفسية، فإن الفوبيا تصبح مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.

3. تجنب مستمر وغير عقلاني

التجنب هو أحد أبرز سمات الفوبيا. ومع ذلك، عندما يصبح التجنب مستمرًا وغير عقلاني، يمكن أن تكون الفوبيا قد وصلت إلى مستوى مرضي. على سبيل المثال، إذا كان شخص ما يعاني من فوبيا من الأماكن المغلقة (رهاب الاحتجاز)، فقد يتجنب استخدام المصاعد أو الدخول إلى الأماكن الضيقة، حتى لو كان ذلك يتطلب بذل جهود كبيرة أو التسبب في إزعاج كبير لحياته. هذا التجنب المستمر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الفرد.

4. استمرار الفوبيا لفترة طويلة

القلق والخوف الناجم عن الفوبيا يمكن أن يكون عابرًا في بعض الأحيان، خاصة إذا كان مرتبطًا بحدث معين. ومع ذلك، عندما يستمر هذا الخوف لفترة طويلة (أكثر من ستة أشهر) دون أن يخف أو يتراجع، يُعتبر ذلك مؤشرًا على أن الفوبيا قد أصبحت مرضية. استمرار الفوبيا لفترة طويلة يعني أنها لم تعد مجرد استجابة مؤقتة لخطر محتمل، بل أصبحت جزءًا من حياة الشخص يتطلب تدخلاً علاجياً.

5. تأثير الفوبيا على الصحة النفسية

قد تؤدي الفوبيا إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للفرد. إذا كانت الفوبيا تسبب شعورًا دائمًا بالقلق أو الكآبة، أو إذا كانت تتسبب في انعزال الشخص عن المجتمع، فإنها تصبح مشكلة مرضية. قد يشعر الأفراد الذين يعانون من فوبيا مرضية بالإحباط أو العجز عن التغلب على مخاوفهم، مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية ويتطلب تدخلاً من متخصصين في الصحة العقلية.

6. التداخل مع الأداء الوظيفي أو الدراسي

الفوبيا المرضية يمكن أن تؤثر على الأداء الوظيفي أو الدراسي للشخص. على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما فوبيا من التحدث أمام الجمهور، فقد يتجنب المواقف التي تتطلب ذلك في العمل أو الدراسة، مما قد يؤثر على تقدمه المهني أو الأكاديمي. عندما يبدأ الخوف في التأثير على الإنجازات الشخصية والمهنية، فإنه يصبح مشكلة تستدعي الانتباه والعلاج.

7. الشعور بالخجل أو الحرج من الفوبيا

يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من الفوبيا المرضية بالخجل أو الحرج من مخاوفهم. قد يتجنبون التحدث عن الفوبيا أو طلب المساعدة بسبب الخوف من السخرية أو الرفض. هذا الشعور بالخجل يمكن أن يزيد من عزلة الشخص ويؤدي إلى تفاقم المشكلة. الفوبيا التي تؤدي إلى هذا النوع من الانعزال الاجتماعي أو النفسي تحتاج إلى تدخل فوري.

تصبح الفوبيا مرضًا عندما تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية وتمنعه من ممارسة أنشطته الطبيعية. الفوبيا المرضية تتميز بتجنب مستمر وغير عقلاني، واستمرار الخوف لفترات طويلة، وتأثيرها على الصحة النفسية والأداء اليومي. من المهم التعرف على هذه العلامات وطلب المساعدة من متخصصين في الصحة العقلية عند الحاجة. العلاج المبكر يمكن أن يساعد في السيطرة على الفوبيا ومنع تفاقمها، مما يتيح للأفراد العيش بحياة أكثر صحة وراحة.


شارك المقالة: