هناك العديد من القضايا الرئيسية في مكان العمل والتي تؤثر على صحة الموظف النفسية، ويوجد داخل كل قضية عوامل مختلفة تحتاج المنظمات إلى أخذها في الاعتبار في جهودها لخلق مكان عمل صحي نفسياً.
مخاطر العمل على الصحة النفسية
وصمة العار والتمييز
تُعرَّف وصمة العار بأنها مواقف أو معتقدات أو سلوكيات سلبية تجاه فرد أو مجموعة من الأشخاص أو تجاههم بسبب خاصية يتشاركونها، ويشمل التمييز والتحيز والحكم والقوالب النمطية، باستخدام تعاطي المخدرات كمثال، تحدث وصمة العار عندما شخص ما يرى الآخر بطريقة سلبية بسبب اضطراب تعاطي المخدرات، يحدث التمييز عندما يعامل شخص ما الآخر بطريقة سلبية بسبب اضطراب تعاطي المخدرات.
الإجهاد
الإجهاد يدل على التوترات الجسدية أو العقلية السلبية المحتملة التي يعاني منها الشخص، عامل الضغط هو أي حدث أو موقف يعتبره الفرد تهديدًا؛ يترسب إما التكيف أو الاستجابة للضغط، يمكن أن يأتي التوتر من التجارب الجيدة والسيئة، لذلك يمكن أن تكون آثار التوتر إيجابية أو سلبية، الإجهاد ليس شيء سلبي بالكامل، فبدون ضغوط لن يكون هناك إنتاجية أو تفاعل، ويكون الإجهاد مشكلة عندما لا يتمكن الأشخاص من التعامل مع حدث أو موقف ويصبحون مرهقين.
التواجد في العمل مع وجود مرض يبرر الغياب
الحاضر هو عمل الموظفين القادمين إلى العمل على الرغم من إصابتهم بمرض يبرر الغياب، وبالتالي فإنهم يؤدون عملهم في ظل ظروف دون المستوى الأمثل، عندما يأتي الموظفون إلى العمل غير حاضرين عقليًا ونفسياً بسبب مرض أو ضغوط عائلية، حياة شديدة أو ضغوط، فإنهم لا يمنحون أنفسهم الوقت الكافي للتحسن، يمكن أن يحدث الحاضر لأن الموظفين يشعرون:
1- لا يمكنهم تحمل تكاليف أخذ يوم الإجازة.
2- لا توجد خطة احتياطية للمهام التي يكون الفرد مسؤولاً عنها.
3- عندما يعودون إلى العمل، سيكون هناك المزيد للقيام به.
4- ملتزمًا بحضور الاجتماعات أو الأحداث شخصيًا.
5- يشعر الشخص بالقلق إزاء انعدام الأمن الوظيفي المرتبط بتقليص الحجم أو إعادة الهيكلة.
الإرهاق الوظيفي
وهو الإرهاق البدني والنفسي والذهني الناجم عن التعرض طويل الأمد لمواقف العمل الصعبة، الإرهاق هو النتيجة التراكمية للإجهاد، يمكن لأي شخص تجربة الإرهاق الوظيفي، ومع ذلك فإن الوظائف ذات المتطلبات العالية وقليلة الدعم يمكن أن يرفع من انتشار الإرهاق والحد من المشاركة، غالبًا ما يكون للمهن المساعدة، مثل وظائف الرعاية الصحية أو التدريس أو الإرشاد، معدلات عالية من الإرهاق.
الإرهاق له ثلاث خصائص رئيسية:
1- الإرهاق أو استنزاف الموارد العقلية.
2- السخرية، بمعنى اللامبالاة أو الموقف البعيد نحو الوظيفة.
3- تدني الكفاءة المهنية أي الانحياز إلى تقييم أداء العمل بشكل سلبي، مما يؤدي إلى الشعور بالقصور وضعف الثقة بالنفس في العمل.
المضايقة والعنف
يظن أغلب الأشخاص أن العنف اعتداء جسدي، ومع ذلك فإن العنف في مكان العمل هو مشكلة أوسع بكثير، هو أي فعل يتعرض فيه الشخص للإيذاء أو التهديد أو الترهيب أو الاعتداء في وظيفته، يشمل العنف في مكان العمل:
1- السلوك المهدد، مثل اهتزاز القبضة أو تدمير الممتلكات أو رمي الأشياء.
2- التهديدات الشفوية أو الكتابي، أي تعبير عن نية إلحاق الأذى.
3- المضايقة، أي سلوك يحط من قدر الشخص أو يحرجه أو يهينه أو يضايقه أو ينبه أو يسيء لفظيًا إلى شخص ويكون معروفًا أو يُتوقع أن يكون غير مرحب به، يتضمن هذا الفعل الكلمات أو الإيماءات أو التخويف أو التنمر أو أي أنشطة أخرى غير لائقة.
4- التنمر، وهو السلوك المتكرر أو غير المعقول أو غير اللائق الموجه تجاه موظف، أو مجموعة من الموظفين، يؤدي إلى خطر على الصحة والسلامة النفسية.
5- المهاجمة التنمر المستمر والمنهجي للفرد من قبل زملائه في العمل، وهذا يشمل الوقاحة والتخويف الجسدي، بالإضافة إلى السلوك الأكثر خفية وربما غير المتعمد الذي يتضمن النبذ الاجتماعي.
المسؤوليات المتضاربة
التواجد في مكان العمل حيث يوجد اعتراف بالحاجة إلى التوازن بين متطلبات العمل والأسرة والحياة الشخصية، يعكس هذا العامل حقيقة أن لكل فرد أدوارًا متعددة مثل الموظفين والآباء، والشركاء وما إلى ذلك، يمكن أن تكون هذه الأدوار المتعددة غنية وتسمح بتحقيق نقاط القوة والمسؤوليات الفردية، ولكن المسؤوليات المتضاربة يمكن أن تؤدي إلى تضارب في الأدوار أو عبء زائد، وبالتالي ضغوط نفسية.
المزاج السيء
مما يؤدي إلى عدم المقدرة على التقدم وضغوط وظيفية عالية تؤدي إلى عدم الرضا عن العمل والتغيب جسديًا أو عقليًا، من الممكن أن تؤدي هذه التأثيرات بعد ذلك إلى أمراض إضافية مرتبطة بالتوتر، فضلاً عن ارتفاع معدل الكوليسترول في الدم، وأعراض الاكتئاب، وانخفاض الصحة بشكل عام.
في النهاية يمكن القول بأنه يمكن تقسيم المخاطر إلى مخاطر نفسية واجتماعية على المستوى التنظيمي أو على الشخص، على سبيل المثال، الإجهاد المرتبط بالعمل ومخاطر جسدية بيئية، على سبيل المثال أرضية غير مستوية، وكلاهما يمكن أن يسهم في ضغوط العمل والإصابة النفسية، يمكن أن تؤدي ضغوط العمل الطويلة أو الشديدة إلى تدهور الصحة النفسية وتطور الصحة العقلية السيئة والإصابات النفسية.
ويجب ألا تتسامح المنظمات مع أي سلوك عنيف بما في ذلك الاعتداء أو المضايقة أو التهديد بالعنف، السلوك العنيف أو العدواني يضر بالصحة النفسية لكل فرد في المنظمة، ويخلق بيئة عمل غير آمنة نفسياً مليئة بالخوف والقلق.