مجالات علم النفس الاجتماعي:
1- مجال التأثير الاجتماعي:
علم النفس الاجتماعي هو الفحوصات العلمية لكيفية تفكير الناس وتأثيرهم وعلاقتهم ببعضهم البعض، وذلك من خلال التركيز على التفكير الاجتماعي، بحيث يفحص علماء النفس الاجتماعي كيف، ومدى الدقة، التي نرى أنفسنا والآخرين أيضاً، وذلك من خلال التركيز على التأثير الاجتماعي.
بحيث يفحص علماء النفس الاجتماعي القوى الخفية المتعلقة بالامتثال، والإقناع، وتأثير المجموعة التي تشد خيوطنا، ومن خلال دراسة العلاقات الاجتماعية، بحيث يفحص علماء النفس الاجتماعي ما يدفع الناس إلى كره بعضهم البعض وإيذاءهم، أو إلى حب ومساعدة بعضهم البعض.
2- مجال يقع بين علم نفس الشخصية وعلم الاجتماع:
علم النفس الاجتماعي كمجال يقع بين علم نفس الشخصية وعلم الاجتماع، ومن الناحية المجازية، بحيث يدرس علماء نفس الشخصية القوارب، ويدرس علماء الاجتماع المحيط، ويدرس علماء النفس الاجتماعي كيف تطفو تلك القوارب، وعندما يصل شخص إلى البيئة المحيطة، بحيث يريد علماء النفس الاجتماعي فهم كيفية تحركهم في الرياح والتيارات.
3- مجال في علم الاجتماع:
ينظر علم النفس الاجتماعي في العديد من الأسئلة نفسها التي يأخذها علم الاجتماع بعين الاعتبار، ولكنه يفضل الإجابات التي تركز على الفاعلين الفرديين مثل الطريقة التي يرون بها مواقفهم، بدلاً من الإجابات التي تنطبق على مستوى المجموعة مثل الفقر أو التماسك الأسري.
4- المجال في علم نفس الشخصية:
كما أنه يختلف عن علم نفس الشخصية، حيث يكون أقل اهتمامًا بالاختلافات الفردية مثل العدوانية أو التعاسة، على الرغم من أنه غالبًا ما يأخذ في الاعتبار الاختلافات الفردية التي تتفاعل مع المواقف مثل عندما يستجيب شخص يتمتع بتقدير كبير لذاته لتهديد العلاقة من خلال الإعجاب بشريكه أو شريكها.
5- المجال السلوكي الميداني:
تم تطبيق العمل النفسي الاجتماعي على عدد كبير من أماكن العالم الحقيقي، بحيث قام علماء النفس بإدخاله في دراسة السلوكيات الصحية، مثل التدخين وبذلك قدموا تقدمًا عمليًا، وقادوا على سبيل المثال الصور الرسومية للأسنان والرئتين المتعفنتين على علب السجائر، وبالمثل طبق علماء النفس التنظيمي نظريات نفسية اجتماعية لعمليات المجموعة والرضا والتمتع في سياق مكان العمل.
6- المجال القانوني:
القانون هو مجال آخر شهد تطبيقًا واسعًا للبحث النفسي الاجتماعي، بحيث كشف العمل النفسي أن تحديد شهود العيان، الذي كان طويلاً محور الأدلة القانونية، وغالبًا ما يكون سلبي، وغالبًا ما يكون من الصعب جدًا على الأشخاص تحديد بدقة حتى أولئك الذين ألقوا نظرة طويلة عليهم.
وتم استخدام البحث النفسي الاجتماعي لتحسين إجراءات تصنيف تحديد الهوية لتحقيق نتائج أكثر عدلاً مع عدد أقل من الإيجابيات الكاذبة، على سبيل المثال من خلال توجيه الشهود إلى أن المشتبه به قد يكون أو لا يكون في الصف.
وشارك علماء النفس الاجتماعي أيضًا في جدل كبير حول دقة الذكريات المستعادة، ومجموعات من الإساءات السابقة التي يعتقد الناس أنهم أعادوا اكتشافها لاحقًا في الحياة، وتظهر الأبحاث أنه على الرغم من أن بعض هذه الحالات قد تكون حقيقية، إلا أن بعضها يكاد يكون غير مؤكد.
7- مجال صنع واتخاذ القرارات الاجتماعية:
يشير صنع القرار إلى فعل تقييم أي تكوين آراء من عدة بدائل واختيار البديل الأكثر احتمالاً لتحقيق هدف واحد اجتماعي أو أكثر، تشتمل هذه القرارات الاجتماعية على جميع السلوكيات والمواقف الاجتماعية التي يمر الفرد بها ويتوجب عليه اتخاذ الموقف والقرار المناسب بشأنها، مثل اتخاذ القرار في أي كلية سيلتحق بها.
