مخاطر سن المراهقة

اقرأ في هذا المقال


يُعرف سن المراهقة بأنّه مرحلة من العمر تبدأ من عمر عشر سنوات وصولاً إلى واحد وعشرين سنة، تتميّز هذه المرحلة بأنّها من أصعب المراحل التي تمر على الإنسان، كونها متقلِّبة ومصحوبة بالكثير من التغيّرات الجسميّة والعقليّة والعاطفيّة والاجتماعيّة، إضافةً إلى كونها أول اختبار للشّخص في حياته. يشار إلى أنّ مستقبل الأُمم والحضارات تتأثر بشكل كبير بمراهقة أفرادها، تعتري هذه المرحلة الكثير من المخاطر، التي يتوجب على الوالدين أن يكُونوا متنبِّهين لها، أن يُحاولوا قدر الإمكان السّيطرة عليها ويعرفوا أهم مخاطر سنِّ المراهقة وطرق التغلُّب عليها.

مخاطر سن المراهقة

  • وجود فجوة بين المراهق وعائلته عند انتهاء مرحلة الطفولة: عندما يبدأ سنِّ المراهقة تحدث فجوة بين المراهق وعائلته، ذلك حسب ما أثبتته الدِّراسات، هذا ما يُؤدي إلى صُعوبة التحدُّث معهم وحل مشكلاتهم، أيضاً هذا ما يجعلهم يميلون إلى العزلة والانطوائيّة عن الآخرين.
  • اضطراب شخصية المراهق: يعتبر اضطراب شخصية المراهق من أهم المشاكل التي من المُمكن أن يتعرَّض لها الإناث والذُّكور في سنِّ المراهقة، هذا ما يجعلُهم يكُوِّنون مجموعات مع أشخاص بعيدين عن الأُسرة والعائلة، ممّا يُؤدِّي إلى دُخولهم في حالة من التخبُّط وعدم الاستقرار على شخصيّة مُحدَّدة طوال هذه المرحلة الحرجة. 
  • العصبية والعناد: يصبح المراهق في هذه المرحلة حساس بشكل كبير وزائِد، يدخل في حالة من العصبيّة والعناد دون مُبرر، إضافةً إلى أنّه ينظُر إلى كلِّ ما يقوم به بأنّه صحيح، أنَّه غيره مُخطئ.
  • عدم التوافق النفسي: إنّ مشكلة انعدام التوافق النفسي من أهمّ المشاكل وأخطرها التي من الممكن أن يتعرّض لها المراهق، فتجعله متخبّط وهائج، ينتُج عنها الكثير من المشاعر السلبيّة، مثل حالات البُكاء والحزن، القلق والضيق المُستمر، غياب الاستقرار والأمان، شدّة الاستجابات الانفعاليّة المُبالغ فيها، إضافةً إلى عدم استقرار العلاقات مع الآخرين. يترتّب عن كلّ ما سبق فُقدان الشُّعور بدوره في الحياة، شعوره بالفراغ والعزلة والوحدة، افتقار التوازن والعزلة الوجدانيّة، الافتقار العاطفي، الشعور المستمر بأنّ حياته مُهدّدة بالأمراض والحروب، جميع أنواع المخاطر مع انعدام وجود أيِّ أحد يحميه.
  • إدمان المواقع الإباحية والشذوذ الجنسي: إنّ الأسباب التي تجعل المراهق يدخل إلى المواقع الإباحية بكثرة، قد تدفعه لإدمانها، الفضول الجنسي الذي يسيطر على المراهق منذ اللحظات الأُولى لبلوغه، أيضاً حُب الاستعراض أمام أصدقائه لإثبات رُجولته. أكّد أطباء علم النفس أنّ إدمان المراهق للمُواقع الإباحية تكون نتيجة للتوتر النفسي والهُروب من الواقع الأُسري السيء، بسبب الخلافات الأُسرية أو بسبب انفصال الوالدين، يكمن خطر إدمان المواقع الإباحية في أنّها تؤدي إلى السُّلوك الجنسي الشاذ والفساد وإدمان التحرُّش الجنسي، كذلك إدمان العادة السريِّة التي تؤثر على المراهق بالسّلب بعد مرحلة البلوغ.
  • التدخين وإدمان المخدرات: يُسيطر على المراهق حُبُّ استعراض الذات واستعراض رجولته، ممَّا يدفع الكثيرين لتجربة التدخين كنوع من أنواع إثبات الذَّات والاستقلالية، قد يدفعه حبُّ التفوق على مُثلائِه في تجربة أشياء أشدّ خُطورة على صحّته وحياته المستقبلية، مثل إدمان المُخدرات والكحوليات، فكم مراهق أدمن السّجائر في سن مُبكرة، دفعته بعد ذلك لإدمان المُخدرات، هو لم يصل لسنِّ الرشد وقد يدفعه ذلك للسّرقة وأحياناً أُخرى للقتل. 

طرق حماية الشباب من خطر سن المراهقة

  • الجلوس مع المراهقين وكأنَّهم أصدقاء: البعد عند الحديث معهم عن التصنُّع والمُجاملة، إضافةً إلى الابتعاد عن التوبيخ والتسفيه.
  • فتح المجال أمام المراهق لشقِّ طريقه بنفسه: حتى لو كان هذا الطريق خاطئ، إذ يعد الخطأ طريق لتعلُّم الصواب في بعض الأحيان.
  • مشاركة المراهقين في الحوارات العلميّة: كالحوارات التي تتناول مواضيع مُشابهة لمشاكل المُراهق، التي تحتوي على حلٍّ لعلاجها، يُفيد ذلك في تنمية الثقة بالنفس، التحدُّث بكل صراحة.
  • اختيار الأهل للوقت الملائم لبدء الحوار مع المراهقين: تجنُّب التحدُّث معهم وهم مشغُولون أو لديهم التزامات مُعيّنة.
  • جعل الحوار الحقيقي قاعدة للنقاش: أن يكون الحوار بعيداً عن التنافُر والصراعات، الحرص على تفهُّم وجهة نظر الأبناء المُراهقين؛ ذلك لإشعارهم بأنّ أُمورهم مُعترف بها.
  • ابتعاد الأهل عن توجيه الأسئلة: سواء الأسئلة ذات مضمون الإجابة بالقبول أو النّفي، الأسئلة غير الواضحة، أيضاً فتح مجال لتعبير المراهق عن نفسه بالصورة التي يراها مُناسبة.
  • السَّماح للمراهقين بالتعبير عن أفكارهم بكل راحة: توجيههم نحو البرامج التي تكرِّس مفاهيم التسامُح وقدرة التعايش مع المُحيطين، تقوية الدّافع الديني لديهم، من خلال تأدية الفرائض الدينيّّة، مصاحبة الأشخاص الصالحين.
  • نشر المحبَّة والعدل والأمان والاستقلاليّة في البيئة الموجودين فيها: إذ إنّ فقدان هذه الأُمور يؤدِّي إلى تفكُّك الأسرة، الفشل الدراسي، تجنّب لغة التهديد والعقاب، محاولة العدل بين الأبناء قدر الإِمكان.

شارك المقالة: