مراحل النمو في علم النفس:
غالبًا ما يفصل ويوزع علماء النفس التنموي التقدم للأفراد والنمو بالرجوع إلى مراحل الحياة المتباينة، بحيث تمثل كل مرحلة من مراحل النمو والتقدم هذه مدة زمنية يتم فيها تحقيق سمات وخصائص مختلفة بالعادة، وقد يواجه الأشخاص تحديات خاصة في كل مرحلة منها، ويمكن لعلماء النفس التنموي في كثير من الأحيان مساعدة الذين قد يقاسون من مشاكل للرجوع إلى المسار الصحيح.
تتمثل مراحل النمو في علم النفس من خلال ما يلي:
1- مرحلة قبل الولادة: تعتبر هذه المرحلة هي موضع اهتمام علماء النفس التنموي التي تسعى إلى فهم كيفية أقرب التأثيرات على التنمية يمكن أن تؤثر على النمو في وقت لاحق خلال مرحلة الطفولة، وقد يبحث علماء النفس في كيفية بروز ردود الفعل الأساسية قبل الولادة، وكيف تتفاعل الأجنة للعوامل في الرحم، والأحاسيس والتنبؤات التي يمكن للأجنّة معرفتها قبل الولادة.
قد ينظر علماء النفس التنموي أيضًا في المشكلات المحتملة التي يمكن ملاحظتها للطفل قبل الولادة مثل متلازمة داون، وتعاطي الأم لبعض الأدوية لأمراض موجودة لديها، والأمراض الوراثية التي قد يكون لها تأثير على مسار التطور في المستقبل.
2- مرحلة الطفولة المبكرة: يعتبر الوقت الزمني من الطفولة إلى الطفولة المبكرة هي مدة زمنية تعبر عن نمو وتغيير ملحوظين، وينظر علماء النفس التنموي إلى الكثير من المواضيع مثل النمو البدني والإدراكي والانفعالي الذي يحدث عبر هذه المدة الحرجة من التطور.
3- مرحلة منتصف الطفولة: تتمثل هذه المرحلة من التقدم بالنضج البدني والأهمية المتزايدة للتأثيرات المحيطة، حيث يشق الأطفال مسارهم من خلال المدرسة الابتدائية، ويبدأ الأطفال في ترك علامتهم على العالم أثناء تكوين صداقات متنوعة سواء مع أقرانهم أو مع أسرتهم، واكتساب الفعالية عن طريق الأنشطة والمهام المدرسية، والاستمرار في بناء شعورهم المميز بالذات.
4- مرحلة المراهقة: تعتبر من المراحل المهمة والحساسة من وجهة نظر علماء النفس؛ حيث يعاني الأطفال من الاضطرابات النفسية والانتقال الذي ممكن أن يرافق هذه الفترة من التقدم والنمو، وكان علماء النفس مثل إريك إريكسون مهتم بشكل خاص بالنظر في الكيفية التي يؤدي بها التنقل في هذه الفترة إلى تكوين الهوية للفرد.
في هذه المرحلة من نمو الأفراد، من الممكن أن يقوم الأطفال بقياس الحدود واستكشاف المهام والواجبات الجديدة أثناء استكشافهم لمسألة من هم ومن يريدون أن يكونوا فب المستقبل المهني، ويمكن لعلماء النفس التنموي المساعدة في تشجيع وتعزيز المراهقين أثناء تعاملهم مع بعض الأزمات الصعبة التي تنفرد بها فترة المراهقة، بما في ذلك البلوغ والاضطراب العاطفي والضغط الاجتماعي.
5- مرحلة البلوغ المبكر: غالبًا ما تتميز هذه الفترة من الحياة بتكوين العلاقات والحفاظ عليها، وقد تشمل المعالم الحاسمة خلال مرحلة البلوغ تكوين الروابط، والعلاقة الحميمة، والصداقات الوثيقة، وتكوين أسرة، ويميل أولئك الذين يستطيعون بناء مثل هذه العلاقات والحفاظ عليها إلى تجربة الترابط والدعم الاجتماعي بينما قد يُترك أولئك الذين يعانون من هذه العلاقات يشعرون بالغربة والوحدة.
6- مرحلة منتصف مرحلة البلوغ: تميل هذه المرحلة من الحياة إلى التركيز على تنمية الشعور بالهدف والمساهمة في المجتمع، وصف إريكسون هذه المرحلة وسماتها بأنها الصراع بين الأجيال والركود، وأولئك الذين ينخرطون في العالم، ويساهمون بأشياء سوف تدوم لهم، ويتركون بصمة على الجيل القادم ينشأ لديهم شعور بالهدف، والأنشطة مثل الوظائف والعائلات وعضوية المجموعة والمشاركة المجتمعية كلها أشياء يمكن أن تسهم في هذا الشعور بالجيل.
7- مرحلة كبار السن: غالبًا ما يُنظر إلى سنوات كبار السن على أنها فترة من تدهور الحالة الصحية، ومع ذلك فإن العديد من كبار السن قادرون على البقاء نشطين ومشغولين حتى الثمانينيات والتسعينيات من العمر، وتمثل المخاوف الصحية المتزايدة هذه الفترة من التطور، وقد يعاني بعض الأفراد من التدهور العقلي المرتبط بالخرف، كما اعتبر إريكسون السنوات الكبرى وقتًا للتأمل في الحياة.
أهمية التعرف على مراحل النمو في علم النفس:
اهتم علماء النفس وخاصة التنموي في تقسيم مراحل النمو للفرد طوال الحياة، بحيث يهتم العديد من الأفراد بالتعرف عليها وخاصة التعرف عل المراحل المتقدمة في السن لما لها من أسباب واتجاهات في الحياة وخاصة في مرحلة الانفصال المهني.
أولئك القادرون على النظر إلى الوراء ورؤية حياة يعيشها بشكل جيد يخرجون بشعور من الحكمة والاستعداد لمواجهة نهاية حياتهم، في حين أن أولئك الذين ينظرون إلى الوراء بأسف قد يتركون بمشاعر المرارة واليأس، وقد يعمل علماء النفس التنموي مع المرضى المسنين لمساعدتهم على التعامل مع المشكلات المتعلقة بعملية الشيخوخة.