يلعب صنع القرار دور رئيسي في العديد من المهن، مثل السياسة العامة والطب والإدارة، ويشير مفهوم الحكم ذي الصلة إلى استخدام المعلومات، غالبًا من مجموعة متنوعة من المصادر، لتشكيل تقييم أو توقع، وقد يتخيل المرء أن حكم الناس يحدد خياراتهم، على الرغم من أن هذا ليس هو الحال دائمًا.
8- المجال الجماعي للمجموعات:
يهتم علماء النفس الاجتماعي بالمجالات التي توضح وتعرف الأفراد على الخصائص المميزة للمجموعة، وعلى أهمية الفريق على الأفراد، بحيث تؤكد جميع الأبحاث الاجتماعية على أن المجموعة ليست فقط تجميع للأفراد، إنما من الممكن أن يصبح شخصان أو أكثر مجموعة إلى حد أنهما مرتبطان ببعضهما البعض بشكل محدد، مما يعني عمومًا أنهما يتفاعلان ويؤثران على بعضهما البعض ويتبادلان التصورات عن أنفسهم كمجموعة.
مما أدى إلى وجود ضرورة للتوسع في منحنى علم النفس الاجتماعي في توضيح وتشخيص الدور الجماعي لكل فريق، سواء أكان فريق عمل مهني أو فريق كرة سلة أو فريق عمل معماري، مما يوضح أن العمل التعاوني التشاركي بين الأفراد يفتح المجال للتعارف على النفس والآخرين في الوقت نفسه.
دور الإدراك الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي:
على الرغم من أن العديد من جوانب علم النفس، مثل الإدراك والتعلم والذاكرة، يمكن تعميمها عبر الأنواع، إلا أن مجال الإدراك الاجتماعي يتعامل حصريًا مع الأفكار والسلوكيات التي يمكن القول أنها بشرية اجتماعية بشكل فريد؛ هذا لأن الإدراك الاجتماعي يهتم بالعمليات العقلية التي تدعم فهم الناس لكل من الذات والأفراد الآخرين.
وبشكل افتراضي، يتطلب الأمر وكيلًا اجتماعيًا لمعرفة واحدة لهذا السبب، بحيث ركز قدر كبير من أبحاث الإدراك الاجتماعي على تحديد ما إذا كانت أفكار الناس عن الآخرين مدفوعة بنفس العمليات العقلية الأساسية التي تنظم فهم البشر للطاولات والسيارات، والمأكولات البحرية وغيرها.
يعتمد الإدراك الاجتماعي بشكل كبير على المواد في علم النفس المعرفي وعلم النفس الاجتماعي معاً؛ من أجل فحص العلاقة بين العمليات المعرفية الأساسية والمشاكل الاجتماعية الأساسية، وفي هذا الصدد، حاول العمل في هذا المجال إظهار أنه خلال حياة الفرد، تتأثر أفكاره وسلوكياته بتجاربه الاجتماعية السابقة، ولكن في الوقت نفسه، يتم تعديل هذه التجارب من خلال السلوكيات الحالية للفرد.
تعني هذه العلاقة الديناميكية بين الإدراك والخبرة الاجتماعية أن الإدراك الاجتماعي يؤثر تقريبًا على كل مجال من مجالات الوجود البشري، وللمساعدة في شرح أهمية الإدراك الاجتماعي في الحياة اليومية، يجب استكشاف كيف يمكن أن تكون محاولة العيش بدون القدرة على فهم الذات والآخرين.
أحد الموضوعات المركزية في الإدراك الاجتماعي هو إدراك الشخص، والطريقة التي يجمع بها الناس المعلومات عن الآخرين ويستخدمونها لتوجيه تفاعلهم معهم، بحيث يعتبر الفرد منذ الطفولة، يمتلك تفضيلًا داخليًا للبشر أي العوامل الاجتماعية على الأشياء الأخرى، بحيث يعتبر الوجه هو محفز ذو أهمية خاصة.
حتى قبل أن يتمكن البشر من المشي أو الكلام، يبدو أن في تعلم مهارات الاتصال غير اللفظي التي توفر لهم تجاربهم الاجتماعية التفاعلية الأولى، وفي غضون بضعة أشهر فقط من الولادة، يمكن للأطفال الرضع فك شفرة تعابير الوجه والبدء في فهم عالمهم الاجتماعي والأشخاص من حولهم.